تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اشكال --القياس الاولي ومبدا التحسين والتقبيح عند المعتزلة]

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[02 - 06 - 05, 02:41 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

ذكر شيخ الاسلام في مقدمة الجزء الثاني من الفتاوى في قاعدة توحيد الربوبية

عندما تكلم عن المتكلمين فقال:"وإنما عمدة الكلام عندهم، ومعظمه: هو تلك القضايا التي يسمونها العقليات، وهي أصول دينهم. وقد بنوها علي مقاييس تستلزم رد كثير مما جاءت به السنة، فلحقهم الذم من جهة ضعف المقاييس التي بنوا عليها، ومن جهة ردهم لما جاءت به السنة.

وهم قسمان:

قسم بنوا على هذه العقليات القياسية الأصول العلمية، دون العملية؛ كالأشعرية.

/وقسم بنوا عليها الأصول العلمية والعملية، كالمعتزلة، حتى إن هؤلاء يأخذون القدر المشترك في الأفعال بين اللّه وبين عباده، فما حسن من اللّه حسن من العبد، وما قبح من العبد قبح من اللّه، ولهذا سماهم الناس مشبهة الأفعال."

ارايتم ما تحته خط

اشكل علي بينه وبين قياس الاولية الذي يقول:

ان اي صفة حسنة ثبتت في المخلوق ولا نقص فيها بوجه من الوجوه

فالله عز وجل اولى بها

وهذه اذكر ان الشيخ الهراس - رحمه الله - ذكرها في بدايات شرحه على الواسطية

السؤال "

اليس هذا القياس الاولي من جنس التحسين والتقبيح الذي ذكره المعتزلة ?

وهذا السؤال اشكال عندي لقصد المدارسة والافادة

احسن الله اليكم

ـ[عبد]ــــــــ[02 - 06 - 05, 05:46 ص]ـ

الحمد لله وحده:

أخي طلال لعلّك تجد ما يفيد في هذا الجواب:

- ذكرت أحسن الله إليك التالي: ((اشكل علي بينه وبين قياس الاولية الذي يقول:

ان اي صفة حسنة ثبتت في المخلوق ولا نقص فيها بوجه من الوجوه

فالله عز وجل اولى بها)).

في الحقيقة أنه لا يمكن أن تثبت للعبد صفة حسنة بحيث لا يكون فيها نقص بوجه من الوجوه لأنه لا بد أن يعتريها النقص، ولكن أصل الصفة الحسنة موجودة كالقوة، والعلم، والصبر فهذه صفات حسنة لكن لابد فيها من نقص بالنسبة للموصوف الذي هو العبد الفقير. وعليه فكمال هذه الصفات بحيث لا يعتريها نقص فهذا لا يستحق أن يوصف به إلا الله تعالى.

قال ابن عثيمين رحمه الله في تلخيص الحموية: ((وكل ما ثبت لله من الصفات فإنها صفات كمال، يحمد عليها، ويثنى بها عليه، وليس فيها نقص بوجه من الوجوه. فجميع صفات الكمال ثابتة لله تعالى على أكمل وجه)). أ. هـ.

- وسقت أيضاً أخي الفاضل التالي من كلام شيخ الاسلام: ((وقسم بنوا عليها الأصول العلمية والعملية، كالمعتزلة، حتى إن هؤلاء يأخذون القدر المشترك في الأفعال بين اللّه وبين عباده، فما حسن من اللّه حسن من العبد، وما قبح من العبد قبح من اللّه، ولهذا سماهم الناس مشبهة الأفعال)).

أقول لا حظ رعاك الله أن شيخ الاسلام قال:"فما حسن من اللّه حسن من العبد، وما قبح من العبد قبح من اللّه"

وهذا مغاير لمضمون سؤالك، فشيخ الاسلام يذكر أن المبتدعة يَهَبُون للمخلوق ما حسن من الله، ويقبحون من الله ما قبح من العبد فجعلو العبد كالشريك لله فكأنهم يقولون لا ينبغي للعبد إلا ما ينبغي لله ولا يجوز للعبد مالا يجوز لله.

قال ابن عثيمين رحمه الله: ((فإن من أهل البدع من أثبت النصوص على ظاهرها، و لكنه جعل هذا الظاهر من جنس صفات المخلوقين و العياذ بالله. فأثبت النقص لربه بإلحاقه بالمخلوق الناقص، و أخطأ في ظنه أن ظاهرها التمثيل. أثبت أن لله – تعالى – سمعاً، و أن لله تعالى وجهاً، و أن لله تعالى عيناً، وأن له يداً لكنه جعل ذلك كله من جنس صفات المخلوقين، غلا في الإثبات حتى بلغ به إلى التمثيل. و قد قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري: من شبه الله بخلقه فقد كفر)). أ. هـ.

فابن تيمية يتحدث عن صنيع من يثبت للعبد ما ثبت لله من الصفات الحسنة لا العكس - كما في سؤالك - وصنيع هؤلاء من أبطل الباطل. الخلاصة أنهم يجعلون الإنسان معياراً تُحاكم به صفات الله أي ما ينبغي أن يكون له وما لا يكون تعالى الله عن ذلك.

وبهذا يتغيّر المورد الذي بنيت عليه تساؤلك الأصلي وبزوال السؤال يزول الإشكال، والله أعلم.

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[02 - 06 - 05, 05:50 م]ـ

احسن الله اليكم

وضح الاشكال تقريبا

لكن قياس الاولية عند اهل السنة والجماعة

ما اصله من كتاب او سنة ?

ـ[عبد]ــــــــ[02 - 06 - 05, 09:12 م]ـ

قال ابن القيم في إعلام الموقعين: (( ... (فإن كانت) العلة (قطعية) كقياس الضرب للوالدين على قول أف , بجامع أنه إيذاء (ف) القياس (قطعي , وهو) أي هذا القياس يسمى (قياس الأولى) ; لأن الإيذاء بالضرب أولى بالمنع من الإيذاء بقول " أف " وإن كانت العلة قطعية , ولكن ليست بأولى , كالنبيذ يقاس على الخمر بجامع الإسكار. فالقياس أيضا قطعي (و) يسمى قياس (المساواة)) أ. هـ.

فكما ترى، ضرب ابن القيم لقياس الأولى مثالاً من القرآن. وكذلك يمكن استعمال هذا القياس عند الحديث عن الصفات الممدوحة في المخلوق بحيث يكون لله تعالى أكملها وأتمها فنقول مثلاً العبد سميع ولله أتم السمع وأكمله، والعبد بصير ولله تعالى أكمل البصر وأتمه ... وهكذا. إذاً كأننا نقول متى ما ثبت للمخلوق صفة كمال كان الله أولى بأتم أحوال كمالها من المخلوق الذي اتصف بها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير