تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يقال نزل الحديث]

ـ[أبو حسين]ــــــــ[26 - 05 - 05, 06:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هل يقال نزل الحديث مثل مايقال للقرآن نزلة الاية؟

ـ[عبد]ــــــــ[26 - 05 - 05, 06:45 م]ـ

.... وفي الحديث: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه)) صححه الألباني

وما أوتيه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هي السنة المبينة للقرآن وهي أحاديثه الثابتة عنه. فقرن الكتاب والسنة لاتحاد مصدرهما، ولكن من أين مصدرهما؟

قال الله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً}

والحكمة هي السنة، قال الشافعي رحمه الله: ((فسمعت من أرضى من اهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة هي سنة رسول الله)) (الرسالة/78).

وقال بن كثير: (( ... وما أنزل عليه من الكتاب وهو القرآن والحكمة وهي السنة)) أ. هـ.

وبهذا الاعتبار يصح أن نقول أن الأحاديث منزلة لأنها هي السنة. والمصدر كما ترى من عند الله تعالى وذكرت مقرونة مع الكتاب بلفظ "الإنزال" من عند الله الذي ثبتت له صفة العلو المطلق عز وجل.

ولكن هنا مسألة: إذا علمنا أن الأحاديث في مجملها منها ما هو مروي بالمعنى فهل يصح أن نقول أنها منزلة حينئذٍ؟ ينبغى التورع هنا.

ولذلك أرى أن يقال السنة - من حيث العموم - منزلة او سنة منزلة والتورع عن قول حديث منزل لأننا لا نجزم بأنه مروي بلفظه كما نطق به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأن ما نطق به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حقيقة متلقى عن الله تعالى لعموم قوله تعالى: {إن هو إلا وحي يوحى}

قال ابن كثير رحمه الله:

((أي إنما يقول ما أمر به يبلغه إلى الناس كاملا موفورا من غير زيادة ولا نقصان كما رواه الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليدخل الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين - أو مثل أحد الحيين - ربيعة ومضر " فقال رجل يا رسول الله وما ربيعة من مضر؟ قال" إنما أقول ما أقول ")) أ. هـ.

ورغم هذا كلّه، القول هذا "حديث منزل" أو "تلك أحاديث منزلة" قول لم يألفه أهل السنة والجماعة ولم يدرجوا عليه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير