تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- فراخ النخل (فسائل النخل) والزرع.

- ورق الزرع.

- الشجرة إذا أخرجت غصونها وفروعها.

- من الشجر ما خرج حول أصوله.

قال الراغب الاصفهاني رحمه الله في مفردات ألفاظ القرآن:

شطء الزرع: فروخ الزرع، وهو ما خرج منه وتفرع في شاطئيه، أي جانبيه. وجمعه أشطاء.

فاستغلظ: أي فسار من الدقة إلى الغلظة.

فاستوى على سوقه: أي فاستقام على أصوله وجذوعه.

يعجب الزراع: بقوته، وكثافته وغلظه وحسن منظره.

وقال المفسرون:

هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى للصحابة رضوان الله عليهم قلَوا في بدء الإسلام, وكانوا قلة ثم كثروا، فاستحكموا، فترقى أمرهم يوما فيوم بحيث أعجب الناس وأغاظ أعداء الله.

وقالوا أيضاً:

مكتوب في الانجيل سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يخرج منهم قوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهو مثل ضربه الله تعالى لبدء الاسلام وترقيه في الزيادة إلى أن قوى واستحكم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام وحده، ثم قواه الله تعالى بمن معه.

قال الدكتور وهبه الزحيلي حفظه الله في التفسير المنير:

(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم) قال: (منهم) هنا لبيان الجنس أي الصحابة وليست للتبعيض لأنهم كلهم بالصفة المذكورة (أ. ه).

فتنبه أخي المسلم لهذا القول جيداً حتى لايلتبس عليك الأمر في بعض الصحابه رضوان الله عليهم، وتظن أن منهم للتبعيض.

التفسير العلمي المعجز للآية:

هذا مثل علمي معجز من عالم النبات، ضربه الله سبحانه وتعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم (كزرع) وللصحابه (و الذين معه)، والعاملين بما جاء به إلى يوم الدين، والمُسلمين له تسليما.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو (الزرع) الأصل، وصحابته هم (الشطء)، وهو ما تفرع منه وخرج من النباتات الجديدة، والغصون العديدة، وملايين الأوراق الخضراء.

وإذا رجعنا إلى عالم النبات نرى أن هذا المثل حقيقة علميه.

فالنباتات النجيلية الحولية من ذوات الفلقة الواحدة، مثل الحنطة أو البُر

(القمح) والشعير والأُرز هي أصل الغذاء العالمي في الأرض، تخرج ساقها الأولى وحيدة ضعيفة ولكن سرعان ما يخرج من براعمها الجانبيه والإِبطية الموجودة على العقد القاعدية المزدوجة تحت سطح التربة مباشرة، يخرج منها أفرعاً قاعدية، وبذلك يكون النبات الأصلي الواحد (الزرع) أو الساق الصلية الواحدة مجموعة من الفروع (الشطء) يصل عددها إلى ما يزيد عن خمسين فرعاً.

وهذه الفروع لها خصائصها التي ذكرناها سابقا في التكاثر الخضري (اللآجنسي) ومنها:

- عدم تغيير الصفات الوراثية.

- مؤازرة النبات الأم وتقويته وحمايته.

- يُعجب الزراع.

- يغيظ الأعداء والحساد والمرجفين والمبتدعين.

ويحدث هذا أيضاً في النخيل، حيث نرى النخلة الواحدة، قد أخرجت فراخها العديده بجوارها.

وهذا تماماً ما صوره القرآن الكريم.

فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الأصل (الزرع) وصحابته وأتباعه هم الفروع (الشطء).

والعاملون في الزراعة والنبات عندما يرون الشطء قد نبت وخرج حول الأصل يفرحون ويستبشرون ويطمئنون أن زرعهم (الأصل) قد دبت جذوره في التربة، وقويت أوراقه، وبعد مدة يجدون الشطء قد غطى الأرض وملأها بأفرع مشابهة تماماً للأصل.

وبعد ذلك تظهر آلاف الأزهار والنورات لتعطي آلاف الثمار والبذور والحبوب، ففي بعض النباتات تعطي الحبة الواحدة ما يزيد عن خمسة آلاف حبة، (والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) البقرة 261.

وبعض الأجناس النباتية الأخرى من النباتات الزهرية ذوات الفلقة الواحدة مثل نخيل البلح، ونخيل الدوم عندما تخرج أوراقها على سيقانها، فإن الساق تقوى ويزداد قطرها، كما أن تلك النباتات تخرج العديد من الفسائل الجانبيه التي تدعم الشجرة الأم وتقويها، وتنقل عنها صفاتها الوراثية دون تغيير أو تبديل أو تحريف.

ونبات الموز تتكون ساقه من قواعد الأوراق، فهي التي تدعم النبات وتقيمه وتحميه من الهلاك، وفسائله تنقل صفاته الوراثية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير