تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما قول القائل: اللهم إنى أتوسل إليك به. فللعلماء فيه قولان، كما لهم فى الحلف به قولان. وجمهور الأئمة ـ كمالك والشافعى وأبي حنيفة ـ على أنه لا يسوغ الحلف بغيره من الأنبياء والملائكة. ولا تنعقد اليمين بذلك باتفاق العلماء، وهذا إحدى الروايتين عن أحمد، والرواية الأخرى تنعقد اليمين به خاصة دون غيره؛ ولذلك قال أحمد فى منسكه الذى كتبه للمروذى [أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذى، صاحب الإمام أحمد، حدث عن أحمد بن حنبل ولازمه وعن هارون بن معروف ومحمد بن منهال وروى عنه أبو بكر الخلال وعبد الله الخرقى، ولد فى حدود المائتين، وتوفى سنة خمس وسبعين ومائتين. [سير أعلام النبلاء 13 173 - 175] صاحبه: إنه يتوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه، ولكن غير أحمد قال: إن هذا إقسام على الله به، ولا يقسم على الله بمخلوق، وأحمد فى إحدى الروايتين قد جوز القسم به، فلذلك جوز التوسل به.

ولكن الرواية الأخرى عنه ـ هى قول جمهور العلماء ـ أنه لا يقسم به، فلا يقسم على الله به كسائر الملائكة والأنبياء، فإنا لا نعلم أحداً من السلف والأئمة قال: إنه يقسم به على الله كما لم يقولوا: إنه يقسم بهم مطلقا؛ ولهذا أفتى أبو محمد بن عبد السلام: أنه لا يقسم على الله بأحد من الملائكة والأنبياء وغيرهم، لكن ذكر له أنه روى عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث فى الإقسام به فقال: إن صح الحديث كان خاصاً به، والحديث المذكور لا يدل على الإقسام به، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت)، وقال: (من حلف بغير الله فقد أشرك، والدعاء عبادة، والعبادة مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع. والله أعلم.

التعليق:

المسألة كما لا يخفى في التوسل فذكر ابن تيمية رحمه الله أن للعلماء في قول القائل: اللهم إني أتوسل إليك بالنبي صلى الله عليه وسلم قولان كما أن لهم في الحلف قولان فأنت راء أن ابن تيمية رحمه الله نظر مسألة التوسل بالحلف وهذا يثير سؤالا كسابقه! لماذا؟

ثم ذكر خلاف العلماء في الحلف بغير الله (لا حظ مع أن المسألة في التوسل لا في الحلف)

وذكر أن الجمهور على أنه لا يسوغ واتفقوا أنها لا تنعقد إلا أن أحمد رحمه الله في إحدى الروايتين ذكر أن اليمين تنعقد بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة دون غيره.

ثم قال ابن تيمية رحمنا الله وإياه:

(ولذلك قال أحمد فى منسكه الذي كتبه للمروذي صاحبه: إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه،)

فتأمل كيف أن المسألة في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فنظر الخلاف فيها بالخلاف في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الخلاف بالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ولما ذكر رواية أحمد أن اليمين تنعقد به رجع رحمه الله إلى مسألة التوسل فقال رحمه الله:

(ولذلك قال أحمد فى منسكه الذى كتبه للمروذى صاحبه: إنه يتوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه،)

فبين رحمه الله أن أحمد لما جوز القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم جوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولعل سبب ذلك أن أحمد لما انضبط عنده استثناء النبي صلى الله عليه وسلم في الحلف به ساغ عنده التوسل به واستثناءه من الأصل العام نظير الإستثناء في القسم مع ما ورد فيه من آثار محتملة.

ثم قال ابن تيمية الإمام رحمه الله:

(ولكن غير أحمد قال: إن هذا إقسام على الله به، ولا يقسم على الله بمخلوق،)

فغير أحمد منع من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا التوسل هو إقسام على الله بمخلوق ولا يقسم على الله بمخلوق فمنع من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لأجل ذلك.

ثم عقب ابن تيمية رحمه الله على ذلك بقوله:

(أحمد فى إحدى الروايتين قد جوز القسم به، فلذلك جوز التوسل به.)

بأن هذا السبب الذي جعلتموه مانعا من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم = يجوزه أحمد فلا يلزمه هذا.

هذا والله أعلم

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[29 - 05 - 05, 04:47 ص]ـ

بارك الله فيكم

وفهم كلام شيخ الاسلام يحتاج في بعض المواضع الى شحذ للفهم وحد للفكر

رحمه الله رحمة واسعة

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 04:42 ص]ـ

بارك الله فيكم

اردت ان اضيف ان حتى لو قيل ان التوسل الذي اتي في رواية عن احمد

فانه

لا يفهم منه التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم

با ي حال

وانما هو التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته

وفقكم الله

ـ[الباحث]ــــــــ[30 - 04 - 07, 05:26 م]ـ

إخواني الأفاضل.

بارك الله فيكم على نقل كلام شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم.

وحبذا لو يقوم أحد الإخوة:

ملخص كلام الإمام أحمد في التوسل وتفسيره، وتوجيه أهل العلم - كشيخ الإسلام ابن تيمية - له.

نفع الله بكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير