تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لما كان موضوع علم الفقه يبحث في صحة أفعال المكلفين من عدمها تتضح ثمرة هذا العلم؛ حيث أنه يوصل المكلف إلي سعادة الدارين والفوز بنجاتهما؛ كما حكى ذلك الحصكفي الحنفي ـ رحمه الله ـ "الدر المختار" (1)، وكذا ابن نجيم ـ رحمه الله ـ في " البحر الرائق " (2) بقوله: (الفوز بسعادة الدارين).

وهي ثمرة تحصل بامتثال أوامر الله،واجتناب نواهيه، فجدير بالأريب البحث عنها ليتم له العمل علي الوجه المشروع، قال تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا).

وكما أفصح عن ذلك طاش كبري زاده ـ رحمه الله ـ في كتابه " مفتاح دارالسعادة" بقوله: (حصول العمل به على الوجه المشروع) (3)

وكذا قال القنوجي ـ رحمه الله ـ في" أبجد العلوم" (4)

وهذا العلم عون للمكلفين على طاعة الله، والوقوف عند أمره الله؛ كما ذكر ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ـ رحمه الله ـ في كتابه " خزانة العلوم " بقوله: (امتثال أوامر الله ونواهيه) (5)

• رابعا ً: نسبته.

لما كان صلاح الباطن محل عناية من الشارع الحكيم فكذا إصلاح الظاهر كان كذلك؛ وعليه فإن نسبه الفقه لصلاح ظاهر أفعال المكلفين كنسبة العقائد والتصوف في صلاح الباطن،أسفر عن ذلك إيضاحا ابن عابدين ـ رحمه الله ـ في كتابه " رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار" بقوله: (ونسبته لصلاح الظاهر كنسبة العقائد والتصوف لصلاح الباطن) (6).

• خامسا ً: فضله.

(إن شرف هذا العلم مما لا يخفي لكونه أحد العلوم الدينية) (7) وهذا ما أفصح عنه التهانوي ـ رحمه الله ـ في: " كشافه ".

فهو من أجلها قدرا، وأعظمها منزلة، وأبلغها فضيلة.

وقد حكى طرفا من هذا الفضل الحصكفي الحنفي ـ رحمه الله ـ في الدر المختار بقوله: (وأما فضله فكثير شهير، ومنه ما في الخلاصة وغيرها: النظر في كتب أصحابنا من غير سماع أفضل من قيام الليل، وتعلم الفقه أفضل من تعلم باقي القران،وجميع الفقه لابد منه) (8)

وإن تقدمه في ركب الفضيلة؛ علم الكلام وكذا بعض العلوم على ما ذكره ابن عابدين ـ رحمه الله ـ في " رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار" بقوله: (وفضيلته كونه أفضل العلوم سوى الكلام والتفسير والحديث وأصول الفقه) (9)

• سادسا ً: الواضع.

لقد قيض الله لعلم الشريعة علماء عاملين , غاصوا في علوم الشريعة،ونظروا فيها بعين الحقيقة؛ بدقة وتحقيق، حتى استخرجوا منها الفوائد والنفائس، وبذلوا من أجل ذلك الغالي والنفيس، فتبنوا العناية بالفقه، وأظهروه في حلل فاخرة وكلمات زاخرة.

قأخرجوه للعيان علماء سهروا الليل حتى عانقوا به النهار؛ فبذلوا في سبيله كل عظيم؛ خدمة لهذا الدين ـ جزاهم الله عنا كل خير و كتب الله لهم بذلك أعلى الجنان ـ وممن نسب الفضل لأهله السيد الدمياطي في كتابه " أعانة الطالبين " بقوله الواضع لعلم الفقه: (الأئمة المجتهدون) (1).

والواضعون لهذا العلم بذلوا لهذا العلم مهجهم وعاشوا عمرهم في رياضه , وهم وإن اختلفوا في مذاهبهم الفقهية إلا أنهم اشتركوا جميعاً في وضع الفقه الإسلامي بمذاهبه الأربعة؛ فواضع مذهب الحنفية أبو حنيفة النعمان ـ رحمه الله ـ كما حكي ذلك ابن عابدين ـ رحمه الله ـ بقوله: (فواضعه أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ) (2) ومذهب المالكية واضعه الإمام مالك ـ رحمه الله ـ ذكر ذلك أبي بكر الكثناوي ـ رحمه الله ـ (3) والإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ واضع مذهب الشافعية ذكر ذلك " زكريا الأنصاري ـ رحمه الله ـ " (4)

ومذهب الحنابلة واضعه الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ كما ذكر ذلك البهوتي ـ رحمه الله ـ في " كشاف القناع "، (5)

فهم المجتهدون من أئمة المذاهب الأربعة.

• سابعا ً: الاسم.

عَنون لهذا العلم الجليل بـ " علم الفقه " كثير من العلماء ـ رحمهم الله ـ الذين عنت مؤلفاتهم بالبحث في العلوم وتعريفها؛ كحاجي خليفة ـ رحمه الله ـ في كتابه " كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون " (6) وطاش كبري زادة ـ رحمه الله ـ في كتابه " مفتاح دار السعادة " (7) وكذا ابن خلدون ـ رحمه الله ـ في " مقدمته " (8).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير