تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نقله الخطيب في تاريخه وقال يحيى بن معين القراءة عندي قراءة حمزة والفقه فقه أبي حنيفة على هذا أدركت الناس وقال جعفر بن ربيع أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه فإذا سئل عن الفقه تفتح وسال كالوادي وسمعت له دويا وجهارة في الكلام وكان إماما في القياس قال علي بن عاصم دخلت على أبي حنيفة وعنده حجام يأخذ من شعره فقال للحجام تتبع مواضع البياض فقال الحجام لا تزد فقال ولم قال لأنه يكثر قال فتتبع مواضع السواد لعله يكثر وحكيت لشريك هذه الحكاية فضحك وقال لو ترك أبو حنيفة قياسه لتركه مع الحجام

410 وقال عبد الله بن رجاء كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف يعمل نهاره أجمع حتى إذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحما فطبخه أو سمكة فيشويها ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غرد بصوت وهو يقول (أضاعوني وأي فتى أضاعوا * ليوم كريهة وسداد ثغر) فلا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم وكان أبو حنيفة يسمع جلبته كل ليلة وأبو حنيفة كان يصلي الليل كله ففقد أبو حنيفة صوته فسأل عنه فقيل أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس فصلى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد وركب بغلته واستأذن على الأمير فقال الأمير ايذنوا له وأقبلوا به راكبا ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط ببغلته ففعل ولم يزل الأمير يوسع له في مجلسه وقال ما حاجتك فقال لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ليال يأمر الأمير بتخليته فقال نعم وكل من أخذ في تلك الليلة إلى يومنا هذا فأمر بتخليتهم أجمعين فركب أبو حنيفة والإسكاف يمشي وراءه فلما نزل أبو حنيفة مضى إليه وقال يا فتى أضعناك فقال لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا عن حرمة الجوار ورعاية الحق وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان عليه وقال ابن المبارك رأيت أبا حنيفة في طريق مكة وشوي لهم فصيل سمين فاشتهوا أن يأكلوه بخل فلم يجدوا شيئا يصبون فيه الخل فتحيروا فرأيت أبا حنيفة وقد حفر في الرمل حفرة وبسط عليها السفرة وسكب الخل على ذلك الموضع فأكلوا الشواء بالخل فقالوا تحسن كل شيء فقال عليكم بالشكر فإن هذا شيء ألهمته لكم فضلا من الله عليكم

411 وحكى الحسن بن زياد قال دفن رجل مالا في موضع ثم نسي في أي موضع دفنه فلم يقع عليه فجاء إلى أبي حنيفة فشكا إليه فقال له أبو حنيفة ما هذا فقه فأحتال لك ولكن اذهب فصل الليلة ففعل الرجل ولم يقم إلا أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع فجاء إلى أبي حنيفة فأخبره فقال له قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي حتى يذكرك فهلا أتممت ليلتك شكرا لله عز وجل وقال ابن شبرمة كنت شديد الازراء على أبي حنيفة فحضر الموسم وكنت حاجا يومئذ فاجتمع إليه قوم يسألونه فوقفت من حيث لا يعلم من أنا فجاءه رجل فقال يا أبا حنيفة قصدتك أسألك عن أمر أهمني وأزعجني قال وما هو قال لي ولد وليس لي غيره فإن زوجته طلق وإن سريته أعتق وقد عجزت عن هذا فهل من حيلة قال له نعم اشتر الجارية التي يرضاها لنفسه ثم زوجها منه فإن طلق رجعت إليك مملوكتك وإن أعتق أعتق ما لا يملك وإن ولدت ثبت نسبه لك فعلمت أن الرجل فقيه من يومئذ وكففت عن ذكره إلا بخير وقال ابن المبارك أيضا قلت لسفيان الثوري يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ما سمعته يغتاب عدوا له قط فقال هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهبها وقال أبو يوسف دعا أبو جعفر المنصور أبا حنيفة فقال الربيع صاحب المنصور وكان يعادي أبا حنيفة يا أمير المؤمنين هذا أبو حنيفة يخالف جدك كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول إذا حلف على اليمين ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو بيومين جاز الإستثناء وقال أبو حنيفة لا يجوز الاستثناء إلا متصلا باليمين فقال أبو حنيفة يا أمير المؤمنين إن الربيع يزعم أنه ليس لك في رقاب جندك بيعة قال وكيف قال يحلفون لك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير