فقد أخرج البخاري (ح6346) في كتاب الدعوات باب "الدعاء عند الكرب"، ومسلم (ح2730) كتاب الذكر والدعاء- "باب استحباب الدعاء" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض ورب العرش الكريم".
سادسًا: اليقين والتوكل عند الشدائد
فقد أخرج البخاري (ح4563) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حَسْبُنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ".
سابعًا: الأرزاق لا تأتي غدوة وعشية باللجوء إلى الغار
الأرزاق تأتي بالأخذ بالأسباب، لأن محو الأسباب نقص في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، لأن الشرع أمر بالأخذ بالأسباب في قوله تعالى: فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور {الملك: 15}.
وفي أثناء الأخذ بالأسباب نتذكر أن خالق هذه الأسباب هو الله كما في قوله تعالى: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض {الأعراف: 96}.
وهذا ما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (8 - 169).
حيث قال: "ومما ينبغي أن يعلم: ما قاله طائفة من العلماء. قالوا: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسبابًا نقص في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع".
وقد أخرج الترمذي في "السنن" (ح2344) في كتاب الزهد، باب التوكل على الله، وابن ماجه (ح4164) في كتاب الزهد باب التوكل واليقين، وابن حبان (ح548 - موارد)، والحاكم (4 - 318)، وأحمد في "المسند" (1 - 52) من حديث عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا". وصححه الحاكم وأقره الذهبي.
وفي الحديث: التوكل على الله حق توكله، ومن حقوق التوكل الأخذ بالأسباب، ومن حق التوكل عدم الالتفات إلى الأسباب؛ لأن الالتفات إلى السبب هو اعتماد القلب عليه ورجاؤه والاستناد إليه، وليس في المخلوقات ما يستحق هذا؛ لأنه ليس مستقلا ولا بد له من شركاء وأضداد، ومع هذا كله فإن لم يسخره مُسَبِّب الأسباب لم يسخر.
فليحذر القارئ الكريم من القصص الواهية التي تهدم التوحيد حتى قال قائلهم: "عند الشدائد عليك باللجوء إلى مقابر الصالحين فهناك تتنزل الرحمات والبركات"، واتخذوا من القصص الواهية ما بنوا عليه باطلهم: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها {محمد: 24}، أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون {النمل: 62}.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[31 - 05 - 05, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا الأخ أبو جهاد السلفي، وجزى الله عنا الشيخ علي حشيش خير الجزاء ..
وأسألك أخي - أعزك الله - من أين لي بنسخة لكتاب فضيلة الشيخ علي في علم الحديث التطبيقي الذي سمعت من كثيرين بروعته وانا أدرس على يدي الشيخ ولكن لم يتسنى لي الحصول على أي نسخة من هذا الكتاب؟ ..