واستهللت البحث ببيان فضل صلاة الجماعة والترهيب من تركها واللهَ أسأل أن يجزي عني شيخي أبا عبد الله مصطفى بن العدوي خير الجزاء على جميل توجيهاته وإرشاداته و أن يجنبني وإياكم الزلل في القول والعمل وأن ينفع بهذا البحث وسائر أبحاثي الإسلام والمسلمين وأن يجعله ذخرا
لي في حياتي وبعد مماتي إنه أهل التفضل والإحسان.
وكتبه
أبو عبد الرحمن عادل شوشة
مصر- المنصورة
5 من ذي القعدة 1419
فضل الصلاة في أول وقتها
إن الصلاة لأول وقتها من أفضل الطاعات وأجل القربات وهي أحب الأعمال إلى رب الأرض والسماء قال تعالى ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)) (1) وعن عبد الله بن مسعود t قال سألت رسول الله r أي العمل أحب إلى الله تعالى قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن رسول الله r ولو استزدته لزادني)) (2) وعن عبادة بن الصامت t قال أشهد أني سمعت رسول
الله r يقول ((خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه)) (1).
فالله أكبر ما أعظم الجزاء لمن أوفى بعهده \مع الله ولكن الموفق من وفقه الله ((وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)) (2)
فضل صلاة الجماعة
عن أبي هريرة t قال قال رسول الله r (( صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة)) (1) وعن عثمان قال رأيت رسول الله توضأ فأحسن الوضوء ثم قال من توضأ هكذا ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة غفر له ما خلا من ذنبه)) (1)
أرأيتم عباد الله ((إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون)) (2) والموفق من وفقه الله والمهتدي من هداه الله فاللهم ثبتنا على الإيمان.
الترهيب من ترك الجماعة بدون عذر شرعي
عن أبي هريرة t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ناسا في بعض الصلوات فقال لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها يعني صلاة العشاء)) (1) وعن أبي هريرة t قال أتى النبي r رجل أعمي فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله r أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال ((هل تسمع النداء بالصلاة)) فقال نعم قال ((فأجب)) (2). وعن ابن مسعود t قال ((من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله تعالى قد شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)) (1).
فيا حسرة العاصين:
يا حسرة العاصين عند معادهم
هذا وإن قدموا على الجنات
لو لم يكن إلا الحياء من الذي
ستر القبيح لكان أعظم الحسرات
الأدلة التي استدل بها من كره الجماعة الثانية ووجه الدلالة منها
قوله تعالى ((والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردن إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون)) (1)
حديث أبي بكرة t أن رسول الله r أقبل من بعض نواحي المدينة يريد الصلاة فوجد الناس قد صلوا فمال إلى منزله فجمع أهله فصلى بهم)) (1)
حديث أبي هريرة أن رسول الله r فقد أناسا في بعض الصلوات فقال: (لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فأحرق عليهم بحزم الحطب بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها –يعني صلاة العشاء -)) (1)
¥