وزت بعض مدارسهم ومن ذلك جامعة السيد نذير حسين المحدث الدهلوي وجمع لي الطلبة في المسجد لأتحدث معهم وكان مما لفت نظري أن تجد الطلاب يجلدون كتب العلم بالصحف الهندية التي لا يكاد يخلو سطر منها لصورة أحدى بغاياهم ويسر الله إنكار هذا المنكر وكان الإستاذ ثناء الله التيمي مدير الجامعة بصحبتي وسمعت أخبارا سارة عن عدد من الجامعات السلفية في أرجاء الهند والتقيت بطالب من خريجي جامعة دار السلام بعمر أباد كان في قمة التميز والذكاء وهو الأول على دفعته ولم اسأله عن كتاب من القديمة والحديثة إلا وقد أحاط منه علما بل من أعاجيبه أنه قرأ الظلال لسيد قطب وحدد لي أخطائه العقدية فسألته هل قرأت في الرد عليه قال لا ولم يسمع عن هذه الردود وعرفني على عدد من زملائه الذين رشحوا للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة قضيت يوم الخميس والجمعة ونهار السبت في جولة وتردد على منزل أهل الحديث ومدارسهم وبعض معالم دلهي ومآثر المسلمين هناك من حصون وقلاع وعرضت عليهم قيامي بخطبة الجمعة غدا فأخبروني أن الخطبة عندهم بالأردية
خلافا للأحناف الذين يوجبون الخطبة بالعربية
وخرجت من لقائي ببعض أهل الحديث بأمور وملاحظات منها:
*هم أسلم الفئات عقيدة وهم على عقيدة السلف الصالح وتشوب بعضهم شوائب من الإرجاء وجعل العمل شرط كمال في الأيمان لا شرط صحة كما عند السلف وكتب الشيخ الحلبي في المسألة منتشرة بينهم
*متأثرون كثيرا بدعوة الشيخ الألباني كثيرافيما رأيت ولفكر الشيخ ربيع وكتبه حضور نسبي وقد قلت في نقاش لي مع الشيخ مقيم أنتم ألبانيون المذهب فضحك وقال كيف عرفت (يقصد أنهم يتهمون بذلك) لأنهم ينفرون من المذهبية نفرة شديدة
*إنكارهم على الأحناف في التمذهب أشد من إنكارهم بعض البدع الواضحات وهذا في نظري من أشد أسباب النفرة الديوبندية منهم وغليان الخلاف
*الحرب على المذهبية تستنزف جهود كان الاولى أن تكون في معالجة البدع والكفريات
*بينهم وبين علماء ديوبند خلاف يظهر فيه الظلم من الطرفين والتعصب بغير مسوغ فكلا الفئتين تقدم البريلويون على الآخر مع أنهم لا يصلون خلف البريلوية لكونهم عباد قبور
*بعض مشايخ أهل الحديث لا يكفرون عباد القبور بحجة الجهل وكان لي نقاش معهم في مسألة العذر بالجهل في التوحيد
*يدرسون في العقيدة شرح الطحاوية لابن أبي العز بتحقيق الشيخ الألباني ويقلدونه في إخراج العمل من أصل الأيمان وكونه شرط كمال لا صحة وكان لي معهم في ذلك نقاش والشيخ مقيم فيضي ينتظر مني إرسال فتوى كبار العلماء في فتنة الإرجاء على بريده الإلكتروني كما وعدته وهو جزاه الله خيرا متحمس للطلب ومعرفة الدليل
وهاذا بريده لمن أراد التواصل معه
[email protected]
* عندهم ضعف في الإهتمام بالقرآن تجويدا وروايات بعكس أهل ديوبند
وحصل أن خرجت مع بعضهم في جولة فقدمناه للصلاة فكان في غاية الضعف في القراءة وقام مرافقي الديوبندي بإعادة الصلاة وعندما عدنا إلى جمعية العلماء كان إمامهم كذلك يحرك ساكن (أنعمت) في الفاتحة فقلت للئيق ألا تعيد الصلاة ايضا خلف هذا
ومما سمعت منهم أنهم يحبون سماع الشيخ الشريم لكونه مجاز في القراءة كما ذكر شيوخهم وأن السديس غير مقبول القراءة لكثرة خطأه
فقلت لا أعرف عند السديس في غير نطق الضاد إلا تسكينه (وهو) والتي يحركها حفص ويأبى السديس إلا إسكانها فذكر لي عدة مخالفات له في حفص
ذكرتني بشيخنا عبيدالله الأفغاني الذي يكثر من نقده وتوجيهه بارك الله فيه للأئمة
ومن الملاحظات
*طلاب مدارس الحديث أكثر علما واستظهارا للسنن والأذكار والأحاديث من الديوبنديين بل من أعاجيب ما لقيت عند الديوبنديين ان تجد الطالب الخريج مجازا في الكتب الستة واسأله عن بعض الأذكار والأحاديث المشهورة في الصحيحين فكأنه لم يسمع بها
*لهم نشاط دعوي جيد (اهل الحديث) في أواسط البرليون والطالب الخريج يأخذ لقب داعية في مراكزهم ويكلف بمخالطة الناس ودعوتهم (وهذا مشاهد في منزل أهل الحديث حيث كان أغلب اللقاءت هناك مع الطلاب والمشايخ)
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[30 - 09 - 02, 01:34 ص]ـ
.
أحسن الله إليك أيها الفاضل.
منذ مدة لم أجد لدي حماسة لقراءة مقال طويل مما ينشر في المنتديات، لكن مقالك هذا يختلف.
فلك وافر الشكر، و صالح الدعاء.
¥