[المطالب العالية بأدلة الجماعة الثانية (دراسة حديثية ـ فقهية]
ـ[أبو عبدالرحمن الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 05, 01:35 ص]ـ
مقدمة فضيلة الشيخ
مصطفى بن العدوي حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله e
وبعد
فهذا بحث جيد ونافع من فضل الله، قام به الأخ عادل شوشة حفظه الله تعالى وبارك فيه وفي علمه، يتعلق هذا البحث بموضوع عقد جماعة للصلاة بعد أن صلى الإمام الراتب بالناس في الجماعة الأولى 0 ومن المعلوم أن أهل العلم في هذه المسألة على قولين، قول بالمنع من إقامة جماعة ثانية في المسجد، وقول بجواز ذلك، بل واستحبابه وثم قول ثالث في ذلك، وهو قول من قال يستأذن الإمام لذلك 0
جمع أخي عادل حفظه الله أدلة العلماء وأقوال الفقهاء في هذه المسألة مع اهتمامه بالحكم على الأحاديث والآثار المستدل بها وبيان حالها من ناحية الصحة والضعف فجزاه الله خيرا، وجملة القول في هذه المسألة أنه لم يرد دليل يمنع من إقامة الجماعة الثانية بل الأدلة على استحبابها كثيرة – إذا لم يتعمد التخلف والفرقة وشق عصا المسلمين – أما إذا تعمد شخص إقامة الفرقة والخلاف فحينئذ تمنع ويتألق قول القائلين بالمنع، أما حيث لا فرقة ولا اختلاف فلا مانع من إقامتها للعمومات الواردة في بيان فضل الجماعة ثم لحديث
((من يتصدق على هذا)) وقد بين أخونا عادل حفظه الله تعالى تفاصيل ذلك كله فبارك الله فيه وفي علمه ونفع به المسلمين ووفقه لمواصلة طلب العلم 0
وصل اللهم على سيدنا محمد e والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو عبد الله
مصطفى بن العدوي
المطالب العالية بأدلة الجماعة الثانية
تأليف أبي عبد الرحمن الأثري
عادل شوشة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين الذي شرح صدور من شاء من عباده للفقه في الدين ووفق لإتباع آثار السلف الصالحين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا معين منزل الكتاب على خيرته من خلقه أجمعين وحافظ الشريعة من تزيين المنحرفين عنها والملحدين الممتن على أهلها بتأييده للعلماء العاملين الذين حفظوها وحافظوا عليها فدونها أكمل تدوين ودافعوا عنها فبذلوا في ذلك الغالي والثمين فجزاهم الله أحسن جزائه للمجاهدين كما قال رب العالمين ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)) ورزقنا الله التوفيق والهداية إلى سلوك سبيلهم والتمسك بهدي أئمتنا الهداة المهديين وجمعنا وإياهم في دار كرامته مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإن كنا لسنا لذلك أهلا فهو أهل للكرم والتفضل على عباده المجدين والمقصرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أنزل الله عليه الذكر ليبين للناس ما نزل إليهم فبينه أتم التبيين حتى تركهم على المحجة البيضاء التي من زاغ عنها وتركها هلك مع الهالكين (1) وبعد فلا ريب أن الصلاة على وقتها في المسجد مع جماعة المسلمين من أفضل القربات وأجل الطاعات الموصلة إلى جنة رب البريات لذلك اهتم أهل العلم قديما وحديثا ببيان أحكام المساجد والجماعات فذكروا فضلها في تصانيفهم وبينوا أحكامها في تواليفهم فلا تكاد تنظر في كتاب من كتب الفقه والحديث إلا وجدت كتبا وأبوابا في هذا المقصد العلي ولقد اختلف أهل العلم في أمر الجماعة الثانية في المسجد بين كاره لها ومبيح فأشار علي شيخي المفضال أبو عبد الله مصطفى بن العدوي حفظه الله وأمتع به بحث هذا الموضوع بعيدا عن التعصب للآراء وبيان ما وافق صحيح السنة من أقوال أئمتنا الفضلاء رضي الله عنهم أجمعين ورفع درجاتهم في علين – كما هو شرطنا في كل بحث نبحثه وعمل ننجزه – فجمعت في ذلك ما ورد عن النبي r وصحبه الأبرار صحيح الحديث والآثار من بطون كتب السنة و أتبعت ذلك بأقوال أهل العلم في المسألة ثم بينت بفضل الله تعالى الرأي الراجح الموافق لصحيح الحديث والمبني على قواعد وأصول أهل الفقه من الجمع بين الأدلة والتوفيق بينها وإعمالها كلها وعدم إهمال شئ منها أو تأويله تأويلا فاسدا غير محتمل محاولا تحقيق المناط في المسألة متمثلا بقول القائل:
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج
مؤملا كشف ما لقيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا
فكم لرب الورى في ذاك من فرج
وإن بقيت بظهر الأرض منقطعا
فما على عرج في ذلك من حرج
¥