[هل هذه هي المشكلة وراء جنوح بعض المسلمين للعلوم الإنسانية الغربية؟]
ـ[عبد]ــــــــ[26 - 05 - 05, 07:46 م]ـ
كنت قرأ كتاباً مقرراً علينا لاتمام الدراسة العليا في مجال علم اللغويات التطبيقية. مؤلف هذا الكتاب يدعى: زلطان دورنيي وهو من كبار المتخصصين عالمياً في علم اللغويات النفسية (وقد ذكر لي أن اسمه من أصل عربي "سلطان" والمؤلف هنغاري ولا زالت بعض الاسماء العربية مستشرية الاستعمال في تلك البلاد بسبب حكم الدولة العثمانية).
الشاهد أنه ذكر في كتابه حاجة الناس لنموذج هرمي مشهور يحققون به حاجاتهم الإنسانية المتنوعة. وقال هذا نموذج هرمي يبدأ بتحقيق الحاجات المادية كالطعام ليتسنى تحقيق الأعظم والأهم تدريجيا فتأتي الحاجات النفسية الصغرى كحب الزوجة والأولاد وبعد ذلك الحاجات النفسية الكبرى كالإيمان بقيم كبرى ومعتقدات عظمى في الحياة تعطي معنى للوجود.
وفي الحقيقة هذا النموذج ومثلها نماذج الأولويات والمهام وفرضيات علم إدارة الذات وتطويرها- يتعلمها أبناء المسلمين في ما يسمى الدورات التدريبية التي تقدم في بلادنا (ولست بصدد منا قشة هذا الجانب الآن).
ولكن لو تأملنا كتب الأصول والمقاصد الشرعية لوجدنا الكلام عن الضروريات والحاجيات والتحسينيات ولوجدنا حفظ الضروريات الخمس ولوجدنا الكثير من الفوائد العلمية التي لا تختلف عن "بعض" نظريات هؤلاء إلا في المسمى.
ولكن السؤال لماذا لا نرى انتفاع عامة المسلمين بها؟ ولماذا نرى جنوحاً متزايداً تجاه العلوم الإنسانية الغربية وجهلاً متزايداً بهذه المدّخرات العلمية في كتبنا؟
أيها الإخوة الفضلاء. أرى أن من المشاكل التي أدت إلى مثل هذا اعتبار هذه العلوم - فقه الأصول ومقاصد الشريعة - مما لا يسع طالب العلم جهله ونرى بعض المشايخ وطلبة العلم يقول: (العوام ليسوا ملزمين بمعرفة هذه العلوم لأنها للعالم والمجتهد وهي فرض كفاية ولا يجب على العامي إلا ما افترضه الله عليه) وهذا كلام جميل ولكن له آثار سبية أيضاً.
لماذا لا نقدم هذه العلوم الشرعية على شكل دورات تدريبية مبسطة وعلى هيئة قواعد عملية يطبقها العوام في حياتهم؟ لماذا لا يقوم طلبة العلم بمنهجة هذه العلوم على شكل دروس ودورات يضبط بها الناس سير حياتهم وينظمون بها ترتيب أولوياتهم؟
المشكلة هي في التحديد والتقييد والتعقيد:
1 - التحديد والتقييد: طلبة العلم والعلماء هم من يعلمها والعوام الذين هم السواد الأعظم أقل من يعلمها (إن علموها).
2 - التعقيد: الخلافات و الأقوال المتنوعة اللتي قد تكتنف بعض جوانب هذه العلوم لم "تُسهّل" ولم "تُيسّر" ولم "تُمنهج" ولم "تهذّب" بما يتناسب وحال المتلقي العامي المعاصر فهماً وتطبيقاً.
وبسبب هذا تبقى الشريعة بعيدا عن واقع الدورات التدريبية خاصة و المجتمع عامة ولا تقدم (أي الشريعة) إلا على شكل محاضرات أو مواعظ عابرة ينساها الحضور القليل بعد قليل!!. ا
بهذا السبب تبقى العلوم الشرعية رهينة القاعات الجامعية والدروس العلمية التي لا يحضرها إلا طلبة العلم ثم يتخرج طلبة العلم ثم يصبحوا مشايخ ثم يدرسوا علومهم لطلبة علم ... وهكذا.
لا أقصد بهذا الكلام إطلاقاً وتعميماً وهناك استثناءات ولكنها قليلة (وما عسى ان يكون الاستثناء!!).
أردت ان أبين بعض الخلل الحاصل والتقصير الموجود من قبل طلبة العلم الذين يحملون العلم لوكن قل من يحمله إلى غيره من العوام بما يناسب حال المخاطب المعاصر وأحواله.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[27 - 05 - 05, 04:17 ص]ـ
ولكن لو تأملنا كتب الأصول والمقاصد الشرعية لوجدنا الكلام عن الضروريات والحاجيات والتحسينيات ولوجدنا حفظ الضروريات الخمس ولوجدنا الكثير من الفوائد العلمية التي لا تختلف عن "بعض" نظريات هؤلاء إلا في المسمى.
ولكن السؤال لماذا لا نرى انتفاع عامة المسلمين بها؟ ولماذا نرى جنوحاً متزايداً تجاه العلوم الإنسانية الغربية وجهلاً متزايداً بهذه المدّخرات العلمية في كتبنا؟
>>>>>>>>>>>>>
لماذا لا نقدم هذه العلوم الشرعية على شكل دورات تدريبية مبسطة وعلى هيئة قواعد عملية يطبقها العوام في حياتهم؟ لماذا لا يقوم طلبة العلم بمنهجة هذه العلوم على شكل دروس ودورات يضبط بها الناس سير حياتهم وينظمون بها ترتيب أولوياتهم؟
المشكلة هي في التحديد والتقييد والتعقيد:
1 - التحديد والتقييد: طلبة العلم والعلماء هم من يعلمها والعوام الذين هم السواد الأعظم أقل من يعلمها (إن علموها).
2 - التعقيد: الخلافات و الأقوال المتنوعة اللتي قد تكتنف بعض جوانب هذه العلوم لم "تُسهّل" ولم "تُيسّر" ولم "تُمنهج" ولم "تهذّب" بما يتناسب وحال المتلقي العامي المعاصر فهماً وتطبيقاً.
.
فكرتان جميلتان ..
وأزيدك بأن القواعد التي وضعها علماء الشريعة لا أقول إنها ((لا تختلف عن "بعض" نظريات هؤلاء إلا في المسمى.))
بل هي أقعد منها وأحسن ..
بل أنقي منها وأتقن ..
وأوقى منها وأمتن ..
والكتاب والسنة .. وكتب الفقه والأصول والقواعد .. والسيرة وتراجم السلف .. مليئة بل طافحة ..
وفكرتك بجعلها ((على شكل دورات تدريبية)) رائعة، وليت طلبة العلم يتولونها في المساجد .. مع بقاء هيبة العلم
ودمت موفقاً شبخ عبد .. وليتك تواصل بفكرتك و"وتمنهجها" حتى تستقر واقعاً ..
¥