تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأعلى سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول ما طلب أحد الفقه إلا وكان عيالا على أبي حنيفة-وقال الإمام مالك رضي الله عنه وقد سئل عنه رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجة. وكان الإمام أحمد بن حنبل كثيرا ما يذكره ويترحم عليه ويبكي في زمن محنته ويتسلى بضرب أبي حنيفة على القضاء وقال أبن البر في "كتاب الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء" أبي حنيفة ومالك والشافعي رضي الله عنهم مثل يحيي بن معين وعبد الله أبن أحمد الدورقي يسمع من أبي حنيفة فقال يحيي بن معين هو ثقة ما سمعت أحدا ضعفه هذا شعبة بن الحجاج يكتب إليه يحدث بأمره وشعبة قال وكذا على أبن المديني أثنى عليه. وقال أبن عبد البر أيضا في كتاب بيان جامع العلم وقيل ليحيي أبن معين يا أبا زكرياء يا أبو حنيفة كان صدق في الحديث قال نعم صدوق قال وقال سواء كان شعبة حسن الرأي في أبي حنيفة قلت. وشعبة أول من تكلم في الرجال وقال يزيد بن هارون أدركت ألف رجل وكتبت عن أكثرهم ما رأيت فيهم أفقه ولا أروع ولا أعلم من خمسة أولهم أبو حنيفة. وقال أبو يوسف كان أبو حنيفة رحمه الله تعالى يختم القرآن في كل ليلة في ركعة. وفي رواية ويكون ذلك وتر. قال أبن عبد البر وقال أبن المديني أبو حنيفة ثقة لا بأس به. قال أبن عبد البر الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه أكثر من الذين تكلموا فيه والذين تكلموا من أهل الحديث أكثر ما عابوا عليه الإغراق في الرأي والقياس قال وكان يقال يستدل على نباهة الرجل من الماضين بتباين الناس فيه. قالوا ألا ترى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه هلك فيه فئتان محب أفريا ومبغض أفرط. وقد جاء في الحديث إنه يهلك فيه رجلان محب مطر ومبغض مكثر. قال هذه صفة أهل النباهة ومن بلغ في الفضل والدين الغاية. قال أبن عبد البر قال أبو داود السجستاني إن أبا حنيفة كان إماما وإن مالكا كان إماما وإن الشافعي كان إماما وكلام الائمة بعضهم في بعض يجب أن لا يلتفت إليه ولا يبرج عليه فيمن صحت إمامته وعظمت غب العلم غايته. ولقد أكثر أبن عبد البر في تصانيفه ولا سيما في هذا الكتاب النقل عن هذه الأئمة بثنائهم على الإمام أبي حنيفة وكذا غيره من الأئمة المعتبرين من أهل الحديث والفقه وقد بسطت ذلك في كتابي الكبير. قال أبن عبد البر وأبو حنيفة أقعد الناس بحماد بن أبي سليمان.

فصل "أعلم" إن الإمام أبا حنيفة قد قبل قوله في الجرح والتعديل وتلقوه عنه علماء هذا الفن وعملوا به كتلقيهم عن الإمام أحمد والبخاري وأبن معين وأبن المديني وغيرهم من شيوخ الصنعة وهذا يدلك على عظمته وشأنه وسعة علمه وسيادته. فمن ذلك ما رواه الترمذي رحمه الله تعالى في كتاب العلل من الجامع الكبير حدثنا محمود بن غيلان عن جرير عن يحيى الحماني تسمعت أبا حنيفة يقول ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح. وروينا في المدخل لمعرفة دلائل النبوة للبيهقي الحافظ بسنده عن عبد الحميد الحماني سمعت أبا سعد الصنعاني وقام إلى أبي حنيفة فقال يا أبا حنيفة ما تقول في الأخذ عن الثوري فقال أكتب عنه فأنه ثقة ما خلا أحاديث أبي إسحاق عن الحارث وحديث جابر الحعفي. وقال أبو حنيفة طلق بن حبيب كان يرى القدر. وقال أبو حنيفة زيد بن عياش ضعيف. وقال سويد بن سعيد عن سفيان بن عيينة قال أول من أقعدني للحديث أبو حنيفة قدمت الكوفة فقال أبو حنيفة إن هذا أعلم للناس بحديث عمرو بن دينار فاجتمعوا علي فحدثتهم- وقال يعقوب بن شيبة قلت لعلي بن المديني كلام رقبة بن مصقلة الذي يحدثه سفيان بن عيينة عن أبي حنيفة قال يعقوب فعرفه علي بن المديني وقال لم أجده عندي. وقال أبو سليمان الجوزجاني سمعت حماد بن زيد يقول ما عرفنا كنية عمرو بن دينار إلا بأبي حنيفة كنا في المسجد الحرام وأبو حنيفة مع عمرو بن دينار فقلنا له يا أبا حنيفة كلمه يحدثنا فقال يا أبا محمد حدثهم ولم يقل يا عمرو "قلت" حماد بن زيد هذا لحد الأعلام روى له الأئمة الستة. قال أبن مهدي ما رأيت بالبصرة أفقه منه ولم أر أعلم بالسنة منه عاش إحدى وثمانين سنة و "توفى" في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة ويأتي في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير