? استحضار الآيات عند تفسير القرآن مهم جداً، انظر إلى الحجّاج بن يوسف على طغيانه كان يقدر على استحضار القرآن، جاءته امرأة ذات يوم قالت له: أيها الأمير اعفُ عن ولدي، فإنه بريء، ثم قالت: والذي حذف كلاّ من النصف الأعلى، فمكث دقيقتين أو ثلاث يستحضر القرآن، ثم قال: أطلقوا ابنها.
أين حذف كلاّ من النصف الأعلى؟
القرآن ثلاثون جزءاً، فليس في الخمسة عشر جزءاً الأُوَل كلّه حرف (كلا)،والجزء السادس عشر يبدأ بسورة الكهف، ثم بعدها سورة مريم:? ... أم اتّخذ عند الرحمن عهدا?كلاّ سنكتب ما يقول .... ?الآيات، ثم تأتي (كلاّ) كثيرة في الأجزاء الأخيرة من القرآن.
? فائدة: الله ? غالباً ما يعذّب بجنس العمل:
- فرعون قال:?أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي?كيف مات فرعون؟ مات غرقاً في الأنهار التي يزعم أنه يملكها.
- وقوم لوط مع الشرك بالله، جاءوا بالفاحشة العظيمة وهي إتيان الذكران من العالمين، وإتيان الذكران قلبٌ للفطرة، فعاملهم الله ? في العذاب بجنس المعصية، فقلب عليهم الديار.
? مسألة: أن الغيب الذي أخبر الله عنه، ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1) غيب يتعلّق بالأمم السابقة، مثل: إخباره عن الأقوام، وأهل الكهف، ويوسف وغيره.
2) غيب أخبر عنه ووقع في حياته، مثل: إخباره بأنه:?سيُهزم الجمع ويولّون الدُّبُر?في بدر وقوعها.
3) غيب أخبر عنه ووقعَ بعد وفاته، مثل: إخباره عن فتح بيت المقدس، وهلاك كِسرى وهلاك قيصر وغيرها.
? كان رجل من الصالحين يُقال له حاتم يسكن خرسان، كلّما عزم على الحج خاف على بناته من بعدِه، فقالت له ابنته الكُبرى: يا أبتي .. إنما الرازق الله، فحُجّ. فعزَم على الحجّ وترك الصغار في عُهدة أختهم الكُبرى، فَرَعَتْهُم، فلمّا أمسى الليل إذا هم يتضاغون عند قدميْها يسألونها الطعام، ولم يكن في البيت شيء، فبينما هم على تلك الحال، وإذ بأمير يدخل القرية، ويسألهم الماء، ويطرق الباب ومعه حَشَمُهُ وخَدَمُه وماله، ولكن لا ماء معه (والماء يوجد في بيوت الأغنياء كما يوجد في بيوت الفقراء) فلمّا سألهم الماء أخرجوا له جَرّة ماء كانت عندهم، فلمّا شربها جَالَ بطرفِه في البيت، فعرف رِقّةَ حالهم ومسكنتهم وفقرهم، فلمّا أَهَمَّ بالخروج أخرج لهم صُرّة فيها مئات الدنانير، فقالت المرأة العارفة بربّها: هذا مخلوق نظر إلينا فاستغنينا، فكيف بنظر أرحم الراحمين إلينا؟!
? صحّ عنه ? كما روى الترمذي من حديث جابر ? أن النبي ? خرج على الصحابة، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أوّلها إلى آخرها، فلمّا قضى سكتوا، فقال النبي ?:"لقد قرأتها على إخوانكم من الجنّ، فكانوا أحسن مردوداً منكم"قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال:"إنني لمّا قرأتها على الجنّ كنتُ كلّما تَلَوْتُ ?فبأيّ آلاء ربكما تكذّبان?قال الجنّ: لا نكذّب بأيٍ من نِعَمِ ربنا، فلربنا الحمد". وهذا الحديث حسّنه الألباني-رحمه الله-في صحيح الجامع.
والمقصود منه: فيه (دلالة على أدب الجنّ مع ربّهم تبارك وتعالى).
#إذاً من السنة أن الإنسان إذا تُلِيَت عليه هذه السورة في غير القرآن أن يقول: (لا نكذّب بأيٍ من آلاءِ ربنا، فلربنا الحمد) أو يقول ما يقرب من هذه العبارة.
* قال ? فيما صحّ عنه:"ألِظَّوا بيا ذا الجلال والإكرام". أي الزموا وأكثِروا في الدعاء من قول: يا ذا الجلال والإكرام.
* الدنيا لا تطيب إلاّ بذكر الله، ولا تطيب الآخرة إلاّ بعفو الله، ولا تطيب الجنّة إلاّ برؤية وجه الله.
* سؤال الله ? من أعظم ما منّ الله به عليك، حتى جاء في الحديث:"أن الله يوحِي إلى جبريل: يا جبريل أخِّر حاجة عبدي، فإنّي أُحِبّ أن أسمع صوته".
قال الشيخ-حفظه الله-:ومَن ذلك السعيد الذي يُحبّ الربّ جلّ وعلا أن يسمع دعاءَه وخشوعَه وتضرّعَه ومسكَنَتَه بين يَدَيّ ربّه جلّ وعلا؟!!
? مسألة فيها إشكال: قال تعالى:?فيومئذٍ لا يُسْألُ عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ?وقال تعالى في سورة أخرى:?ولا يُسألُ عن ذنوبهم المجرمون?فنفَى هنا السؤال وأثبت الله السؤال في مواطن أُخر، قال جلّ وعلا:?فلنسألنّ الذين أُرسِلَ إليهم ولنسألنَّ المُرْسَلِين?وقال جلّ وعلا:?وقِفوهم إنهم مسئولون?وقال:?وإذا الموءودة سُئِلت?.
والجواب عن هذا: قال بعض العلماء: إن القيامة مواطن يُسأل فيها، ومواطن لا يُسأل فيها، وهذا وإن قال به بعض العلماء الأجِلاّء، (إلاّ أنه في ظنّ الشيخ بعيد).
والصواب أن يُقال: إن السؤال قسمان: قسم أثبته الله، وقسم نفاه الله، فالقسم الذي أثبته الله: هو سؤال التقريع والتوبيخ، أي يُسأل الناس: لِمَ فعلتم هذا؟
أما السؤال المنفي: ? فيومئذٍ لا يُسْألُ عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ?فهذا سؤال الاستعلام والاستفهام، أي لا يُسأل الناس هل فعلتم أم لم تفعلوا؛ لأن الله أعلم بما فعل الناس من أنفسهم ?أحصاه الله ونَسوه?.
إذاً تحرّر من هذا أن هناك سؤال منفي وسؤال مثبت، وقد يأتي على إذا الإشكال إشكال آخر، أن يُقال: إذا كان السؤال المُثبَت هو سؤال التقريع والتوبيخ، فكيف يُسأَل المُرسَلون، وكيف تُسأَل الموءودة؟!
والجواب عن هذا أن يُقال: إن سؤال الموءودة تقريع وتوبيخ لقاتلها، وسؤال الرسل تقريع وتوبيخ لأممِهِم الذين كذّبوا بهم.
? قوله:?قاصرات الطرف? أفضلُ وأعظم خصلة في المرأة أن يكون طرفُها مقصوراً على زوجها، ولا تتشوّف إلى غيرِه من الرجال؛ ولأن الرجال يحبون هذه الخصلة، جعلها الله أوّلَ نعت للحور العين.
? قوله:?تبارك اسم ربّك ... ? تبارك: هو فعل جامد لا يتعرّف، لا يأتي منه مضارع ولا يأتي منه أمر، وأعظم ما فيه أنه لا يُقال لغير الله، لا يُقال لأحد غير اللهِ تبارك كائناً من كان، وهذا من الأفعال الخاصّة بالتعامل والنعت للربّ العظيم جلّ جلاله.