تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التفسير وقصص الأنبياء وغيرها عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف أن هذه أسماء قوم صالحين في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم وأن هذه الأصنام بعينها صارت إلى قبائل العرب ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما قبيلة قبيلة وقد ثبت في صحيح مسلم [عن أبي الهياج الاسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته] وفي الصحيحين [عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض قبل موته: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد] يحذره ما فعلوا قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدا وفي الصحيحين [أنه ذكر في مرض موته كنيسة بأرض الحبشة وذكر من حسنها وتصاوير فيها فقال: إن أولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصورا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة] وفي صحيح مسلم [عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك]

ومن أسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الاصنام بحسب ما يظن أنه مناسب للكواكب [من] طباعها

وشرك قوم إبراهيم عليه السلام كان - فيما يقال - من هذا الباب وكذلك الشرك بالملائكة والجن واتخاذ الأصنام لهم

وهؤلاء كانوا مقرين بالصانع وأنه ليس للعالم صانعان ولكن اتخذوا هؤلاء شفعاء كما أخبرعنهم تعالى بقوله: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون}

وكذلك كان حال الأمم السالفة المشركين الذين كذبوا الرسل [كما] حكى الله تعالى عنهم في قصة صالح عليه السلام عن التسعة الرهط الذين تقاسموا بالله [أي تحالفوا بالله] لنبيتنه وأهله فهؤلاء المفسدون المشركون تحالفوا بالله عند قتل نبيهم وأهله وهذا بين أنهم كانوا مؤمنين بالله إيمان المشركين

فعلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الإلهية الذي يتضمن توحيد الربوبية قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون * وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون * أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون * وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} وقال تعالى: {أفي الله شك فاطر السماوات والأرض} [وقال صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه] ولا يقال: أن معناه يولد ساذجا لا يعرف توحيدا ولا شركا كما قال بعضهم - لما تلونا [ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل: خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين] الحديث وفي الحديث المتقدم ما يدل على ذلك حيث [قال: يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه] ولم يقل: ويسلمانه وفي رواية [يولد على الملة] وفي أخرى: [على هذه الملة]

وهذا الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم هو الذي تشهد الأدلة العقلية بصدقه منها أن يقال: لا ريب أن الإنسان قد يحصل له من الأعتقادات والإرادات ما يكون حقا وتارة ما يكون باطلا وهو حساس متحرك بالإرادات ولا بد له من أحدهما ولا بد له من مرجح لأحدهما ونعلم أنه إذا عرض على كل أحد أن يصدق وينتفع وأن يكذب ويتضرر مال بفطرته إلى أن يصدق وينتفع وحينئذ فالاعتراف بوجود الصانع الإيمان به هو الحق أو نقيضه والثاني فاسد قطعا فتعين الأول فوجب أن يكون في الفطرة ما يقتضي معرفة الصانع والإيمان به وبعد ذلك: أما أن يكون في فطرته [محبته أنفع للعبد أولا والثاني فاسد قطعا فوجب أن يكون في فطرته]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير