و قال الواقدى، عن مالك: كانت لزيد بن أسلم حلقة فى مسجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
و قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال لى أبو حازم: لقد رأيتنا فى مجلس أبيك
أربعين حبرا فقهاء أدنى خصلة منا التواسى بما فى أيدينا، فما رئى منا متماريان و لا متنازعان فى حديث لا ينفعهما قط.
قال: و قال أبو حازم: كم بين قوم كانوا يفتحونى و أنا منغلق، و بين قوم يغلقونى و أنا منفتح.
و قال أيضا: كان أبو حازم يقول لهم: لا يرينى الله يوم زيد و قدمنى بين يدى زيد بن أسلم، اللهم إنه لم يبق أحد أرضى لنفسى و دينى غير ذلك.
قال: فأتاه نعى زيد فعقر، فما قام و ما شهده فيمن شهد.
قال: و كان أبو حازم يقول: اللهم إنك تعلم أنى أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك، فكيف بملاقاته و محادثته؟.
و قال أيضا: كان أبى له جلساء، فربما أرسلنى إلى رجل منهم. قال: فيقبل رأسى
و يمسحه و يقول: و الله لأبوك أحب إلى من ولدى و أهلى، و الله لو خيرنى الله
أن يذهب به أو بهم، لاخترت أن يذهب بهم، و يبقى لى زيد.
و قال أيضا: قال يعقوب بن عبد الله بن الأشج: اللهم إنك تعلم أنه ليس من الخلق أحد أمن على من زيد بن أسلم، اللهم، فزد فى عمر زيد بن أسلم من أعمار الناس، و ابدأ بى و بأهل بيتى و بأعمارنا. فربما قال له زيد بن أسلم: أرأيت الذى طلبت من حياتى لى أو لنفسك؟ قال: لنفسى. قال: فأى شىء تمن على فى شىء
طلبته لنفسك؟.
و قال العطاف بن خالد: حدث زيد بن أسلم بحديث، فقال له رجل: يا أبا أسامة، عن من هذا؟ قال: يا ابن أخى، ما كنا نجالس السفهاء و لا نحمل عنهم الأحاديث!.
و قال مالك: كان زيد بن أسلم يحدث من تلقاء نفسه، فإذا سكت قام، فلا يجترىء عليه إنسان. قال: و كان يقول: ابن آدم، اتق الله يحبك الناس و إن كرهوا.
و قال مصعب بن عبد الله الزبيرى، عن أبيه، عن جده: سمعت زيد بن أسلم يقول: انظر من كان رضاه عنك فى إحسانك إلى نفسك، و كان سخطه عليك فى إساءتك إلى نفسك، فكيف تكون مكافأتك إياه.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، و أبو زرعة، و أبو حاتم، و محمد بن سعد، و النسائى، و ابن خراش: ثقة.
و قال يعقوب بن شيبة: ثقة من أهل الفقه و العلم، و كان عالما بتفسير القرآن، له كتاب فيه تفسير القرآن.
و قال البخارى فى " تاريخه ": قال زكريا بن عدى: حدثنا هشيم، عن محمد بن
عبد الرحمن القرشى، قال: كان على بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم و يتخطا مجالس قومه، فقال له نافع بن جبير بن مطعم: تتخطا مجالس قومك إلى عبد عمر بن
الخطاب؟! فقال على: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه فى دينه.
و قال حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر: لا أعلم به بأسا، إلا أنه يفسر برأيه القرآن و يكثر منه.
و قال الساجى: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا المعيطى قال: قال ابن عيينة: كان
زيد بن أسلم رجلا صالحا، و كان فى حفظه شىء.
و قال ابن سعد: كان كثير الحديث، توفى قبل خروج محمد بن عبد الله بن الحسن.
و قال أبو زرعة: لم يسمع من سعد، و لا من أبى أمامة.
قال: و زيد بن أسلم عن عبد الله بن زياد، أو زياد عن على، مرسل.
و قال أبو حاتم: زيد عن أبى سعيد مرسل.
و ذكره ابن حبان فى " الثقات ".
و ذكر ابن عبد البر فى مقدمة " التمهيد " ما يدل على أنه كان يدلس.
و قال فى موضع آخر: لم يسمع من محمود بن لبيد. اهـ.
وابو صالح هو
خوات بن جبير بن النعمان الأنصارى أبو عبد الله و يقال أبو صالح المدنى (والد صالح بن خوات، من بنى ثعلبة بن عمرو بن عوف صحابي جليل
الا ان زيد بن اسلم لم يدركه فهذا الحديث من مراسيل زيد بن اسلم
ولكن كان شيخ زيد ابن اسلم من تلاميذ ابا صالح فاذا كان سمعه منه زالا الاشكال ويكون على ذلك السند صحيح الا انه لم يثبت لنا ان زيد بن اسلم اخذه من طريق شيخه ربيعة