مما ينكره ويرده صاحبنا صاحب كتاب بدائع الكلام والخلاف بين علماء ديوبند هو هل هم أشاعرة ورثا من المحدث شاه الدهلوي أم ماتريدية لإرثهم الحنفي ثم حل النزاع الشيخ الطيب بتلفيق المذهبين وجعل الخلاف لفظي وأصبح يقال عنهم ديوبنديين بل للطيب فصل في كتابه (علماء ديوبند اتجاههم الديني ومزاجهم المذهبي) يقول (علماء ديوبند لا أشاعرة ولا ماتريدية)
كما أهداني الشيخ نور عالم أعدادا من مجلة الداعي وطلب مني التواصل فشكرت له ذلك وتحدثت معه عن التحزب القائم بينهم وبين أهل الحديث في الهند وهم لا يحبون تسميتهم باهل الحديث وينبزونهم باللامذهبيين فشكا ظلمهم وتسفيههم لعلماء ديوبند
فدافعت عنهم وذكرت له تعصب الشيخ مزمل الذي جره إلى رميهم بأنهم عباد قبور
وعباد للدولار أو الريال السعودي كما قال والله حسيبه
وكنت ومازلت أرى للشيخ نور عالم عقل ناضج وأعجبني في مجلته التي طالعتها قبل زيارته إفرادهم عددا كاملا عن الشيخ ابن باز نور الله مرقده وفي أعالي الخلد أرقده حين وفاته (وللشيخ ابن باز مكانة عظيمة عند الجميع خاصة الطلاب)
وحدثته عن ضرورة سعيه لجمع الجهود والإستفادة من نقد المخالف وكان ذكر لي في طرف حديثه عن التبليغ أن أهل الحديث يشوهون سيرتهم عند العلماء في السعودية
وهومتعاطف مع جماعة التبليغ كأغلب علماء ديوبند بل إن صاحب كتاب بدائع الكلام في شرح عقائد الإسلام عقد فصلا للدفاع عنهم
كما أخبرني الشيخ نور عالم بامتعاض انه اقتنى كتاب الشيخ التويجري رحمه الله في التحذير من جماعة التبليغ
ولم يقرأة وكان الكلام في معرض حديثه عن تشويه أهل الحديث لهم فقلت مثلك يجب أن يقرأه ويستفيد منه بتصحيح ما فيه من خطأ فمن نعم الله على العاقل نظره إلى الخلل الذي بان لخصمه والمسارعة لإصلاحه
ومناصحة التبليغيين لتصحيح ما خالفوا فيه الصواب وقلت له إلى متى لا نستفيد ممن يبحث عن عيوبنا التي ما أكثر غفلتنا عنها
وكان خروجي من عنده بالكتابين السالفين جوابا لما يدور في ذهني من اسئلة كثيرة
أظهرت منها بعضا وأخفيت بعضا وتحايلت في بعض
وخرجنا من عنده مع أذان المغرب والأحناف يصلون الأذان بالإقامة في المغرب فلا ينتهي الأذان إلا بادروا الإقامة وبعد الصلاة كان الموعد الذي رتب لي مع الشيخ المحدث عبدالحق الأعظمي الذي رحب بي وأجازني بعد أن قرأت عليه
طلبي لإسناده في مسلسلات الحديث في الرسائل الثلاث و أولها (الفضل المبين في الحديث المسلسل من حديث النبي الأمين) وثانيها (الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين) وثالثتها (النوادر من سيد الأوائل والأواخر) والحديث المسلسل بضيافة الاسودين التمر والماء والحديث المسلسل بإجابة الدعاء عند الملتزم والتي يرويها باسنادين عن مسند الهند المحدث شاه ولي الله الدهلوي رحمه الله الذي أصبح بيني وبينه سبعة
ثم عدت إلى مقر الضيافة وقد نقلوني إلى أفخم غرفة عندهم للنوم فيها وهناك كانت وفود الطلاب تفد إلى في مجموعات كثيرة تطلب الموعظة بعد سماعهم بمقدمي وكان حادي بعضهم أن يرى عربيا لأول مرة في حياته ويسمع من عربي يتقن لسانه ولم يتسنى له الحوار معه
فتحدثت بين العشاء ومنتصف الليل محاضرا ثلاث مرات في كل تجمع مرة وقررت المغادرة على قطار الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فشيعوني إلى المحطة بعد أن تفننوا في ثنيي عن الذهاب وتخويفي بخطر الطريق إلى المحطة والمشاكل الطائفية فلم يثني ذلك عزمي
وكان من بين المسامرين للطلاب الشيخ الشاب ابوعفان محمد عثمان الهوروي وهو مدرس للغة العربية في الجامعة وهو من بلاد بنقلاديش وأهداني كتابه الرائع (نجوم الصرف)
وتبادلنا العناوين وكان أكثر المشايخ الذين قابلتهم تقبلا للطرح وأثنى على الدعوة السلفية في بلاده وشكى الخصومة بين أهل الحديث والديوبنديين في الهند وذكر لي أن الشيخ سعد بن يوسف الكاندهلوي (التبليغي) التقى به وأنه سلفي العقيدة فحمدت الله وطلبته أن يكون له دور خاصة في تصحيح مثل أقوال الشيخ محمد يوسف
وذكرلي أن شابا سعودي يدرس في ديوبند عندهم فتمنيت لقاه فيسر الله أن يكون مع آخر وفد من الطلبة يقدم للسلام علي والسماع مني وهو من مواليد جدة يعمل أباه مهندسا فيها
ثم لم يتركني حتى شيعني إلى محطة القطار على مسافة 3كيلومترات بالدراجة هو والأخ الآسامي الذي جعله الشيخ نور عالم في صحبتي
وكنت طيلة الطريق متحدثا وموصيا ومركزا على خطر تقديس المشايخ ومعرفة الرجال بالحق لا الحق بالرجال وتحسين صورة كتب ابن تيمية وابن القيم لأن مرافقي (لئيق) أخبرني من قبل في الطريق أن من المشايخ من قال لهم بأن ابن تيمية مجسم يشبه نزول الله بنزوله من على المنبرفي خطبة الجمعة فقلت له أتدري من ذكر ذلك؟ قال من! قلت ابن بطوطة الرحالة ثم سألته أتعرف ماذا قال ابن بطوطة عن مارأى في الهند قال: نعم لقد ذكر أشياء مختلقة وغريبة في وصفه فقلت الذي كذب في وصف مارأى في الهند ألا يكذب في روايته الحكاية عن ابن تيمية ثم إن عام الدخوله دمشق وروايته القصة كان وابن تيمية في لسجن منذو زمن كما ذكر المؤرخون لتلك الفترة (((
ثم ذكرت لهم ان ابن تيمية في كتبه يكفر من شبه الله بخلقه ويكذب تقريره صفة النزول حكاية ابن بطوطة وحثثته على اقتناء كتبه وكتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب
نقل في رد كلام ابن بطوطة للشيخ علوي السقاف
¥