تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 06 - 05, 10:44 ص]ـ

وقد اختلفوا أيهما أفضل: التغليس في الصلاة (الصلاة في العتمة بعد الفجر مباشرة) أم الإسفار بالصلاة (أي الصلاة قبل طلوع الشمس)؟ أقول: لا شك في أن أحاديث التغليس أكثر وأصح وأقوى من أحاديث الإسفار. ومع ذلك فقد ثبت الوجهين عن رسول الله ?، وثبت الوجهين عن عدد من كبار الصحابة، فهذا يدل على أن كلا الوقتين جائز.

وحجة من قال بالإسفار ما رواه أبو داود (1

115) والترمذي (1

289) والشافعي في "اختلاف الحديث" (ص172) وابن حبان في صحيحه (4

358): عن محمد بن إسحاق (جيد) ومحمد بن عجلان (جيد) كلاهما عن عاصم بن عمر بن قتادة (ثقة عالم) عن محمود بن لبيد (ثقة، وقيل له صحبة) عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله ?: «أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر». قال الترمذي: «حسن صحيح». قلت: هذا أصح ما في الباب، وباقي المرفوع الصريح (بالإسفار) ضعيف.

فأكثر العلماء (كالشافعي وأحمد) قالوا بتفضيل التغليس على الإسفار. أما الأحناف فقد بحث هذه المسألة الطحاوي في شرح معاني الآثار (1

176–184) بحثاً طويلاً قال في آخره: «فالذي ينبغي: الدخول في الفجر في وقت التغليس، والخروج منها في وقت الإسفار، على موافقة ما روينا عن رسول الله ? وأصحابه. وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن». ومذهب الأحناف هو مذهب أهل الكوفة: مأخوذ عن علي وابن مسعود.

وصَحّ التغليس عن أبي موسى، وابن الزبير، ومعاوية. وصح الإسفار عن علي، وأبي الدرداء، وعثمان، وعن ابن عمر (لكن جاء بإسناد حسن أنه أنكر الإسفار جداً). انظر الروايات عند ابن أبي شيبة (1

320) وعبد الرزاق (1

572) وابن المنذر (2

328). وصَحّ عن عمر بن الخطاب أنه أحياناً يغلس وأحياناً يسفر. وهذا يدل على أن كلا الأمرين جائز ولا فرق. والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير