• قال ابن القيم في تهذيب السنن وقد رواه البخاري في كتاب القراءة وقال هو صحيح ووثق ابن إسحاق أثنى عليه واحتج بحديثه.وقد روى ابن إسحاق هذا الحديث وصرح بالتحديث في روايات الدار قطني وأحمد والبيهقي.
*وقال البيهقي في معرفة السنن ولأثار: رواية الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وإن كانت مختصرة فهي لرواية ابن إسحاق شاهدة.
فائدة: فإن من ضعف محمد بن إسحاق في هذا الحديث فقد احتجوا بروايات لمحمد بن إسحاق في أحاديث الأحكام.
*قال بعض العلماء:إن حديث عبادة معلل بثلاث علل:
1 - فيه مكحول وهو يدلس، و رواه معنعنا.
2 - وقد اضطرب في إسناده،رواه مكحول مرة عن عبادة مرسلا، وأخرى عن نافع بن محمود عن عبادة وتارة عن محمود عن عبادة وتارة عن محمود عن أبي نعيم أنه سمع عبادة فأدخل بين محمود وعبادة رجلا وهو أبو نعيم فاضطرب إسناده
3 - مع ذلك تفرد بذكر محمود بن الريع عن عبادة في طريق مكحول محمد بن إسحاق وهو لا يحتج به إذا انفرد.
الجواب عن الوجه الأول: أن محمود بن الربيع الذي روى عنه مكحول هذا الحديث صحابي صغير ومكحول لا يدلس عن صغار الصحابة فلا تضر عنعنته هنا في شيء كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في التقريب والذهبي في تذكرة الحفاظ وكذلك تابع عبد الله بن عمرو بن الحارث مكحول عند الحاكم.
الجواب عن الوجه الثاني: أن رواية أبي نعيم في رواية مكحول التي وردت من طريق محمود بن الريع عن أبي نعيم عن عبادة غير محفوظة ورواية مكحول التي رواها مرسلة عن عبادة مرجوحة بالروايتين المذكورتين فإن إسنادها بقية قال فيه أبو مسعود الغساني "بقية ليست أحاديثه نقية فكن منها على تقية" وأما الروايتين الأخيرتان أي التي جاءت عن محمود عن عبادة والتي جاءت عن نافع بن محمود عن عبادة فهما قصتان مختلفتان وليست واحدة،وإن سلمنا اتحاد قصتهما فمع ذلك لا يكون هذا الحديث مضربا.فإن التوفيق بينهما ممكن ووجه أن مكحولا سمع الحديث من محمود ومن ابنه نافع كليهما وهما سمعاه من عبادة.
الجواب عن الوجه الثالث: أنه لم يتفرد ابن إسحاق بذكر محمود في طريق مكحول عن محمود عن عبادة، بل تابعه على ذلك سعيد بن عبد العزيز وغيره وذكر الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار "حديث عبادة بهذا الطرق وقال حديث حسن.
فإن قيل:إن الاستثناء "إلا بأم القرآن "في حديث عبادة مدرجة من بعض الرواة وليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم فقد رواه ابن أكيمة عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة نظن أنها الصبح ... دون استثناء فمجموع الأمرين يدل على اتحاد القصة.
الجواب: أنه لادليل على إدراج جملة الاستثناء:إلا بأم القرآن " ولايمكن الاستدلال عليه بحديث أبي هريرة فإنهما واقعتان مختلفتان وكونهما ورد فيها لفظ "مالي أنازع القرآن " وكونهما في صلاة الفجر ليسا دليلا لاتحاد القصة،وكان أبو هريرة وعبادة يقرؤن خلف الإمام الفاتحة.
الحديث الرابع
عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم ومكحول عن نافع بن محمود بن الربيع قال أنه سمع عبادة بن الصامت يقرا بأم القرآن وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فقلت رأيتك صنعت في صلاتك شيئا، قال وما ذاك قال سمعتك تقرأ بأم القرآن وأبو نعيم يجهر بالقرآن قال نعم:صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال " منكم من أحد يقرأ شيئا من القرآن إذا جهرت بالقرآن:قلنا نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أقول "مالي أنازع القرآن،فلا يقرأن منكم شيئا من القرآن إذا جهر بالقراءة إلا بأم القرآن " رواه الدار قطني وقال إسناده حسن ورجاله ثقات كلهم وصححه البيهقي.
فإن قال قائل: في إسناده نافع بن محمود وهو مستور. الجواب:أنه وثقه الذهبي ووثقه ابن حبان ووثقه الدار قطني.
الحديث الخامس
¥