أولا الفجر فى اللغة:- قال بن منظور فى (لسان العرب) " الفجر ضوء الصباح و هو حمرة الشمس فى سواد الليل و هما فجران أحدهما المستطيل و هو الكاذب الذى الذى يسمى ذنب السرحان و الآخر المستطير وهو الفجر الصادق المنتشر فى الأفق الذى يحرم الأكل أو الشرب على الصائم و لا يكون الصبح إلا الصادق و سمى ذنب السرحان و هو الذئب الأسود لأن باطن ذنبه ابيض و بجانبيه سواد كالفجر الكاذب فهو عبارة عن خيط يضيىء يمتد من المشرق من موضع طلوع الشمس إلى كبد السماء ويحيط به الظلام من الجانبين و سمي القسم الأول من الفجر الغلس و هو الذى كان رسول الله يصلى فيه الفجر ".
و الغلس:- كما قال بن منظور فى لسان العرب و بن الأثير فى النهاية " هو ظلمة آخر الليل اذا اختلطت بضوء الصباح"و فى الحديث المتفق عليه أن النبى صلى الله عليه وسلم "كان يصلى الصبح بغلس" فالغلس من وقت الفجر وليس من الليل فتنبه.
ثانيا الفجر فى القرآن و السنة
((و كلوا واشربا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط ألأسود من الفجر)) البقرة 187
ورد فى تفسير هذه الأية الحديث الذى رواه البخارى ومسلم من حديث عدى بن حاتم قال "لما نزل قول الله تعإلى (و كلوا واشربا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط ألأسود من الفجر) عمدت إلى عقالين عقال أسود وعقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتى وجعلت أنظر فى الليل فلا يستبين لى – يعنى لا يرى العقال الأبيض من الأسود – فيقول عدى فغدوت على النبى صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال (إن وسادك إذا لعريض أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك) ثم قال صلى الله عليه وسلم (لا بل هو سواد الليل وبياض النهار) ".
و روى البخارى فى صحيحة عن عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين بعد أن يستنير الفجر ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة "
روى أبو داود والنسائى والترمذى وغيرهم بإسناد صحيح عن رافع بن خديج قال سمعت رسول الله يقول (أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر). قال البغوى فى شرح السنة و الحافظ فى فتح البارى "إن الإسفار المذكور فى الحديث حمله الشافعى وغيره على تيقن طلوع الفجر و زوال الشك".
ورى بن خزيمة والحاكم وصححاه ووافقهما الذهبى والألبانى من حديث بن عباس وجابر بن عبد الله قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (الفجر فجران فجر يحرم فيه الطعام و تحل فيه الصلاة) - و هو الفجر الصادق بلا نزاع – (و فجر تحرم فيه الصلاة) – أى الصبح و يحل فيه الطعام وهذا هو الفجر.
روى مسلم و النسائى عن سمرة بن جندب قال قال رسول صلى الله عليه و سلم (لا يغرنكم آذان بلا و لا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا) يعنى معترضا. قال بن الأثير " الفجر المستطير هو الذى انتشر ضوءه و اعترض فى الأفق بخلاف المستطيل , و يستطير اى ينتشر متفرقا كأنه صار فى كل النواحى "
روى البخارى و مسلم عن ابى برزة الأسلمى قال " كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى الصبح وأحدنا يعرف جليسة "و فى لفظ " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف من الصبح فينظر الرجل إلى وجه جليسه الذى يعرف فيعرفه "و فى الصحيحين من حديث جابر ان النبى صلى الله عليه وسلم "كان يصلى الصبح بغلس ".
ثالثا الفجرعند علماء الأمة
اتفق الأئمة الأربعة على ان وقت صلاة الصبح مع طلوع الفجر الصادق وهو ضوء الشمس السابق عليها الذى يظهر جهة المشرق وينتشر حتى يعم الأفق ويغد إلى السماء منتشرا والكاذب لا عبرة به وهو الضوء الذى لا ينتشر ويخرج مستطيلا.
قال بن قدامة فى المغنى فى المجلد الأول (الصبح ما جمع بياض و حمرة)
قال القاسمى فى تفسيره فى المجلد الثانى (و فى القاموس الفجر الصادق وهو ضوء الشمس السابق عليها الذى يظهر جهة المشرق وينتشر حتى يعم الأفق و يصعد إلى السماء منتشرا و الكاذب لا عبرة به و هو الضوء الذى لا ينتشر ويخرج مستطيلا)
وقال بن حزم فى المحلى المجلد الثالث " الفجر الصادق هو البياض الذى يأخذ فى عرض السماء فى الأفق فى المشرق من موضع طلوع الشمس فى كل زمان ينتقل بانتقالها وهو مقدمة ضوئها ويزداد بياضه وربما كان فيه توريد بحمرة بديعة "
¥