قال البخاري: وقال وكيع: علي المرسي لعنه الله، يهودي هو أو نصراني؟ قال رجل: كان أبوه أو جده يهوديا أو نصرانيا قال وكيع: عليه وعلى أصحابه لعنة الله " [خلق أفعال العباد ضمن مجموعة (عقائد السلف تحقيق النشار ص124] وروى عبداله بن أحمد عن يزيد بن هارون أنه قال: (لعن الله الجهم ومن قال بقوله) [السنة لعبدالله بن أحمد ج1ص167وقال محقق الكتاب الدكتور محمد سعيد القحطاني: إسناده صحيح]
وروى عبدالله أيضا عن عباس العنبري عن شاذ بن يحيى قال سمعت يزيد بن هارون يقول: (من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وجعل شاذ بن يحيى يلعن المريسي) ...
فدلت هذه النقول عن هؤلاء الأئمة اعتقادهم جواز لعن المعينين من أهل البدع، لبماشرتهم ذلك بأنفسهم فلامعنى لذلك مع ما عرفوا به من فقه وفهم، وتقوى وورع، إلا أن ذلك هو مذهبهم.
وفي الحقيقة أن هؤلاء لايعلم لهم مخالف من الأئمة المتقدمين إلا ماكان من أتباع الأئمة كأصحاب أحمد وغيره، الذين تأولوا توقف بعض الأئمة في لعن بعض المعينين على أنهم لايرون جواز لعن المعينين مطلقا، كما ذهب الى القول بعدم الجواز من ذهب من أتباع الأئمة تأسيا بهم فيما ظنوه أنه مذهبهم.
والتحقيق في أقوال هؤلاء الأئمة أنا لانجد فيما وصل الينا من النقل عنهم نصا صريحا يدل على قولهم بتحريم لعن المعينين، وغاية مافي الأمر أن بعضهم توقف في لعن بعض المعينين من أمثال يزيد والحجاج أو أرشد الى اللعن المطلق، دو النهي عن لعن المعين
ـــــــ
أهـ ملخصا من كتاب (موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء للدكتور ابراهيم الرحيلي) ص251ـ258
نقله / الأوزاعي
المصدر
شبكة سحاب
.................................................. ............
اختلاف العلماء في لعن المعين
اختلف العلماء في لعن المعين، فقال النووي رحمه الله: وأما لعن الإنسان بعينه- أي إنسان معين بذاته- ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني أو ظالم أو زانٍ أو مصور أو سارق أو آكل ربا فظاهر الأحاديث أنه ليس بحرام، وأشار الغزالي في الإحياء إلى تحريمه إلا في حق من علمنا أنه مات على الكفر كأبي لهب وأبي جهل وفرعون وهامان وأشباههم، لأن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله، وما ندري ما يختم به لهذا الفاسق أو الكافر، فإن دعوتك عليه باللعنة معناها أنك تدعو عليه ألا يرحم أبدًا، ولا يكون ذلك إلا بأن يموت كافرًا وهو لا يجوز، أما الذين لعنهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأعيانهم فيجوز أنه صلى الله عليه وسلم علم موتهم على الكفر. اه.
ولذلك فإن العلماء قد انقسموا إلى فريقين: فريق منهم يرى عدم جواز لعن المعين وهم الجمهور وقد استدلوا بأدلة، ومنها ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عمر رضي الله عنه أن رجلاً كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارًا، وكان يُضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأُتي به يومًا فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله".
أما أصحاب الرأي الثاني فقد استدلوا بأدلة منها ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رهط من اليهود على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها: عليكم السام واللعنة، فقال: "يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر". قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت: وعليكم. {حديث صحيح}.
وأيضًا بما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة. رواه مسلم.
ولعل الراجح هو رأي الفريق الأول؛ لقوة أدلتهم ولعموم النهي عن اللعن ولوروده على غير المعين غالبًا.
..........
مجلة التوحيد
رقم العدد 27
تاريخ العدد 01/ 05/2004
الموضوع:إعلام المسلمين بحكم اللعن واللعانين
الكاتب: أحمد إبراهيم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[19 - 05 - 05, 07:14 ص]ـ
ويراجع كتاب الدكتور باسم الجوابره.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 05 - 05, 12:59 م]ـ
سبق في هذه الروابط الكلام على المسألة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10023
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18137&highlight=%E1%DA%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16366
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[19 - 05 - 05, 03:22 م]ـ
الإخوة الفضلاء والمشايخ الأجلاء
جزاكم الله عني كل خير
وجعله الله في ميزان حسناتكم
وبارك فيكم وفي ذرياتكم