[تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام]
ـ[أبو حفص الشمالي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:03 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: فهذه الكلمات تلخيص لكتاب " تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام " تحقيق وصي الله بن محمد عباس وبعض الزيادات من عندي.
أقوال العلماء في حكم القراءة خلف الإمام:
القول الأول: أنها فرض في السرية والجهرية وهو قول الشافعي في الجديد إسحاق وابن المبارك ورواية عن أحمد ورواية عن مالك
القول الثاني: أنها لا تقرأ وهو المشهور من مذهب الحنفية أن القراءة حرام ولكن ينبغي أن يتضح أن ابن حبان قال إن أبا حنيفة ومحمد وأبا يوسف اختاروا عدم القراءة أما القراءة فلم يقولوا بحرمتها وكراهتها.
القول الثالث: أنها جائزة وهو مذهب أحمد ومالك أي تقرأ في السرية دون الجهرية.
الباب الأول
الفصل الأول إثبات قراءة الفاتحة خلف الإمام بالأحاديث المرفوعة
الحديث الأول
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب رواه الجماعة
فثبت من هذا الحديث وجوب قراءة الفاتحة على كل مصلٍ إماما كان أو مأموما أو منفردا وهو عام يشمل المأموم مثلما يشمل الأمام والمنفرد ولا يخرج أي مصلٍ من هذا الحكم العام ويدل على هذا العموم كلمة "من" التي هي من كلمات العموم.
وكما يشمل هذا الحديث كل مصلٍ كذلك يشمل كل صلاة فرضا كانت أم تطوعا ويدل على هذا العموم قوله "لا صلاة "أيد هذا العموم: ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد.
فإن قال قائل "إن هذا الحديث خاص بالمنفرد كما قال سفيان "
فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم عمم فقال "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" فيبقى الحكم عاما وتخصيصه يحتاج إلى حديث صحيح مرفوع ولايمكن تخصيصه بقول سفيان ولا بقول أجد غيره ولذلك رد الخطابي عل قول سفيان فقال "هذا عموم لا يجوز تخصيصه إلا بدليل.فإن قيل إن الإمام أحمد أول حديث عبادة بأثر جابر"من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا أن يكون وراء إمام ". فالجواب أن الإمام أحمد مع تأويله هذا.قد اختار قراءة الفاتحة خلف الإمام.قال الترمذي "واختار أحمد مع هذا القراءة خلف الإمام وأن لا يترك الرجل فاتحة الكتاب وإن كان خلف الإمام " جامع الترمذي "2/ 124".
وأكبر دليل على بقاء هذا الحديث عاما رواية أخرى عن عبادة نفسه قال " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة
فلما انصرف قال "إني أراكم تقرأون وراء الإمام "قلنا يا رسول الله إي والله قال:لا تفعلوا إلا بأم القرآن " رواه الترمذي وقال "حسن" وأبو داود والنسائي وغيرهم وقال الترمذي حديث الباب "أي المختصر " أنه أصح.قال أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه: وكأن الترمذي بذلك يزعم أنهما حديث واحد.وأن الزهري ومكحول اختلفا على محمود بن الربيع وليس كما زعم،بل هما حديثان متغايران لا يعل أحدهما الآخر وحديث ومكحول حديث صحيح لا علة له وحسن هذا الإسناد الدار قطني.ومن طرق ثلاثة أخرى عن محمد بن إسحاق وقال البغوي في شرح السنة ورجال إسناده ثقات إلا ما قيل في محمد بن إسحاق لكنه ثقة. قال بدر الدين العيني في شرح البخاري "ابن إسحاق من الثقات الكبار عند الجمهور، وقال ابن الهمام في فتح القدير "وأما ابن إسحاق فثقة ثقة لا شبة عندنا في ذلك، ولا عند المحدثين.
وقال أيضا وهو الحق الأبلج وما نقل عن مالك فيه لايثبث ولو صح لم يقبله أهل العلم، كيف وقد قال شعبة فيه: هو أمير المؤمنين في الحديث، وروى عنه مثل ذلك الثوري وابن إدريس حماد بن زيد ويزيد بن زر يع وابن المبارك واحتمله أحمد وابن معين.وقد أطال البخاري في توثيقه في كتاب القراءة خلف الإمام وذكره ابن حبان وإن مالك رجع عن الكلام في ابن إسحاق.وقال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد " أما حمله "يعني ابن الجوزي " على ابن إسحاق فلا طائل فيه فإن الأئمة قبلوا حديثه، وأكثر ما عيب فيه التدليس والرواية عن المجهولين. أما هو في نفسه فصدوق وهو حجة في المغازي عند الجمهور. وقد أشبع في توثيقه البيهقي وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة في (طبقات المدلسين) لكنه لا يضر كونه مدلسا هنا فقد صرح بالتحديث في
¥