تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ودخلنا غرفته وجلسنا ولمعرفتي بندرة مثل هذا اللقاء فتحت عليه نقاشاً حول الجماعة وأهدافها ودورها في عزة المسلمين وأوقفته على أمور وخلل وأفكار لتطوير الجماعة فاحتد النقاش بيننا عند بعض الجزئيات وكان مما قلت له مستثيرا

(لومد الله في عمر أبيك لقام بتطوير هذا الجهد والتعامل مع سائر أمور الشرع وتربية الناس على مصدر العزة الحقيقي في الجهاد والإستشهاد تحدثا وفضائلا وإعدادا ونصرة المستضعفين وكان الكلام قريبا من مذابح كجرات القريبة منهم والتي وضفتها طبعا لصالحي ونحوها)

لأن التبليغيين ينزلون كل احاديث الجهاد والخروج في سبيل الله على خروجهم للدعوة ويعطلون فريضة الجهاد مطلقا وأهدا لي الكتاب السالف الذكر واسمه (الأحاديث المنتخبة في الصفات الست للدعوة إلى الله) وهوأيضا كتاب يوظف أحاديث وأيات الخروج في سبيل الله ويقصرها على الخروج التبليغي فكان النقاش حول مثل هذه القضية وغيرها

وكان مصراً على أن والده وجده لم يؤسسوا جماعة وان هذا فقط واجب دعوي أمر به ديننا وأن ليس لهم منهج جديد إلا ماخط والده موضحاً في (حياة الصحابة)

ولما حمي النقاش انتبهت لجموع تقف خلفنا تسمع حوارنا وقائل يقول مسلمي أمريكا أتوا للسلام على الشيخ فختمنا الحوار وقام الشيخ وعانقني عناقاً طويل وطلب مني السماح على ما جرى به النقاش من حدة ً ثم أهدى لي طيب العنبر الذي في جيبه وقال الطيب لايرد ثم ذهبت مع الأخ نشاط الذي طلب مني الصعود إلى غرفته لإكمال الحوار لكونه المسؤل عن مثل هذه القضايا التي تثار عن الجماعة وأن الشيخ سعد مشغول وضعيف في العربية (مع أنه في نقاشي لم يظهر لي ذلك) وطلب مني إبداء كل ما عندي من اسئلة وكان هناك حوارا عن ضرورة مراجعة الجماعة لأهدافها وعدم تقديس رموزها الذين يحتفظ المركز الرئيس هذا لقبورهم في طرف منه ونحوه وحاول اقناعي بكون الجماعة لها خطط مستقبلية خاصة يسرها الزعماء لأنني اتهمتهم بعدم صلاحية الجماعة لقيادة الأمة وحصرها للدين في زوايا مراكزهم ففهم مني أني اقصد الجهاد فقط واطالبهم به (لكونه له قصة سنأتي عليها) فقال:

إن أحد أمراء الجماعة في فلسطين قال له أحد ضباط اليهود: إننا لا نخاف من هؤلاء المجاهدين والإستشهاديين إنما نخاف منكم أنتم. فقلت: ولذلك يسحون لكم وللقاديانيين بالدخول!! ففهم قصدي فقال:إن الملاء عمر

طلب منهم بعث من خرج لسنة كاملة للجهاد معهم!! فقلت له لا أظن فيهم من يتقن الرمي بالساكتون! وحدثني كثيرا وقال إن أهل كجرات شيعة لا يستحقون النصر! وأن الجهاد القائم في كشمير بل وأفغانستان هو للدنيا وطلب الحكم؟ وعجبت لهذه المفارقات الديوبندية فجماعة العلماء تقيم المؤتمرات لنصرتهم ومساعدتهم والضغط على الحكومة أما التبليغ فهم يرونهم لا يستحقون العون لكون الأغلبية روافض! (وربما يكون الرأي شخصي لمحدثي)

وللعلم التنسيق بين الجامعة في ديوبند ومركز التبليغ قوي جدا وبينهم تزاور ويخرج عدد من العلماء في الخروج التبليغي ويحث الطلاب على ذلك مع خلاف بسيط في توهين التبليغيين للمشتغلين بالعلم عن الخروج كما يفعلون في بلادنا

واعطاني قصة حياته عندما رجع من السعودية بعد هدم المسجد البابري للجهاد في الهند ثم قرر الذهاب إلى افغانستان للجهاد عن طريق الخروج مع التبليغ إلى باكستان حيث لايسمح لأحد بدخول باكستان إلا بتزكية من مشايخ التبليغ (لكي لا يذهب أحد للجهاد في كشمير أو افغانستان) ثم إنه تأثر بخروجه مع الجماعة وطلب مني أن أجرب الخروج ولو مرة واحدة وسأرى العجب فقلت أنا في كل صباح ومساء أقول سيد الاستغفار الذي فيه الإقرار بخروجي مدى العمر وأني ما خلقت إلا للعبادة وأن فضل من علم خير من فضل في عبادة ونيتي في الخروج لطلب العلم أعظم من نية الخروج للدعوة

((ومما أذكر أن لابن الجوزي كلام في تلبيسه عن نهي العلماء عن السياحة والخروج في الأرض حول حديث سياحة أمتي الجهاد ولم يستقر عندي راي ابن الجوزي وربما يفيدنا أحد المشايخ هنا حول هذا الموضوع وفي العموم في ظني أن الخروج للدعوة عمل صالح عظيم لكن لا تنزل النصوص الواردة في الخروج في سبيل الله إلا لمن خرج في الجهاد أو طلب العلم كما ذكر ابن القيم في بعض كتبه والامر مفتوح للحوار العلمي)

ـ[علي الأسمري]ــــــــ[28 - 09 - 02, 10:21 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير