ـ[علي الأسمري]ــــــــ[28 - 09 - 02, 12:35 ص]ـ
وبعد صلاة الظهر تغدينا ثم ذهبنا في جو مطير إلى مركز جماعة التبليغ في منطقة حضرة نظام الدين نسبة إلى الشيخ نظام الدين (وفيه ضريح له يزار ويطاف به ويشرك به ولم أرى الضريح مع عرض تكرارطلب مرافقي)
لما وقع في نفسي من حرص مرافقي على زيارة القبر
وقد تكرر منه هذا الحرص فكنت أقول له: إنما أتيت لزيارة الأحياء لا الأموات
وكنت أردد كثيرا قول الشيخ عائض
قد زادني مرأى الضلال ** هوً إلى البيت الحرام
وتبدلت تلك البقاع ** فصار يومي مثل عام
وصلنا المركز قبل صلاة العصر وصلينا معهم العصر
وهوالمركزالرئيس لمراكزهم في شتى أنحاء العالم والذي يتواجد فيه أميرهم وعدد من مشايخهم فالتقينا قبل العصر بالشيخ محمد يونس البالمبوري (أظنه الأمير) ثم أخذنا الى الشيخ نشاط المسؤل عن الضيوف العرب والمترجم للمحاضرات (البيانات) للغة العرب فأخذنا في جولة في مركزهم هذا ويتكون من أربعة أدوار وفي كل دور يجتمع أهل لغة فالعربية في الدور الثالث والأنجليزية في الدور الرابع وهكذا وفي الدور الثاني حجرات لمشايخ الجماعةومكتباتهم وغرف الميكرفونات وفي المركز مدرسة يدرس فيها أبناء مشايخ الجماعة يشرف عليها إمام المركز الشيخ سعد بن محمد يوسف إبن محمد يوسف (صاحب كتبهم حياة الصحابة وتبليغي نصاب) وحفيد المؤسس محمد إلياس وصلينا معهم العصر
ومما لفت نظري وجود مكتبات علمية في غرف المشايخ الأمر الذي لم أره في مركزهم الكبير في الدوحة بقطر
ومن الكتب التي أجد لها حضور في مكتباتهم كتب الشيخ الجزائري
وكان من الأمور التي أثرتها معهم في نقاشي هو عدم تطور الجماعة وقبولها النقد وتقديس مشايخها وضعف تواصلها مع العلماء في الجزيرة العربية
وكان مما لفت نظري ضعف أدائهم في الواقع
فكان مما سمعنا من مبالغات التبليغيين العرب أنك إذا زرتهم في الهند ظننت أنك بين الصحابة وكان أول منظر يقع بصري عليه عند الدخول عدد منهم في مدخل المسجد والمركزبعمائمهم ولحاهم وهم يدخنون فقلت رضي الله عنه الصحابة ثم دخلت فكنت أسلم في جموع كأنها تستغرب سماع السلام كاملا
والحقيقة أنه يتضح لزائر الهند أن الجماعة التبليغية خرجت من الهند لتدخل بقوة في أنحاء العالم إلا أنها في غاية الضعف في مركزها الرئيس
فلا يظهر لهم في الواقع التأثير القوي كما يرى في قطر وفلسطين أو بعض بوادي الجزيرة ومناطق أوربا
وكان مما قلت للشيخ نشأت:
دعوتكم خرجت من هذا المسجد ووصلت أطراف الدنيا وهي عندكم مازالت هشة ضعيفة لم تستفد من ما وجه لها من نقدحيث تحيط بها البدع قال:
كيف ذلك! قلت انظر إلى ما يصنع عند ضريح حضرة نظام الدين بجواركم (لم أره ولكن من وصف مرافقي)
فتحدث طويلا عن فضل العرب وما تنبأ به المؤسس محمد إلياس وولده محمد يوسف من نصرة العرب وأن هذا الجهد لن يقوم به إلا العرب وأصل لأفكار دعوية إرجائية تعفي ما خلا العرب من الدعوة وحدثني مسرا حتى لا يسمع من جواري أن كتاب فضائل الأعمال الذي لا يخلو منه بيت في الهند والذي ألفه ابن عم الشيخ محمد يوسف هو سبب ما يثار عليهم لما احتواه من قصص الاولياء وكراماتهم والأحاديث الضعيفة وقال إن الشيخ محمد يوسف رحمه الله ليس راض عنه وأنه خط كتابا بديلاً وقام ابنه الشيخ سعد بترتيبه وإخراجه (وقد أهدانيه ابنه الشيخ سعد) إلا أن للكتاب الأول ومؤلفه أنصارا رفضوا إحلال هذا الكتاب محله!!! ثم
قام نشاط بالمرور بنا على غرف في المسجد لأبناء مشايخ الجماعة فدخلنا على رجل بدين يقرأفي المصحف فسلمنا عليه وقال هذا ابن الشيخ إنعام الحسن الأمير الثالث للجماعة
ثم أخذنا إلى حجرة الشيخ سعد ابن الشيخ محمديوسف ابن الشيخ محمد إلياس وهو إمام المسجد وخليفة أبوه وجده في الإشراف على قيادة الجماعة رجل طوال يأسرك بحسن سمته ودماثة خلقه وبعد الصلاة بوقت رفع يديه داعيا كما يفعل سائر الديوبنديين والبلرليون في مساجدهم (وهي محدثة في سائر مساجد الهند إلا مساجد أهل الحديث)
ثم قام وقام الناس له وتحرك بين الجموع التي أخذت تتمسح به حتى وقف على باب حجرته التي كنت قريبا في مصلاي منها وقال لي تفضل وهو يحث الخطى هربا من الأيدي التي تلاحقه طلبا للبركة!!
¥