تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 05 - 05, 05:22 ص]ـ

يا أبا جهاد

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.لا يخفاك أنه ليس هناك نصَّاً صريحاً أن فرعون كان ينكر فوقية الله وعلوه، وأنه ليس كانكاره الصريح للألوهية بقوله ((يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي))، وإدعائه الربوبيَّة بقوله ((أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)).

فليس أحدٌ يقول: كان عدو الله فرعون ينكر ألوهية غيره وينفي علمه بها، وكان يدَّعِي الربوبيَّة وينتحلها، إلا وافقناه على مقالتيه ولم ننازعه عليهما، لأن معه الدليل الصحيح الصريح على صدق ما قاله. وأما ما وراء ذلك من القول بأن فرعون كان ينكر فوقية الله وعلوه، فمستفادٌ من دلالة المفهوم، كما استفدنا إثباته إيَّاها كذلك بذات الدلالة.

وأما القول بأنه إنما استفاد العلم بفوقية الله وعلوه من إعلام موسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيَّاه، وإخباره بذلك، فهو كذلك لم يثبت دليله الصريح، والأشبه بالصواب عند من أثبت له هذا العلم: أنه كان يعلمه قبل أن يدعوه موسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما عَلِمَه نمرود وغيره من الفراعين قبله. ولهذا قال أبو سعيد الدَّارمِيُّ ((لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم واتخذ فرعون إبراهيم النسور والتبوت يروم الإطلاع إلَى الله بذلك)). فإنْ ثبت أنَّه إنما تلقاه عن موسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رام بصرحه الإطلاع إلَى إله موسَى فِي السماء، ولم يلتمسه فِي مشرق الأرض ومغربها، ولا فِى طولها وعرضها، ولم ينقب عنه أسفل الأرض، فقد أيقن بسعيه ذاك أن إله موسى لا يمكن الوصول إليه إلا فِي السماء، وذلك منه إقرار بفوقية الله، وأنه فِي السماء.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 05 - 05, 05:38 ص]ـ

هكذا بإطلاق محل نظر – والله أعلم -[/ SIZE]

يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:

(إمام أهل السنة على الإطلاق: " أحمد بن حنبل "، الذي ملأ الأرض علماً وحديثاً وسُنّةً، حتى إنّ أئمة الحديث والسُنّة بعده هم أتباعه إلى يوم القيامة) انتهى، إأعلام الموقعين 1/ 28.

(إمام أهل السُنّة، باتفاق أهل السنة، " أحمد بن حنبل ") انتهى، الصواعق المرسلة 2/ 440.

محبكم وتلميذكم / أشرف

إمام أهل السنة بإطلاق، وإمام أهل السنة قاطبة بينهما إتحاد من جهة، وافتراق من جهة.

فلو قلتَ: أبو بكر البيهقِيُّ إمام الشافعية قاطبة، فهل يجوز أن يقال لك: بل إمام الشافعية أبو عبد الله الشافعِي مع تباعد زمنيهما؟!. أنتظر إجابتك ..

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 07:44 ص]ـ

إنْ كنتَ تقصد أنه - أعني الدارمي أبو سعيد - إمام أهل السنة لأهل زمانه، فلا بأس، أما الإطلاق فقد سبق بيانه، وما كان مني من تنبيه، المقصود به نفع غيرك بك أيها الشيخ الفاضل، وقد حصل، والحمد لله.

الآن ننتقل إلى نقطةٍ أخرى.

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 07:47 ص]ـ

- أولاً: أقول لأخي السلفي: من باب التأصيل العلمي، هذه الفائدة ليست من كيس فضيلة الشيخ علي حشيش، وإنما سبقه إليها " أبو محمد ابن قدامة المقدسي، وابن تيمية، والذهبي، ... ".

ثانياً: حقيقة الأمر والله أعلم بالصواب، ما تفضل به أستاذنا عبد الرحمن، حيث قال: (الأمر محتمل)، فإلى البيان - على الترتيب -:

- ([{ ... وإني لأظنه كاذبا}] هذه الآيه تدل على أنّ موسى عليه السلام كان يقول: إنّ إلهي في السماء، وفرعون يظنه كاذبا) انتهى، إثبات صفة العلو ص128: ابن قدامة أبو محمد.

({وإني لأظنه كاذبا} كذّبَ [فرعونُ] موسى في قوله: إنّ الله فوق السموات) انتهى، مجموع الفتاوى 3/ 225 = العلو ص219: الذهبي.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله: ({وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحاً لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى}، ثم استأنف الكلام فقال: {وإنى لأظنه كاذباً}، فيما قال لى أنّ إلهه فوق السموات) انتهى، مجموع الفتاوى 5/ 69.

- يقول إمام الأئمة – ابن خزيمة رحمه الله -:

(فاسمعوا ياذوى الحجا دليلاً آخر من كتاب الله: أن الله جلا وعلا في السماء مع الدليل على أن فرعون مع كفره وطغيانه قد أعلمه موسى بذلك، وكأنه قد علم أنّ خالق البشر في السماء:

ألا تسمع قول الله يحكي عن فرعون قوله: {يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى}.

ففرعون –عليه لعنة الله- يأمر ببناء صرح، فحسب أنه يطلع إلى إله موسى، وفي قوله: {وإني لأظنه كاذباً}، دلالة على أن موسى قد كان أَعْلَمَهُ أنّ ربه –جل وعلا- أعلى وفَوق.

وأحسبُ أن فرعون إنما قال لقومه {وإني لأظنه كاذباً} استدراجاً منه لهم، كما خبرنا جل وعلا في قوله {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً}، فأخبر الله تعالى: أن هذه الفرقة جحدت –يريد بألسنتهم- لما استيقنتها قلوبهم، فشبه أن يكون فرعون إنما قال لقومه {وإني لأظنه كاذباً}، وقلبه: أن كليم الله من الصادقين، لا من الكاذبين.

والله أعلم أكان فرعون مستيقناً بقلبه –على ما أوَّلْتُ؟ أم مُكذباًَ بقلبه ظاناً أنه غير صادق؟) انتهى، التوحيد 1/ 263 – 264.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير