لو "أخلص" الرجل في عبادته لينال بذلك مطلباً دنيوياً!!!
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 11:21 م]ـ
سؤال للمدارسة لعل الله يفتح علي وعليكم:
لو أخلص الرجل في عبادته لينال بذلك مطلباً دنيوياً فهل:
1 - يثاب على إخلاصه في الدنيا وفي الآخرة؟
2 - يعاقب على طلبه بإخلاصه الدنيا؟
3 - لا يثاب ولا يعاقب؟
4 - يثاب بتعجيل ثوابه له في الدنيا وذلك بحصول المطلوب الدنيوي ولا يؤثم، أي كما في قوله تعالى: ((ومن الناس يقول ربنا آتنا في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق))؟
5 - يثاب بتعجيل ثوابه له في الدنيا وذلك بحصول المطلوب الدنيوي مع لحوق الإثم لإرادته بإخلاصه غير وجه الله، كما في قوله تعالى: ((من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون))؟
هذه عدة أوجه، ولعل هناك المزيد ولكن الأهم النقاش العلمي للوصول إلى نتيجة مسددة بإذن الله تعالى.
ـ[عبد]ــــــــ[31 - 05 - 05, 04:12 م]ـ
أنا انتظر مشاركة إخواني النجباء ومشايخي الفضلاء.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[31 - 05 - 05, 04:24 م]ـ
لو أخلص الرجل في عبادته لينال بذلك مطلباً دنيوياً
بارك الله فيكم.
لكن يقع هنا إشكال ..
كيف يجتمع الإخلاص وطلب الدنيا؟
ـ[عبد]ــــــــ[31 - 05 - 05, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيراً على مبادرتك،
قلت لعل ذلك كمن يعبد الله خالصاً من قلبه (أي لا يصرف عبادته إلا لله) رغبة في حفظ الأولاد، وتكثير المال، ودوام الصحة وغيرها من المطالب الدنيوية.
أو كما جاء في الزهد لابن المبارك عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخلص لله العبادة أربعين يوما، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)).
وإن كان الحديث مرسلاً كما ترى وقد ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة. ولكن معناه محتمل وموجود من حيث أن بعض الناس يخلص لله تعالى - أربعين يوما أو أكثر أو أقل - ليلهمه الحكمة ويرزقه القبول بين الناس. مع أنه قد ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: {إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض} أخرجه الشيخان واللفظ للبخاري.
فهنا (حديث البخاري) القبول تابع ونتيجه ولذلك قال: ((ثم يوضع له القبول في الأرض)) وأما في المسألة التي تحدثتُ عنها فالقبول مطلوب لذاته. وهذا يقع كثيراً حتى من بعض طلبة العلم وهو خفية من خفايا النيات، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[31 - 05 - 05, 07:17 م]ـ
أخي الحبيب
المسألة ذات بحث واسع ..
ويدخل فيها قوله تعالى (ولينصرن الله من ينصره)
وفيها حديث الزهري عن أنس بن مالك مرفوعاً: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه.
ونحو هذه النصوص .. فهو يصل رحمه لأمر الله تعالى، وقلبه ينتظر بسط الرزق ونسأ الأثر ..
ولعل تحرير المسألة أنها
1 - فيما وردت به النصوص على مشروعيته
2 - وذكرت فضله ولو على سبيل الجملة،
3 - أن عمله كان لله تعالى - بمعنى أنه يرجو الله أن يثيبه ولا يرجو مخلوقاً ..
وقد ذكرتَ سددك الله خمسة أوجه على سبيل المباحثة ..
لم لا نضيف وجهاً سادساً هو أقوى منها في نظري:
6 - يثاب على إخلاصه في الآخرة؛ لكنه ثواب دون ثواب من لم يلتفت إلى الدنيا.
وخذ وجها سابعاً أقوى منه:
7 - العبرة بقدر إخلاصه لله تعالى؛ أي تعلق قلبه به-دون النظر إلى التفاته لثواب الدنيا ما دام أنه عمله لله- ..
فقد يعظم تعلق قلبه لله تعالى -وإن كان فيه التفات لثواب الدنيا- تعلقاً أعظم ممن عمل هذا العمل على أنه قربة ولم يلتفت للدنيا، فيفضله لأجله تعلق قلبه به من هذه الحيثية.
وسر المسألة والله تعالى أعلم: أن الله تعالى -أو نبيه صلى الله عليه وسلم- ذكر هذا الفضل لتتشوف النفوس إليه.
والعامل إنما عمل إيماناً بالله تعالى، وتصديقاً بالغيب الذي أخبر به، وسعياً فيما حث عليه ..
ويبعد أن يدعو الداعي إلى شيء ويمنع من التفات القلب إليه!
هذا ما ظهر لي الآن .. والمسألة تقبل المباحثة ..
ولعل بعض الأحبة يرجع إلى شروح الحديث المذكور ونحوه ..
¥