ـ[علي الأسمري]ــــــــ[26 - 09 - 02, 04:47 م]ـ
ومما جرى في الحديث أنني
وذكرت له عزمي غدا على زيارة دلهي ثم ديوبند
فقال له مرافقي (لئيق) إن الشيخ حريص على ملاقاة أكبر عدد من العلماء وخاصة أهل الحديث فأوصاني بمطالعة كتب الغازيبوري (اللامذهبية في شبه القارة الهندية) ثم تحدث الشيخ زمزم عن خطر هؤلاء الذين يسميهم اللأمذهبيين بكلام كنت أظنه يقصد القاديانيين ثم حصل منه ان اتهمهم وهو يحدثني بانهم عباد للقبور وللدولار!! فقلت له فغضبت لعلمي بتجنيه عليهم مع كوني لم ألتقي أحد منهم فقلت له على الفور:
(سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ) (الزخرف:19) وذكرته بالله وقلت أنا أعرف أنك تظلمهم وتتعصب ربما لظلمهم لكم فاتق الله فزاد في كلامه وتقريره بأنهم عباد للقبور وسترى ذلك في كتب الغازي بوري فقلت نعوذبالله من الهوى
وكان مما قال أنهم حادثون يريدون إسقاط المذاهب القديمة المعتبرة فقلت له لكنهم أقدم منكم قال كيف قلت مؤرخ الهند .. ابو المعالي أطهر المباركبوري في كتابه الفتوحات الإسلامية في الهند ... قال بأن أول المذاهب دخولا للهند هم أهل الحديث ثم أتباع داوود الظاهري ثم تبعها سائر المذاهب فحار وأخذ يردد أنهم قبورية وسترى كتاب الغازبوري في ديوبند
ثم افترقنا وذهبت إلى الفندق إلى قريب الظهر (وزارني أصحاب مكتب للعمال للتعاقد على أمور تخص أخي مع شركة ( tanwar travel sevice ) لأمور استقدام العمالة المسلمة.
أتى أحمد قبل صلاة الظهربعد انصرافهم فصلينا بنفس المسجد الديوبندي (المهدي) الذي بجوارنا وصلى بجواري رجل من أهل الحديث عرفته من صلاته وهو أول رجل ألقاه من أهل الحديث الذين طالما دافعت عنهم أمام الديوبنديين من مرافقي لسلفيتهم كما سمعت ففرحت به وجلست معه برهة عرفني على صديقه الآخروطلبت منهما عنوان وأرقام أهل الحديث في دلهي
وعند همي بالخروج معهم من المسجد كان أحمد ينتظرني وطلب مني السلام على رجل مسن وهو الشيخ زمزم أحد قدامى التبليغ ومشايخهم وهوتاجرله محلات (زمزم للحلوى الهندية المشهورة في الهند) وطلب مني أن يعظني فكان يعظ بطرق التبليغيين وكان المترجم بيننا الرجلين من أهل الحديث والذا نيحسنان العربية أكثر من أحمد والذان ضاقوا بهذا الكلام ذرعا لكونه عندهم بدعة وضلالة وغضب الشيخ من تلكأهم في الترجمة فطلبت منهم المواصلة وعرضت على الشيخ بعض أفكاري في تطوير الجماعة التبليغية وأن محمد إلياس خطى خطوة وما زالت الجماعة تحتاج إلا من يخطو بها إلى منهج محمد صلى الله عليه وسلم فغضب وقال لا تتغير عن ما وضعه صديقه وحبيبه محمد يوسف وأبيه!
ثم خرجت مع الرجلين ومعنا احمد دواوي إلى مكتبهم قرب المسجد الذي أحتاجه لغرض العمالة ولغرض معرفة حال أهل الحديث والذين لا اعرف عنهم إلا القليل وأعطاني في دلهي رقم الشيخ أصغر علي أمين أهل الحديث في الهند وللأخوين محمد إدريس ومحمد سلمان مكتب للعمال فكان عندهم الحل لأخي الذي أتعبه البحث عن مكتب نزيه أمين للتعاقد معه
ثم خرجت واحمد وكان قد أحضر دبابة لنقوم بجولة في أماكنت لا تصلها السيارات لشدة الزحام وممرنا على محل (أجمل) الشهير للعطور وأردت أن استغل رخص العود الهندي كما قال ابن الجوزي
في التذكرة في الوعظ الجزء: 1 الصفحة: 195
انهد بجيش من الأعداء منتصف ** وانهض بعزم إلى العلياء منتدب
واظعن عن الوطن المألوف مغتربا ** لا يبلغ المجد إلا كل مغترب
جزائر الهند فيها العود كالحطب ** وحين غربته يبتاع بالذهب
فوجدت الأمر ليس كما قال بل وجدت العود أغلى من الذهب بل وجدت من نصحني بأن لا اشتري العود الهندي إلا من السعودية
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[27 - 09 - 02, 09:18 ص]ـ
اتجهت بالقطار الساعة الرابعة والنصف بعد العصر بصحبة لئيق القاسمي إلى دلهي وركبنا القطار وأردت توزيع ورقتي الإنجليزية على الجيران فطلبني مرافقي بعدم فعل ذلك لخطر ذلك وللنظرة السيئة عن المسلمين مع الاحداث الأخيرة خاصة في الهند ولم يقنعني كل هذا الحذر فأعطيت المضيف عدد من الاوراق لتوزيعها وبعد لحظات إذا برجل طويل أسود يسأل وهو خلف المضيف أين صاحب الورقة
وإذا به مسلم من السودان قطعت عليه الورقة مرارة الغربة في بلادالوثنية والكفر ففرح بها وشكرنا وطلب منا اتجاه القبلة وكان لم يصلي بعد وكان ثاني عربي أقابله في القطار إذ قابلت قبله في مدخل القطار رجل من اليمن بأسرته وهو يصرخ بلهجته اليمنية في الجوال فأتى به أخونا أحمد الدوواوي ليعرفنا به ثم ودعنا الدوواوي وذهب
كانت الرحلة لمدة 16 ساعة كان الطريق ممطرا والأرض خضراء وأردت أن اكتب ما يخلد هذه الرحلة القطارية كما فعل الشيخ علي الطنطاوي في مقامته الأدبية الرائعة (حلم في نجد)
فلم يسعفني سرعان دخول الليل وزوال تلك المناظر الجميلة في خارج القطار ثم تحول الحال إلى سهرة مع المرض والحساسية الشديدة في الجيوب الأنفية والصدر واتصالات من البلاد جد مزعجة فذكرتني بأرجوزة شيخي عائض القرني الشهيرة في الطائرة والتي تشابه أرجوزة الدكتور عبدالعزيز القارئ في رحلته بالطائرة لجمع المخطوطات
ولحبي للتاريخ كتبت فقط وقفة عن اجدادي الأزدية من المهلبييين الذي نكبوا في منطقة (سجستان) والتي مرر ت عليها في تلك الليلة بالقطار قبيل الفجر فكان موضوعها بين نكبة البرامكة والمهلبيين (اسميته سلام عليكم آل المهلب ورحمة الله وبركاته)
وفي صباح الثلثاء قمت بتوزيع ورقتي بنفسي على الجيران الذين تجاوزهم المضيف في الليل وكان الأخ لئيق في غاية الحرج والحذر وكنت أعجب من حماس التبليغيين العرب مقابل فتور الهنود أصحاب الفكرة
ثم وصلنا الساعة التاسعة إلى دلهي واتجهنا إلى دار جمعية العلماء بغير رأي مني (وكنت أريد النزول في الفندق إلا ان لئيق أخبرني بكون المضافة أفضل للقاء المشايخ الوافدين ولتحري الطعام الحلال وكان وضعي الصحي لم يسعفني لحل آخر فاستضافونا هناك
وكنت في أشد الحاجة للدواء فأحضر الخادم (الخاص بالمضافة) بعض الأدوية التي كتبتها له بالإنجليزية و حينها استراحتنا للطعام ثم نمنا نوما عميقا
¥