تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 09 - 02, 05:35 ص]ـ

واحتج خصومنا بأحاديث ضعيفة وموضوعة يريدون أن يعارضوا بها الأحاديث الصحيح المتواترة. فمن بعض تلك المناكير التي احتجوا بها:

· أخرج البيهقي وابن أبي شيبة عن عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن أبيه (مجهول) عن جدته أم حميد أنها قالت: «يا رسول الله. إنا نحب الصلاة (أي النافلة) –تعني معك– فيمنعنا أزواجنا». فقال رسول الله r: « صلاتكن في بيوتكن خير من صلاتكن في دوركن. وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في مسجد الجماعة». والحديث قال عنه الإمام ابن حزم: «خبرٌ موضوع».

· وأخرج أحمد عن داود بن قيس عن عبد الله بن سويد الأنصاري (الخطمي وليس الحارثي) عن عمته امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي r فقالت: «يا رسول الله r، إني أحب الصلاة (أي النافلة) معك». فقال: «قد علمت انك تحبين الصلاة معي. وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك. وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك. وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك. وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي». فأمَرَت، فبُنِيَ لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل. قلت: لا نعلم لداود سماعاً من ابن سويد. وليس له في الكتب التسعة رواية عنه إلا هذه. و عبد الله بن سويد الأنصاري هو غير الحارثي (الصحابي). وهذا الأنصاري ذكره البخاري (5\ 109) وأبي حاتم (5\ 66) بدون جرح أو تعديل، فهو مجهولٌ عندهما. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين (5\ 59) على عادته في توثيق المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا واحد.

· وقال ابن خزيمة في صحيحه (3\ 96): وروى عبد الله بن جعفر (بن نجيح السعدي، ضعيفٌ مُنكَر الحديث جداً) –وفي القلب منه رحمه الله– قال: أخبرنا محمد بن عمرو (فيه كلام عن أبي سلمة) عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: « إن أحب صلاة تصليها المرأة إلى الله، أن تصلي في أشد مكان من بيتها ظلمة». حدثناه علي بن حجر نا عبد الله بن جعفر. أهـ. أقول: هذا حديثٌ موضوعٌ لذلك لم يصححه ابن خزيمة وأخّر السند عن المتن.

وشكّك ابن خزيمة في صحة كل أحاديث الباب. فقد قال في صحيحه (3\ 92): «باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد، إن ثبت الخبر! (وهذه الجملة لا أراه يستعملها إلا مع الأخبار الضعيفة، علماً أنه متساهل في التصحيح والتوثيق). فإني لا اعرف السائب مولى أم سلمة بعَدالةٍ ولا جرح. ولا أقف على سماع حبيب بن أبي ثابت (شديد التدليس) هذا الخبر من ابن عمر. ولا هل سمع قتادة (مدلّس) خبره من مورق عن أبي الأحوص أم لا. بل كأني لا أشك أن قتادة لم يسمع من أبي الأحوص». وسرد بعض تلك المناكير:

· عن عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح (متروك) حدثه عن السائب مولى أم سلمة (مجهول) عن أم سلمة زوج النبي r عن النبي صلى r قال: «خير مساجد النساء قعر بيوت».

· عن حبيب بن أبي ثابت (منقطعاً) عن ابن عمر قال: قال رسول الله r: « لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن». قلت: وزيادة "وبيوتهن خيرٌ لهن" شاذّةٌ مخالفةٌ للحديث الذي في الصحيحين، ومناقضة لأصل الحديث ولضرب ابن عمر لولده.

· عن إبراهيم بن مسلم الهجري (ضعيف) عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: «ما صلّت امرأة صلاة أحب إلى الله من صلاتها في أشد مكان في بيتها ظلمة». وهذا قد رواه عن الهجري مرفوعاً، أبو معاوية (وهو يخطئ عن غير الأعمش) وعلي بن مسهر (ثقة في الأصل، لكن ذهب بصره فكان يحدثهم من حفظه فيخطئ كثيراً). والصواب أنه موقوف كما رواه –عند البيهقي– جعفر بن عون (ثقة) عن الهجري. وكيفما روي هذا الحديث فهو ضعيف لضعف الهجري.

وقال ابن خزيمة في صحيحه (3\ 94): «وانما شكّكْت –أيضاً– في صِحّته، لأني لا أقف على سماع قتادة هذا الخبر من مُوَرِّق». ثم قال: «باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في حجرتها، إن كان قتادة سمع هذا الخبر من مورق».

· ثم روى (هو وغيره) عن قَتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحْوَص عن عبد الله مرفوعاً: «إنما المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها. وصلاة المرأة في مَخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها». قلت: لم يسمع قتادة (مدلّس من الثالثة) هذا الحديث من مورّق. ولا أعلم له سماعاً منه. وروايته عن مورّق، ورواية مورّق عن أبي الأحوص، قليلة جداً. لكن الحديث قد روي –قريباً من هذا اللفظ– عن أبي الأحوص موقوفاً على ابن مسعود، وهو الصواب. وليس في الحديث ذكر المسجد في أيّ حال.

· وأخرج الطبراني في الأوسط (9\ 48): عن زيد بن المهاجر بن قنفذ (مجهول) عن أم سلمة زوج النبي r مرفوعاً: «صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها خير من صلاتها خارج». وهذا باطلٌ لا يصح البتة.

· وعن أم سلمة t مرفوعاً: «خير مساجد النساء قعر بيوتهن». رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف الحفظ والعقل يقبل التلقين ويحدّث بالمناكير.

· سنن البيهقي الكبرى (3\ 132) من طريق ضعيف عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة (ضعيف جداً كثير الإرسال) عن القاسم بن محمد عن أمنا عائشة t مرفوعاً: «لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها ولأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد».

· وجاء عن جرير بن أيوب (يضع الحديث) عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة مرفوعاً: «صلاة المرأة في مخدعها أعظم لأجرها من أن تصلي في بيتها ولأن تصلي في بيتها أعظم لأجرها من أن تصلي في دارها ولأن تصلي في دارها أعظم لأجرها من أن تصلي في مسجد قومها ولأن تصلي في مسجد قومها أعظم لأجرها من أن تصلي في مسجد الجماعة ولأن تصلي في الجماعة أعظم لأجرها من الخروج يوم الخروج».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير