تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد على أهل الظاهرية وعلى أهل الوسطية!]

ـ[ابن عدي]ــــــــ[25 - 09 - 02, 04:32 م]ـ

فهم النصوص الشرعية وطرائق التعامل معها، وما أنيطت به الأحكام، بعد تحليلها ومعرفة أسرارها، والتعرف على مقاصد الشارع منها، هو السبيل الصحيح لتطبيق الشرع كمنظومة فقهية متكاملة متناسقة، فيتم تحرير محل النزاع، ومعرفة الحكم ومناطه وتحرير شروطه.

فليست النصوص الشرعية قوالب جوفاء مفرّغة من المعاني والدلالات التي علّقت بها، بل إن هذا التشريع العظيم يسير وفقا لمقصد غائي هادف.

يقول الونشريسي في المعيار (65:2): .. الأحكام إنما هي لمعاني الألفاظ المعتبرة المفهومة منها، دون ظواهرها. ولو اتبعت ظواهرها دون معانيها المفهومة منها في كل موضع لعاد الإسلام كفرا، والدين لعبا ..

ثم مثّل لهذا المآل الشنيع الذي يفضي إليه الجمود على الظواهر وإهمال المقاصد، بقوله تعالى: (فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِه) (الزمر: من الآية15) بحيث إذا أخذ على ظاهره أدى إلى الكفر والشرك! ولكن مقصوده النهي والوعيد.

والجنوح إلى تقسيم الدين إلى باطن وظاهر، فالظاهر لآحاد الناس وعامتهم، والباطن لأقطاب الدين وعلماء الحقيقة، وهذا من الضلال البيّن، أدى بطائفة أخرى إلى الغلو في الجانب الآخر فجنحوا إلى الظاهرية الجامدة التي لا تنظر إلى الشريعة على أنها شرعت لتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها.

قال الشاطبي: فإذا نظرت في كلية الشريعة، فتأملها تجدها حاملة على التوسط. فإن رأيت ميلا إلى جهة طرف من الأطراف، فذلك في مقابلة واقع أو متوقع في الطرف الآخر.

فالشريعة لا جاءت بهذا ولا ذاك، ولكنها جاءت بمسلك الاعتدال والتوسط، فهذا هو الأصل الذي يرجع إليه والمعقل الذي يلجأ إليه.

وعلى كل حال، فهناك فرق بين الأخذ بالظاهر وفق المقاصد الشريعة المعتبرة،وهو ما ندعوا إليه، والجمود على الظاهر بحجّة عدم التقليد وهو ما نحذر منه ونبرأ إلى الله منه، ولكننا ندعو إلى الاتباع ونبذ التقليد، وفق منهج علمي يراعي مدارك الشرع وما شرعت الأحكام من أجله.

فالمعرفة بمقاصد الشارع والبراءة الأصلية والقواعد الكلية ومواضع الخلاف والعرف الجاري وأصول الفقه وعلوم المعاني والبديع، أمور لا يحسنها أو قل لا يعيرها اهتماما هؤلاء القوم، ولا دراية لأمثلهم بمسائلها والكشف عن كثير من غوامضها.

واحذر – يا رعاك الله - من دعاة الوسطية في يومنا هذا، فلا الدين عندهم ملتو التواء الحبل ولا هو مستو استواء السيف، يضعون الشك في صيغة اليقين ويكتبون الوهم على جنح الحقيقة، ويقتحمون الأسوار في غمرة الفتن.

فالواجب أن يحسم باطلهم في بدئه، ويقتل في أول أنفاسه، فهو انبعاث لفقه هوى التيسير، وانفجار في رحم قرضاويّة التعبير، وصرخة مدوّية من دعاة العلمنة والتحرير!

ـ[بو الوليد]ــــــــ[25 - 09 - 02, 05:42 م]ـ

حيا الله شيخنا ابن عدي ..

أين أنت؟؟

كم أتمنى دائماً رؤية اسمك ضمن المشاركين معنا في المنتدى ..

وفقك الله لما يحب ويرضى ..

(لكن هدي السرعة ترى الطريق مراقب بالرادار)

ـ[ابن عدي]ــــــــ[26 - 09 - 02, 12:52 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الحبيب ونفع بك ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير