[الروضة الندية في تلخيص التأملات القرآنيةللشيخ: صالح المغامسي-حفظه الله-]
ـ[أبو عباد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 05:37 ص]ـ
الروضة النديّة في تلخيص التأمّلات القرآنية 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وزّع بين الخلق الهِبَات والمواهب .. وأظهر في النابغين منهم العجائب والغرائب .. وأكرم السالكين والمُجدِّين منهم بأعلى وأغلى الطلائِب والرغائب .. أحمدُه وأشكره وأستغفره ... وأسألُه أن يصلِّي ويسلِّم ويُبارك ويُنعِم ويُعظِم على حبيبه ومصطفاه سيّد الأوّلين والآخرين .. وقرّة عيون المتقين .. صاحب الشفاعة العُظمى .. والمقام المحمود .. والحوض المورود .. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ....
وبعد:
فهذا مقتطفات من المجموعة الثانية من التأمّلات القرآنية، وهي اثنا عشر شريطا، وهذه المجموعة لفضيلة الشيخ: صالح بن عوّاد المغامسي-حفظه الله-
وهو ممن يسكن المدينة النبويّة، وهو-حفظه الله-صاحب علم وفير، نحسبه والله حسيبُه، وهو صاحب دمعة غزيرة، وله تقسيمات نافعة ومفيدة، وقد سلكَ طريقة قد فُقِدَت عند بعض من يدرّس، وهي الجمع بين العلم والوعظ، وله مقولات مؤثرة جميلة، ومقاطع في الشريط رائعة، وفوائد نفيسة، وقصص مثيرة معبّرة،
فأسأل الله العظيم أن يبارك في علمه وأن يوفقه ويسدّده ....
وقد عنونتُ لهذه الرسالة الصغيرة .. ذات الفوائد العظيمة ?الروضة النديّة في تلخيص التأمّلات القرآنية? وطريقتي فيه أن كتبتُ الفوائد على طريقة نِقاط، وربما تكون فوائد كثيرة ذكرها الشيخ-حفظه الله-لم أكتبها، وقد كتبتها في أوراق،فجعلتها في مذكرة للنفع والفائدة، وما هذا إلاّ جُهد المقِلّ .. أسأل الله العظيم أن يُبارك في هذا الجُهد، وأن يجعل فيه النفع الوفير لكاتبه وقارئه ...
كما أنِّي أشكر وأدعو بأطيب الدعوات .. لأخي وحبيبي في الله: أبو عباد الذي قام بكتابة وطباعة هذه الروضة النديّة، فجزاه الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناته ..
وما المرء إلاّ بإخوانه كما تقبض الكفّ بالمِعْصَمِ
ولا خير في الكفّ مقطوعة ولا خير في الساعد الجزم
أسأل الله تعالى أن ينفع بها .. إنه جواد كريم ...
كتبه الفقير إلى عفو ربّه
بدر بن علي بن محمد الأسمري
أبو معاذ
القصيم- عنيزة
الروضة النديّة في تلخيص التأمّلات القرآنية 2
? قال الله تعالى:?يوم يكون الناس كالفراش المبثوث?وقال في سورة أخرى:?كأنهم جراد منتشر?وهذا في ذكر خروج الناس يوم القيامة، ولا يستقيم الجراد مع الفراش؛ لأن الجراد منتظم والفراش يموج بعضه في بعض؟!
والجمع بين الآيتين: أن الناس عندما يخرجون أول الأمر كالفراش لا يعرفون أين يذهبون، فإذا تقدّمهم إسرافيل، وهو الدّاعي قال الله:?يوم يتّبعون الداعي? انتَظموا خلف إسرافيل، فتنقّلوا من حالة الفراش إلى حالة الجراد.
? اختلف العلماء في مسألة: ما الذي يُوزَن؟ ولكنهم متفقون جملة أهل السنّة على أنه يوجد ميزان له كفّتان، أمّا الذي يُوزن على أقوال، أشهرها:
ق1) أن الذي يُوزن هو العمل نفسه، والذين قالوا بهذا القول احتجّوا بقول النبي ?:"الطَّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان"الشاهد: الحمد لله تملأ الميزان.
وقال ?:"اقرؤوا النهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة غايتان أو غيايتان، أفرق من طير صوافّ تُحاجّان عن صاحبها"فهذا من أدلّة من قال إن الذي يُوزن العمل.
ق2) أن الذي يُوزَن صحائف العمل، وهؤلاء احتجّوا بقوله ? كما عند الترمذي بسند صحيح:"إن الله سيخلّص رجلاً من أمّتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق يُنشر له تسعة وتسعون سجلّ، كل سِجِلّ مدّ البصر، فيقول له ربّه: أتنكر ممّا رأيت شيء؟ فيقول: لا يا ربّ، فيقول له الله: إن لك عندنا بطاقة فيه أشهد ألاّ إله إلاّ الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فيقول: يا ربّ ما تغني هذه البطاقة مع هذه السجلاّت؟! فتوضع البطاقة في كفّة، والسجلاّت في كفّة"
قال ?:"فطاشت السجلاّت، ورجّحت البطاقة". وعند زيادة عند الترمذي:"ولا يثقل مع اسم الله شيء"فهذه أدلّة من قال إن الذي يُوزَن صحائف العمل.
ق3) أنه يُوزَن صاحب العمل، وهؤلاء احتجّوا بقوله ? كما في الصحيحين:"يُؤتى بالرجل السمين يوم القيامة (والمقصود الكافر) فلا يَزِن عند الله جناح بعوضة، ثمّ قرأ-عليه الصلاة والسلام-:?فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزناً?".
¥