تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل الكلب الاسود شيطان? ام ان له معنى الشيطان ?]

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 03:03 ص]ـ

بارك الله فيكم

[هل الكلب الاسود شيطان? ام ان له معنى الشيطان ?]

وما اكثر الكلاب السود هنا في بلاد الروم

اعزكم الله

افيدونا

ـ[عبد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:24 ص]ـ

حياك الله أخي ...

لو افترضنا أن الكلب الأسود شيطان حقيقة.

يقول الحافظ في الفتح:

"وقد علم أن الشيطان لو مر بين يدي المصلي لم تفسد صلاته كما سيأتي في الصحيح " إذا ثوب بالصلاة أدبر الشيطان فإذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه " الحديث , وسيأتي في " باب العمل في الصلاة " حديث " إن الشيطان عرض لي فشد علي " الحديث. وللنسائي من حديث عائشة " فأخذته فصرعته فخنقته " ولا يقال قد ذكر في هذا الحديث أنه جاء ليقطع صلاته ; لأنا نقول: قد بين في رواية مسلم سبب القطع , وهو أنه جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهه , وأما مجرد المرور فقد حصل ولم تفسد به الصلاة" أ. هـ.

وهذا تعليل يستفاد منه عدم لزوم أن يكون الكلب الأسود شيطاناً حقيقة لأنه لو مرّ الشيطان من أمام المصلي فإنه لا يقطع صلاته.

وقال النووي في شرح مسلم:

احتج به (أي حديث الكلب الأسود شيطان) أحمد بن حنبل وبعض أصحابنا في أنه لا يجوز صيد الكلب الأسود البهيم , ولا يحل إذا قتله لأنه شيطان , إنما حل صيد الكلب. وقال الشافعي ومالك وجماهير العلماء: يحل صيد الكلب الأسود كغيره , وليس المراد بالحديث إخراجه عن جنس الكلاب , ولهذا لو ولغ في إناء وغيره وجب غسله كما يغسل من ولوغ الكلب الأبيض"

وتعليل الشافعي ومالك أقوى ها هنا وكذلك اعتبارهما الكلب الأسود من جنس سائر الكلاب.

وعندي تعليل آخر وهو مستنبط من قوله صلى الله عليه وسلم:"إذا سمعتم نباح الكلاب، ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنهن يرين ما لا ترون، وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل؛ فإن الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما يشاء، وأجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف وذكر اسم الله عليه، وغطوا الجرار، وأوكؤا القرب، وأكفؤا الآنية"

(صحيح الجامع).

ولفظ "الكلاب" في الحديث يعم الأسود وغيره ومع ذلك فرق بين الكلاب ووجود الشيطان فأمر بالتعوذ من الشيطان. ولو افترضنا أن أغلب أو بعض هذه الكلاب سوداً وبالتالي "شياطيناً" لكان هناك أمر بالاستعاذة منها كذلك، ولكن هذا لا يستقيم لعطفه نهيق الحمير على نباح الكلاب والحمير ليست شياطيناً.

وبالتالي يحمل المعنى على وجه آخر من الدلالة اللغوية. قال ابن منظور في اللسان، مادة (ش ط ن):

((والشيطان كل عاتِ متمردّ من إنسٍ أو جن أو دابَّةٍ.

قال جرير:

أيام يدعونني الشيطان من غزلٍ === وهنَّ يهوينني إذ كنت شيطانا

والعرب تسمّي الحيَّة شيطانًا. ومنهُ قول بعضهم يصف ناقةً

تلاعب مَتْنَى حضرمي كأنهُ === تعمُّج شيطانٍ بذي خروعٍ قفرِ)) انتهى كلامه.

وعلى هذا يكون المعنى المتمرد العاتِ من الكلاب. وهو أمر معروف و مشاهد في مملكة الكلاب.

ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:59 م]ـ

مشاركة في الفائدة أذكر فوائد حول الكلب الأسود:

صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم.

اخرجه أبو داود وصححه الألباني

وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 43) وحسنه:

عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن الكلاب أمة من الأم لأمرت بقتل كل أسود بهيم فاقتلوا المعينة من الكلاب فانها الملعونة من الجن. رواه ابو يعلي والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (19/ 52):

الكلب الأسود شيطان فعلل بأنه شيطان وهو كما قال رسول الله فان الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة.

قال ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 106):

فصل الفرق بين الكلب الأسود وغيره في قطع الصلاة يوافق القياس

وأما قوله وفرق بين الكلب الأسود وغيره في قطع الصلاة فهذا سؤال أورده عبد الله بن الصامت على أبي ذر وأورده أبو ذر على النبي صلى الله عليه وسلم وأجاب عنه بالفرق البين فقال الكلب الأسود شيطان وهذا إن أريد به أن الشيطان يظهر في صورة الكلب الأسود كثيرا كما هو الواقع فظاهر وليس بمستنكر أن يكون مرور عدو الله بين يدي المصلى قاطعا لصلاته ويكون مرورة قد جعل تلك الصلاة بغيضة إلى الله مكروهة له فيأمر المصلي بأن يستأنفها وإن كان المراد به أن الكلب الأسود شيطان الكلاب فإن كل جنس من أجناس الحيوانات فيها شياطين وهي ما عتا منها وتمرد كما أن شياطين الإنس عتاتهم ومتمردوهم والإبل شياطين الأنعام وعلى ذروة كل بعير شيطان فيكون مرور هذا النوع من الكلاب وهو من أخبثها وشرها مبغضا لتلك الصلاة إلى الله تعالى فيجب على المصلي أن يستأنفها وكيف يستبعد أن يقطع مرور العدو بين الإنسان وبين وليه حكم مناجاته له كما قطعها كلمة من كلام الآدميين أو قهقهة أو ريح أو ألقى عليه الغير نجاسة أو نومه الشيطان فيها وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن شيطانا تفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي وبالجملة فللشارع في أحكام العبادات أسرار لا تهتدي العقول إلى إدراكها على وجه التفصيل وإن أدركتها جملة.

قال الشبلي في آكام المرجان (ص 46):

إنما قال ذلك على طريق التشبيه لها بالجن لأن الكلب الأسود أشر الكلاب وأقلها نفعا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير