تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أظن أن المسألة اتضحت الآن فبعد أن ذكر رحمه الله مسألة الإقسام على الله بمخلوق انتقل رحمه الله إلى مسألة القسم بمخلوق على مخلوق ثم ذكر أن هذا القسم منه ما يكاد يكون إجماعا وهو القسم بغير النبي صلى الله عليه وسلم ومنه ما هو معلوم النزاع وهو القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم

ثانيا: أستسمحك أن أثير معك بعض ما يمكن أن يكون إشكالا وهو أنك ترى أن ابن تيمية الإمام رحمه الله عندما ذكر القسم الثالث من أقسام التوسل قال:

(والثالث: التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته)

وإذا تأملت حفظك الله وجدت أنه ذكر في هذا القسم مسألتان مختلفتان وضمهما جنبا إلى جنب في قسم واحد، أما المسألة الأولى: فهي الإقسام على الله بذاته وهو أن تقول: اللهم إني أقسم عليك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأما المسألة الثانية: فهو السؤال بذات النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن تقول: اللهم إني أسألك بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ألا تتفق معي أنهما مسألتان متباينتان وهنا يرد سؤال يسبق سؤالك رمية حجر: لماذا كان هذا؟

لعلي أنقل لك قتوى لابن تيمية يظهر فيها الجواب لكن بشيء من الخفاء

فإن ظفرت به وإلا استتممنا الحديث وبالله التوفيق

سئل: هل يجوز التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم أم لا؟

وسئل شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى:

هل يجوز التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم أم لا؟

فأجاب:

الحمد لله، أما التوسل بالإيمان به، ومحبته وطاعته، والصلاة والسلام عليه، وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك، مما هو من أفعاله، وأفعال العباد المأمور بها فى حقه، فهو مشروع باتفاق المسلمين، وكان الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ يتوسلون به فى حياته، وتوسلوا بعد موته بالعباس عمه، كما كانوا يتوسلون به.

وأما قول القائل: اللهم إنى أتوسل إليك به. فللعلماء فيه قولان، كما لهم فى الحلف به قولان. وجمهور الأئمة ـ كمالك والشافعى وأبي حنيفة ـ على أنه لا يسوغ الحلف بغيره من الأنبياء والملائكة. ولا تنعقد اليمين بذلك باتفاق العلماء، وهذا إحدى الروايتين عن أحمد، والرواية الأخرى تنعقد اليمين به خاصة دون غيره؛ ولذلك قال أحمد فى منسكه الذى كتبه للمروذى [أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذى، صاحب الإمام أحمد، حدث عن أحمد بن حنبل ولازمه وعن هارون بن معروف ومحمد بن منهال وروى عنه أبو بكر الخلال وعبد الله الخرقى، ولد فى حدود المائتين، وتوفى سنة خمس وسبعين ومائتين. [سير أعلام النبلاء 13 173 - 175] صاحبه: إنه يتوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه، ولكن غير أحمد قال: إن هذا إقسام على الله به، ولا يقسم على الله بمخلوق، وأحمد فى إحدى الروايتين قد جوز القسم به، فلذلك جوز التوسل به.

ولكن الرواية الأخرى عنه ـ هى قول جمهور العلماء ـ أنه لا يقسم به، فلا يقسم على الله به كسائر الملائكة والأنبياء، فإنا لا نعلم أحداً من السلف والأئمة قال: إنه يقسم به على الله كما لم يقولوا: إنه يقسم بهم مطلقا؛ ولهذا أفتى أبو محمد بن عبد السلام: أنه لا يقسم على الله بأحد من الملائكة والأنبياء وغيرهم، لكن ذكر له أنه روى عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث فى الإقسام به فقال: إن صح الحديث كان خاصاً به، والحديث المذكور لا يدل على الإقسام به، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت)، وقال: (من حلف بغير الله فقد أشرك، والدعاء عبادة، والعبادة مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع. والله أعلم.

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[28 - 05 - 05, 05:53 ص]ـ

بارك الله فيكم اخي ابوعبدالرحمن المدني

ولقد وضح اشكالي

وفي سؤالكم

ربما ان القسم نوع من انواع السؤال?

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 03:14 م]ـ

أولا: أعيد نقل كلام ابن تيمية رحمه الله:

سئل شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى:

هل يجوز التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم أم لا؟

فأجاب:

الحمد لله، أما التوسل بالإيمان به، ومحبته وطاعته، والصلاة والسلام عليه، وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك، مما هو من أفعاله، وأفعال العباد المأمور بها فى حقه، فهو مشروع باتفاق المسلمين، وكان الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ يتوسلون به فى حياته، وتوسلوا بعد موته بالعباس عمه، كما كانوا يتوسلون به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير