تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كل إنسان بحسبه لأن الناس يختلفون في تقدير المصلحة فإذا رأى ولي الأمر المصلحة في شيء فأمر به فإن الواجب طاعته في ذلك إذا لم يكن من معصية الله ومن المعلوم أننا لو قلنا إنه لا يلزمنا طاعة ولاة الأمور إلا فيما أمر الله به عينا لكان؛ لكان ولاة الأمور وغيرهم من الناس على حد سواء أيها المسلمون إن الواجب علينا أن نكون أمة واحدة وألا ننازع ولاة الأمور ما جعله الله لهم وأن نتمشى مع الأنظمة التي نظموها إذا لم تخالف الشريعة أما حقوق الرعية على ولاتهم فالمسؤولية على ولاة الأمور كبيرة ليس السلطان الذي يجعله الله عز وجل قدرا لشخص من الناس سلطانا شرعيا يفعل فيه ما يشاء في عباد الله ولكن الذي جعل الله له السلطان قدرا يلزمه أن يقوم بأمر الله شرعا فالأمر خطير والمسؤولية عظيمة على الولاة وليس المراد بالولاية أن يبسط الإنسان سلطته وأن ينال المرتبة إنما المقصود بها أن يتحمل مسؤولية عظيمة تتركز على إقامة الحق بين الخلق بنصر دين الله وإصلاح عباد الله دينيا ودنيويا فيجب على الولاة صغارا أو كبارا إخلاص النية لله عز وجل والاستعانة به في جميع أمورهم على ما حملهم من هذه الأمانة أما إخلاص النية لله فأن ينوي بذلك فأن ينوي بذلك تنفيذ أمر الله عز وجل بأن يكون خليفة ل بأن يكون خليفة في أرض الله على عباد الله وأن ينوي بذلك إصلاح عباد الله وتقويمهم على دين الله مهما أمكنه ولا يجوز له أن ينوي بذلك العلو على الخلق والسيطرة عليهم بحق أو بغير حق وإن على ولاة الأمور أن يطبقوا أحكام الله سبحانه بحسب استطاعهم على الشريف والوضيع والقريب والبعيد وألا يحابوا شريفا لشرفه ولا قريبا لقربه متمشين في ذلك على ما رسمه لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم حيث قال معلنا ومقسما وهو البار الصادق بدون قسم: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) فمن قام بذلك من ولاة الأمور على هذا الأساس كان مطيعا لله ورسوله مؤديا لأمانته نائلا لثواب الله ورضا الخلق عنه فأن الله يحب المقسطين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم: (أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال) رواه مسلم أيها المسلمون اتقوا الله عز وجل وقوموا بما أوجب الله عليكم لنفسه وما أوجبه عليكم لولاة الأمور وما أوجبه عليكم لعامة الناس حتى ييسر الله لكم ولاة صالحين يقودونكم بكتاب الله وينفذون فيكم أحكام الله ورسوله اللهم إنا نسألك أن تصلح لنا ولاة أمورنا اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا صغيرهم وكبيرهم اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وترغبهم وفيه وتبين لهم الشر وتحذرهم منه اللهم من كان من بطانتهم غير صالح ولا مصلح فأبدله بخير منه يا رب فأبدلهم بخير منه يا رب العالمين قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

http://www.ibnothaimeen.com/publish/article_583.shtml

ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[18 - 05 - 05, 11:40 م]ـ

جزاك الله خيرا

لكن بعض أهل العلم قال انه لا تجب طاعتهم في الأمور المباحه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنما الطاعة في المعروف)) فما هو الرد على ذلك، أو ما هو توجيه الحديث، وما المراد بالمعروف الذي جاء في الحديث؟؟؟؟

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 05 - 05, 06:55 م]ـ

سبق مباحثته في هذا الملتقى المبارك فلعلك تراجعه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير