النهي: هو قول يتضمّن طلب الكفّ على وجه الاستعلاء، بصيغة مخصوصة وهي المضارع المقرون بلا الناهية.
محترزات تعريف النهي:
(قول):يخرج الإشارة والكتابة، وهذا في الاصطلاح لا يُسمّى نهي، وإن كانت الإشارة والكتابة تُؤدّي مُؤدّى النهي.
(على وجه الاستعلاء):خرج بذلك الدعاء والالتماس؛
-لأن الدعاء من أدنى إلى أعلى.
-الالتماس من مساوٍ إلى مساوٍ، كأن تقول لزميلك: لا تفعل كذا.
-أما إن كان من أعلى إلى أدنى: إن كان طلب إيجاد فهو أمر، وإن كان طلب كفّ فهو نهي.
*قالوا: (على وجه الاستعلاء) ولم يقولوا على وجه العلو، فإنه لا يُشترط في الآمر والناهي أن يكون عالياً، فلو أن لصّاً دخل على بيت رجل، وهذا الرجل وزير، واللص حقير، فقال لصاحب البيت: لا تغلق الباب، اذهب كذا وافعل كذا، فهذا يُسمّى نهي وأمر على وجه الاستعلاء؛ لأن الآمر والناهي يرى نفسه في هذه الحال أعلى منزلة من الآخر، وأصلاً هناك فرق بين الاستعلاء والعلو، فالاستعلاء صفة في الكلام، والعلو صفة في المتكلم.
#علّة نهي الاستنجاء بالعظم والروث، فقد ورد في شرح الأحاديث السابقة. (ارجع لشرح حديث رقم103) ...
#يدل الحديث على أن الإنسان لو استنجى بعظم أو روث، فإنه لا يطهر حتى لو كان العظم من حيوان طاهر، وحتى ولو كان الروث من حيوان طاهر، فلو استنجى بعظم مُذكّاة، هل يطهر المحل؟! لا؛ لأن هذا منهي عنه بذاته، كذلك لو استنجى بروثة بعير فلا يطهر المحلّ، حتى لو زال الخارج، نقول: حكم النجاسة باقي.
00000000000000000000000000
109 - عن أبي هريرة?قال: قال رسول الله?:"استنزهوا من البول، فإن عامَّة عذاب القبر منه".رواه الدارقطني.
110 - وللحاكم:"أكثر عذاب القبر من البول".وهو صحيح الإسناد.
النزاهة: هي النظافة.
استنزهوا: الهمزة والسين والتاء تدل على الطلب، يعني اطلبوا النزاهة.
البول: يشمل كلّ بول نجس، لكن الحديث يدل على بول الإنسان.
الفوائد:
1 - وجوب التطهر من البول، وهذا يشمل: (أ) التطهر منه في موضعه. (ب) وفي بقية البدن. (ج) وفي الثوب. (د) وفي البقعة.
2 - يدل الحديث أن عدم التطهر من البول من الكبائر؛ لأن فيه عذاب خاص.
3 - فيه إثبات عذاب القبر، وهذا ثابت بظاهر القرآن وصريح السنة وإجماع المسلمين:
ظاهر القرآن: قال الله تعالى:?فإذا بلغت الحلقوم?وأنتم حينئذٍ تنظرون?ونحن أقرب إليه منكم ............ إن كنتم صادقين?الآيات.
وقال تعالى في آل فرعون:?النار يُعرضون عليها غدواً وعشيّاً ويوم تقوم الساعة ...... ?.
صريح السنة: في حديث ابن عباس?أن النبي?مرّ بقبرين وقال:"إنهما ليعذّبان وما يُعذّبان ................. ".
وأنه?كان يستعيذ من عذاب القبر في كل صلاة .........
وأَمَرَنا عليه الصلاة والسلام بالتعوّذ من عذاب القبر، وقال:"تعوّذوا بالله من عذاب القبر".
الإجماع: أجمع المسلمون على إثبات عذاب القبر.
00000000000000000000000000000000000000
111 - عن سراقة بن مالك?قال: علمنا رسول الله?في الخلاء:"أن نقعد على اليسرى، ونَنْصِب اليمنى".رواه البيهقي بسند ضعيف.
*هذه صفة الجلوس في قضاء الحاجة، وهذه الصفة صعبة، فقال بعض العلماء أن الحديث فيه وهم وأن الحديث في الصلاة ليس في قضاء الحاجة، فوهم فقال الخلاء وهي في الصلاة؛ لأن هذه الجلسة هي الافتراش في الصلاة وهي أن تجلس على اليسرى وتنصب اليمنى، فهذه جلسة المفترش، وهذا على فرض صحة الحديث.
وقال بعض الفقهاء: أنه يستحب ذلك أن تنصب اليسرى وترفع اليمنى؛ لهذا الحديث وأنه أيسر في خروج الخارج.
? ? ?
112 - عن عيسى بن يزداد عن أبيه قال: قال رسول الله?:"إذا بال أحدكم فليَنْتُر ذَكَرَهُ ثلاث مرات".رواه ابن ماجة بسند ضعيف.
النتر: جذب الإنسان ذكرَه عن طريق تحريك أعصاب ذكره وليس بيده، أي شَدّ أعصاب الذكر فيخرج ما يبقى من البول في القنوات البولية، وهذا الحديث ضعيف، وإن كان الفقهاء قالوا: أنه يستحب نتره، لكن قال شيخ الإسلام-رحمه الله-إن النتر بدعة؛ لأنه لم يرد عن النبي?،وأنه مجلبة للوسواس. فهذا الحديث ضعيف.
113 - عن ابن عباس?أن النبي?سأل أهل قباء فقالوا: إنَّا نُتْبع الحجارةَ الماء. رواه البزار بسند ضعيف، وأصله في أبي داود والترمذي.
114 - وصححه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة بدون ذكر الحجارة.
*هذا الحديث فيه ضعف، ومعنى يتبعون الماء الحجارة: أنهم يستجمرون بالحجارة أولاً، ثم يغسلون المَحِلّ بالماء، فأثنى الله عليهم في قوله?فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين?لكن الحديث ضعيف.
وبهذا انتهى ? باب قضاء الحاجة? يوم الجمعة 19/ 8/1423هـ
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح