بدار العلوم ديوبند وأهداني كتابين له الأول (بدائع الكلام في بيان عقائد الإسلام)
وكتاب (جواهر البلاغة في شرح دروس البلاغة)
وقدم لي الكوكا كولا وعجب من امتناعي عن شربها وجعلي لها بين الحرام والشبهة ثم قرأ علينا من كتابه بدائع الكلام جملة (أن أهل السنة والجماعة هم الاشاعرة والماتريدية وكان لي معه في ذلك نقاش قلت له ونحن اين تجعلنا قال من: قلت الحنابلة:قال من الأشاعرة ثم سألته هل أئئمة الحرمين الآن مبتدعة أم من الأشاعرة فقال من الأشاعرة!! فقلت:
قلت: لا لسنا أشاعرة ولا يخفاك ما بيننا فنحن على ما كان عليه احمد ومن قبله من السلف والأشعري رجع إلى مذهب احمد فالأولى نسبته هو الى الحنابلة وإن خالفه أصحابه ثم في ظني لو نسبتنا إلى الماتريدية لكان أقرب من الاشاعرة
قال:أنا قلت (إن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية ومن تبعهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة فلقد ذكرتكم من أهل السنة)
قلت له لا نحن على عقيدة السلف وقول القرون الفاضلة قبل أن يلوث العقول علم الكلام ولا نتبع الأشاعرة والمتكلمين بل نخالفهم وكان مما جرى فيه النقاش حديث الجارية وكام مما تذكرت قصة الملك محمود الغزنوي مع المتكلم ابن فورك فسألته
إذا من يقول إن الله في السماء وليس في كل مكان مبتدع قال نعم فقلت له: أتدري من قال بأن الله في السماء قال من (يريد أن يسمع مني)
قلت الله سبحانه هو من أخبر عن نفسه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم سقت له ما يحضرني من النصوص فكان موقفا بفضل مؤثرا خاصة على مرافقي من الطلبة
ثم ودعناه واتجهنا إلى الشيخ المعمر المحدث نصير احمد خان شيخ الحديث بالجامعة وقد تجاوز التسعين وقد أثر فيه الكبر وضعف إتقانه للعربية ربما لقلة ممارسته لها وطلبت منه أن يحدثنا بالمسلسل بالتلاقي فأخبرنا أنه ليس عنده ولكن عند الشيخ عبدالحق الأعظمي
وفي العموم يغلب على طلاب العلم والمشايخ معرفة العربية مع ضعف الإستخدام لها ويدرسون الإنجليزية والهندية كلغة رسمية ويدرسون اللغة الفارسية لكون أغلب شروح المذهب الحنفي بالفارسية وهذا في سائر بلاد الهند ولو ترجموا الكتب الفارسية إلى العربية أو الأردية لكان خير ا لهم وأشد تثبيتا في لغة العرب ثم بعد العصرمن ذلك اليوم الأربعاء تجولت أنا والأخ حسين الأسامي في مكتبات ديوبند التجارية وهي مكتبات كثيرة تحيط بالجامعة تجد فيها الغالب بالأردية مع بعض التب العربية وبحثنا عن كتاب الغازي بوري (اللامذهبية في شبه القارة الهندية) فلم نجده ووجدنا كتابا آخر قريبا منه هو (وقفة مع معرضي شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ودعوته وحركته والأمراء السعوديين) وتمكن من مطالعة أغلب الكتاب في أوقات الإستراحة وأكملته في طريق العودة بالقطار وكان مرافقي ومن معه حريصين على اقتنائي هذا الكتاب.
ثم اتجهنا إلى منزل الشيخ الأديب نور عالم رئيس تحرير مجلة الداعي العربية واستاذ العربية في الجامعة الذي سبق وأخذنا موعدا معه
وحدثته عن تفاصيل لقائي مع الشيخ عبدالحق وكتابه (بدائع الكلام في بيان عقائد الإسلام)
الذي حصر فيه أهل السنة على الماتريدية والأشاعرة!!
وكنت قد طالعت فيه بعد الخروج قوله: (والحاصل أن من ينسب إلى السلفية في هذا الزمان هم من المبتدعة!!)
فقال إن الكتاب لا يدرس في الجامعة وسننظر في الأمر
وحدثني عن محاضراته في الجنادرية وأهداني كتابين له
الأول هو ترجمته لكتاب (علماء ديوبند اتجاههم الديني ومزاجهم المذهبي) وهو مجلد في 300صفحة للعالم الهندي الكبير الشيخ المقرئ محمدطيب ت 1403هـ والذي رأس جامعة ديوبند 60سنة وكان له دور كبير في تطورها وإشهارها وكان كتابه الثاني ترجمة لهذا الشيخ واسمه (العالم الهندي الفريد الشيخ المقرئ محمد طيب) في 180صفحة ذكر فيه رحلاته وزياراته للأزهر والجامعة الإسلامية بالمدينة ونص كلماته في تلك الزيارات (ومن المحزن أن الشيخ الطيب دعى الجامعات الإسلامية للتعاون والتكاتف فأرسل الأزهر إليهم الشيخ عبدالمنعم النمر وزير الأوقاف السابق ولم ترسل الجامعة الإسلامية أحد وفي ظني لو أرسل أحد طلبة العلم إستجابة لطلبهم لكان في ذلك خير ونفع ونشر لمذهب السلف والعجيب أن كتابات علماء ديوبند وخاصة الشيخ طيب تتعسف الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية لتجعله خلافا لفظيا فقط وهذا
¥