ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 05:07 م]ـ
اسمح لي شيخنا الفاضل أن أنقل هذا النص أولا
قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في معارج القبول في شرح سلم الوصول
(ومن ذلك ما قصه الله تعالى عن فرعون لعنه الله في تكذيبه موسى عليه السلام في أن إلهه الله عز وجل العلي الأعلى خالق كل شيء وإلهه قال آلله تعالى في سورة القصص وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه من الكاذبين القصص 83 وقال تعالى في سورة المؤمن وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب غافر 6373 ففرعون لعنه الله تعالى كذب موسى في أن رب السموات والأرض ورب المشرق والمغرب وما بينهما هو الله الذي في السماء فوق جميع خلقه مباين لهم لا تخفى عليه منهم خافية فكل جهمي ناف لعلو الله عز وجل فهو فرعوني وعن فرعون أخذ دينه وكل سني يصف الله تعالى بما وصف به نفسه أنه استوى على عرشه بائن من خلقه فهو موسوي محمدي متبع لرسل الله وكتبه)
وأكمل كلامي مع فضيلتكم في عدة نقاط
أولا تفضلتم بقولكم عني: (حتَّى قلت: أخطأ الدارمِيُّ. أخطأ ابن جرير الطبرِي)
وأقول أنا لم أقل أخطأ ابن جرير الطبري أبدا ولم أكتب هذه الكلمة بل قلت أخطأ الدارمي رحمه الله فقط
ثانيا " إن الامام الدارمي رحمه الله من أهل العلم والفضل والإيمان بحيث أن مثلي لن يستطيع أن يوفيه حقه ولا أستطيع أنا ولا مثلي أن يتكلم أو أن يطعن في الامام الدارمي فلا يطعن فيه إلا مبتدع ضال
ثالثا: أنا ألتمس العذر لفضيلتكم فقد كان كلامي معقدا بعض الشئ ولم يكن بالبساطة الكافية وأنا آسف لذلك لكن هذا ليس معناه أن كلامي هنا خطأ مالم تثبت عكسه
رابعا: وصف فضيلتكم لي بأني أخطئ الامام الدارمي لكي أنصر رأي متبوعي فأنا والله منه براء فأنا لا أعرف الحق بالرجال ولكن أعرف الحق ومن خلاله أعرف من معه الحق وأنا أدين لله أن في هذا الموضوع الحق مع الشيخ حافظ حكمي والشيخ علي حشيش وأن الإمام الدارمي كان مصيبا في معظم كلامه لكن لم يكن دقيقا في قوله إن فرعون أثبت صفة العلو ومتبوعي إنما هو محمد صلى الله عليه وسلم كما قال شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله (فليكن متبوعك الذي تتعصب له هو محمد صلى الله عليه وسلم)
خامسا: أعوذ بالله أن أتأول القرآن حسب هواي وما يحلو لي فلا يفعل ذلك إلا المحرفين المبطلين
وأنا أعوذ بالله من ذلك
سادسا: ياشيخنا الفاضل أنا لم أخطئ الدارمي رحمه الله وإن كنت تعتبر قول الدارمي ليس بخطأ فعليك بالرد على معارج القبول للحكمي وعليك بالاتصال بنفسك بالشيخ علي حشيش نصره الله
سابعا هذا كلام الشيخ الحكمي أيضا في معارج القبول يثبت فيه أن فرعون كان يثبت وجود الله ولا ينكره يقول (يذكر تعالى ما كان بين موسى وفرعون من المقاولة والمحاجة والمناظرة وما أقامه الكليم على فرعون اللئيم من الحجة العقلية ثم الحسية وذلك أن فرعون قبحه الله أظهر جحد الخالق تبارك وتعالى وزعم أنه الإله فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى النازعات 32 وقال يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري القصص 38 وهو في هذه المقالة معاند يعلم أنه عبد مربوب وأن الله هو الخالق البارئ المصور الإله الحق كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين النمل 41)
ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 07:49 م]ـ
[ CENTER][ ثالثاً] لماذا لا يكون معنى ((وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً)) أى فى دعواه أن له إلهاً غيرى، ويدل عليه قوله تعالى ((قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ))، على ما ذهب إليه إمام المفسرين: أبو جعفر بن جرير الطبرِىُّ.
.
وحتى لو أخذنا بهذا الرأي الذي ذكرته وهو موجود فعلا لدى بعض الأئمة مثل القرطبي وموجود أيضا في تفسير الجلالين وغيره ستجد أن في هذه التفاسير ما يبين أن إدعاءه أنه ليس هناك إلها ليس إدعاءا مطلقا بدون سبب بل هو فعل ذلك من باب التمويه والسخرية بعقولهم وتضليلهم كما بينت سابقا وعلى هذا الرأي حتى لو لم نثبت أن فرعون أنكر صفة العلو لن نستطيع أيضا أن نثبت أن فرعون يثبتها لأن قوله هذا كان تمويها وتضليلا للناس كما قال المفسرون وبالتالي بنائه للصرح وبغيته للطلوع مبنيه على ما عرفه من موسى عليه السلام أن الله في السماء
وبالتالي يكون موسى عليه السلام هو الذي أثبت وفرعون لم يثبت وإنما فعل ذلك تضليلا وتمويها كما قال المفسرون وبالتالي يكون الدارمي رحمه الله أخطأ بالفعل في أن فرعون أثبت صفة العلو
فعلى هذا الرأي يكون فرعون لم يثبت ولم ينكر صفة العلو بل عرف العلو من موسى وأراد أن يضلل الناس بطريقته
وبعد بيان هذا الرأي أقول أن رأي الامام الحكمي والشيخ علي حشيش هو أولى وأرجح وأقوى لأن النصوص القرآنية كلها في عرضها لوجهة نظر فرعون لا تنفي نفيا قاطعا من وجهة نظر فرعون أنه يمكن أن يوجد أحد غيره يعبده الناس وواضح هذا في قوله لئن اتخذت الها غيري أي أنه يمكن أن يكون هناك غيره لكنه لا يقبل بذلك وفي نفس الوقت لا ينكر أنه ممكن الحدوث أو أنه واقع بالفعل وحتى لو احتججت بتكذيبه أثناء طلبه بناء الصرح فقد قالها تمويها وتضليلا كما قال المفسرون ولم يقطع بها وبالتالي حتى لو لم ينكر فرعون صفة العلو فهو لم يثتها أيضا وعلى هذا فالجهمية مثل فرعون تماما فعدم الإثبات والتوقف فيه هو النفي
¥