تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الأسمري]ــــــــ[26 - 09 - 02, 04:36 م]ـ

كان في استقبالي الصديق احمد جان الدواوي (وهوأحد التبليغيين الهنود والذي تجمعني صداقة بأخيه الذي يعمل في السعودية وعن طريقه تم ترتيب رحلتي من قبل ومن بعد)

حيث قام بي بجولة يوم السبت وأخذني احمد في جولة في أجواء شديدة المطر أيضا وزنا اخاه المهندس المعماري الذي شارك في تخطيط فندق أجياد بمكة وقصر للأمير سلطان وكان يعمل في السعودية لثلاثين سنة ثم صلينا المغرب في مركزللتبليغيين

حيث صليت المغرب والعشاء في احد مراكز التبليغ التي يلقى فيها محاضرة (بيان) أسبوعي كل سبت وخميس وهناك التقيت ب لئيق القاسمي وكان خارجا من دلهي لعشرة أيام وهو شاب في الثالثة والعشرين من عمره متخرجا من جامعة ديوبند فينتسب إليها (القاسمي) نسبة إلى مؤسسها محمد القاسم النانوتي وهو متقن للقرآءات العشر صاحب إجازة فيها متفنن فيها ومجتهد يترنم غالب وقته بها وتم الترتيب

أن يكون رفيقي في رحلتي إلى العاصمة دلهي وديوبند

ثم ذهب بي احمد في جولة طويلة على البحر وعدد من المنتزهات والمساجد فهذا للديوبنديين وهذا للبريليين (أي المبتدعة في لسان الهند) حيث لا تخلو مساجدهم من قبر يقدسوه ويتمسحون به ويسجدون له وتمتاز مساجدهم بجودة المعمار وبالألوان الخضراء أو الأزرق السماوي مع كثرة القبب والمآذن وكنت أكثر عليه اين مساجد أهل الحديث فيقول هناك مسجد صغير وبعيد من هنا وتجولنا على هذه المساجد وكم رأيت بين القبور من عاكف وساجد حتى ساعات الليل الأخيرة حيث عدت إلى الفندق متأخرا وصليت الصبح في المسجد وقد نسيت القلنسوة (الطاقية) فكانت العيون ترقبني بإنكار وأناأصلي بدون غطاء رأس والعادة أن يضعون في دخل المسجد سلة للطواقي للصلاة ولم انتبه لها إلا عند انصرافي وفي الفندق طلبت الإفطار فأخبروني أن الإفطار في الكوفي شوب فنزلت والتقيت برجل من السويد أتى للسياحة فلما عدت إلى الغرفة أردت إعطائه الورقة التي معي عن الإسلام فاتصلت على الإستقبال وطلبت تحويلته فرفضوا حتى يستأذنوه وانتظرت دون جواب فطلبت من أحد العمال أن يصور لي الورقة وينشرها في غرف الفندق وكا العامل نصرانيا ففعل ووزعها على زملاء العمل وكررت وطلبته أن يوصلها للرجل السويدي فقال لابد من الإستأذان من إدارة الفندق ومع محاولاتي هذه أتت عدة أتصالات من إدارة الفندق لتفهم ما أريد وعن الورقة وكأنها لغم سينفجر وليس ورقة فيها علومات مجردة عن الإسلام وربما كان لضعف لغتي الإنجليزي التي ليسوا أحسن حالا مني فيها دورفي هذه الشكوك والتوجسات

قبل الظهرمن يوم الأحد وصل احمد دواوي بعد انصرافهم ثم قدم لئيق وذهبنا ثلاثتنا للنزهة والتجول وزرنا مسجد حاجي علي البخاري والذي يقع داخل البحر ويعبر إليه بجسر على الماء ويعدون ذلك من كراماته وفيه ضريح يعبد من دون الله وذكروا لي أن الحاج علي من أهل السنة ثم غلى من بعده فيه لصلاحه وصلينا الظهر في مسجد فهمت بعد دخولي فيه أنه للبرولية لوضعم صورة الضريح في جهة القبلة وصورة مكة والمدينة في الجنب! فسألت لئيق فقال إنه مسجدهم وهو يصلي بنية المنفرد وكذلك فعلت أنا وكان موقف أغضبني من احمد (الذي سبق وسألته هل المسجد للديوبنديين أم للبروليين فقال للديوبنديين) والمسجد لم يكن فيه قبر لأنه في بداية الطريق الجسر إلى المسجد الذي فيه الضريح ولكن قلت لعله سوء اللغة بيننا كانت عائقا للفهم ثم تغدينا ثم ركبنا البحر في جولة لساعة ورتبنا الغد الرحلة بالقطار ثم طلبت منهم الصلاة في أحد مساجد أهل الحديث ووعدوني وذهبوا بي إلى أحد مراكز التبليغ والذي فيها جامعة للطلاب كنت أظنها لأهل الحديث وكأنهم لا يريدون الذهاب بي لأهل الحديث لشدة ما بينهم من عداء ولم يجرؤا على التصريح بذلك فاصررت عليهم فقالوا نصلي معهم العشاءثم قمت بزيارة الجامعة وجمع لي الطلبة لأتحدث معهم وكان حديثا شيقا امتد إلى صلاة العشاء ركزت على مسائل طلب العلم واتباع الدليل ومواقف علماء السلف من الدليل ثم صلينا معهم بعد أن أخبروني بانقضاء الصلاة عند أهل الحديث ثم ذهبا بي إلى مؤتمر للمسلمين حضره عدد من العلماء من أطراف الهند لمناقشة قضية مسلمي كجرات والمذابح التي حلت بهم و لمقابلة الشيخ أسد أرشد بن حسين المدني الذي حرصوا على مقابلتي له لكونه من أبرز علماء ديوبند وأبوه هو شيخ الإسلام حسين المدني الذي كان له درس في المسجد النبوي, فسلمنا عليه قبل دخوله للمنصة التي يجلس فيها قرابة العشرة ثم حضرنا جزء من الحديث الذي لم افهم منه شيء لكونه باللغة الأردية لغة مسلمي الهند في الأغلب ثم انصرفنا وبات لئيق عندي وكان مفتاحا لي لمعرفة الكثير عن واقع الهندالدعوي والعلمي من خلال نظرة أحد تلاميذ جامعة ديوبند التي قضى فيها عشرة سنوات وينتسب إليها مدى حياته وفي صلاة الفجرفي المسجد المجاور قابلنا مصادفة أحد شيوخ لئيق في الجامعة (الشيخ مزمل الديوبندي) خارجا مع جماعة التبليغ وتحادثنا ساعة حتى الإشراق ولم يقطع حديثنا إلا انتهار أحد المسنين لنا لكوننا ارتكبنا محظور الحديث في المسجد في نظره، وكان أول نقاش مع عالم ديوبندي ومما جرى في الحديث أنني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير