تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عرصَاتِها مناسِكَ لعباده، فَرَضَ عليهم قصدَها، وجعل ذلك من آكدِ فروض الإِسلام، وأقسم به في كتابه العزيز في موضعين منه، فقال تعالى؟ {وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ} [التين: 3]، وقال تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: 1]، وليس على وجه الأرض بقعةٌ يجب على كل قادرٍ السعيُ إليها والطوافُ بالبيت الذي فيها غيرَها، وليس على وجه الأرض موضعٌ يُشرع تقبيلُه واستلامُه، وتُحط الخطايا والأوزار فيه غيرَ الحجر الأسود، والركن اليماني. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، ففي ((سنن النسائي)) و ((المسند)) بإسناد صحيح عن عبد اللّه بن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صَلاَةٌ في مَسجدي هَذَا أفْضَلُ مِن ألفِ صلاَة فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ المَسْجدَ الْحَرَامَ، وصَلاَةٌ في المًسجِدِ الحَرَامِ أفْضَل مِنْ صَلاَةً في مَسْجدي هَذَا بمَائَة صَلاَة)) ورواه ابن حبان في ((صحيحه)) وهذا صَرًيح في أنَ اَلمسجد الَحَراَمَ أفضلُ بقاعِ الأرض على الإطلاق، ولذلك كان شدُّ الرحال إليه فرضاً، ولِغيره مما يُستحب ولا يجب، وَفي ((المسند))، والترمذي والنسائي، عن عبد اللّه بن عدي بن الحصراء أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو واقف على راحلته بالحَزْوَرَة مِنْ مَكَّةَ يَقُول: ((وَاللَّه إِنَّك لَخَيْرُ أَرضِ اللَّهِ وَأحَبُّ أرْضِ اللَّهِ إِلًى اللَّهِ، وَلَوْلاَ أنِّي أخْرِجْتُ مِنْكَِ مَاَ خَرَجْتُ)) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح .... [إلى أن قال]: فذواتُ ما اختاره واصطفاه من الأعيان والأماكن والأشخاص وغيرها مشتَمِلَة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها، ولأجلها اصطفاها اللَّهُ، وهو سبحانه الذي فضلها بتلك الصفاتِ، وخصها بالاختيار، فهذا خلقُه، وهذا اختياره {وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ})). أ. هـ.

وعليه فالأظهر أن الأنسب لمعنى الاختيار اختيار الأصلح وقولك اختار الله لي كذا وكذا من الأمور فيه اعتراف بأن الله لم يختر إلا الأصلح، إلا في شيءٍ واحد وهو نسبة فعل المعصية لله تعالى كقول: ((اختار الله لي أن أشرب الخمر أو آكل الربا)) وغير ذلك مما تعلم مفسدته وأخبرت الشريعة بأنه المضار والمفاسد والله تعالى لا يختار ما فيه مفسدة وضرر سبحانه وما يحصل من شر انما هو بفعل المخلوق لا الخالق. اللهم إلا أن يكون الشر الواقع ضمن إرادة الله الكونية، فإنه يكون شراً بحسب ما يظهر للمربوب فقط، والله أعلم وأحكم

ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 06 - 05, 11:37 م]ـ

وعليه فالأظهر أن الأنسب لمعنى الاختيار اختيار الأصلح وقولك اختار الله لي كذا وكذا من الأمور فيه اعتراف بأن الله لم يختر إلا الأصلح، إلا في شيءٍ واحد وهو نسبة فعل المعصية لله تعالى كقول: ((اختار الله لي أن أشرب الخمر أو آكل الربا)) وغير ذلك مما تعلم مفسدته وأخبرت الشريعة بأنه المضار والمفاسد والله تعالى لا يختار ما فيه مفسدة وضرر سبحانه وما يحصل من شر انما هو بفعل المخلوق لا الخالق. اللهم إلا أن يكون الشر الواقع ضمن إرادة الله الكونية، فإنه يكون شراً بحسب ما يظهر للمربوب فقط، والله أعلم وأحكم

جزاك الله خيرا

لكن أطلت النقل أخي .. والمقصود من كلام ابن القيم واضح في أول كلامه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير