تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأسئلة والأجوبة منها ما قيل من أين عرف أنس رضي الله عنه أن أحداً لا يحدث بعده أجيب بأنه لعله عرفه بإخبار الرسول عليه الصلاة والسلام أو قال بناء على ظنه أنه لم يسمع الحديث غيره من رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال ابن بطال يحتمل أن أنساً رضي الله عنه قال ذلك لأنه لم يبق من أصحاب رسول الله غيره أو لما رأى من التغير ونقص العلم فوعظهم بما سمع من النبي في نقص العلم أنه من أشراط الساعة ليحضهم على طلب العلم ثم أتى بالحديث على نصه قلت يحتمل أن يكون الخطاب بذلك لأهل البصرة خاصة لأنه آخر من مات بالبصرة رضي الله عنه ومنها ما قيل إن قلة العلم تقتضي بقاء شيء منه وفي الحديث السابق يرفع العلم والرفع عدم بقائه فبينهما تناف أجيب بأن القلة قد تطلق ويراد بها العدم أو كان ذلك باعتبار الزمانين كما يقال مثلاً القلة في ابتداء أمر الإشراط والعدم

عمدة القاري ج:2 ص:84

في انتهائه ولهذا قال ثمة يثبت الجهل وههنا يظهر ومن الدليل على إطلاق القلة وإرادة العدم والرفع أنه وقع ههنا في رواية مسلم عن غندر وغيره عن شعبة أن يرفع العلم وكذا في رواية سعيد عند ابن أبي شيبة وهمام عند البخاري في الحدود وهشام عنده في النكاح كلهم عن قتادة وهو موافق لرواية أبي التياح وفي رواية للبخاري أيضاً في الأشربة من طريق هشام أن يقل فافهم ومنها ما قيل ما فائدة التعريف في قوله القيم وكان حق الظاهر أن يقال قيم واحد أجيب بأن فائدته الإشعار بما هو معهود من الرجال قوامون على النساء (النساء 34) فاللام للعهد ومنها ما قيل ما فائدة تخصيص هذه الأشياء الخمسة بالذكر أجيب بأن فائدة ذلك أنها مشعرة باختلال الضرورات الخمس الواجبة رعايتها في جميع الأديان التي بحفظها صلاح المعاش والمعاد ونظام أحوال الدارين وهي الدين والعقل والنفس والنسب والمال فرفع العلم مخل بحفظ الدين وشرب الخمر بالعقل وبالمال أيضاً وقلة الرجال سبب الفتن بالنفس وظهور الزنا بالنسب وكذا بالمال ومنها ما قيل لِمَ كان اختلال هذه الأمور من علاماتها أجيب لأن الخلائق لا يتركون سدى ولا نبي بعد هذا الزمان فتعين خراب العالم وقرب القيامة وقال القرطبي في هذا الحديث علم من أعلام النبوة إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت خصوصاً في هذه الأزمان والله المستعان


2 (بابٌ يَقِلُّ الرِّجالُ ويَكْثُرُ النِّساءُ) 2

أي هذا باب يذكر فيه يقل الرجال ويكثر النساء يعني في آخر الزمان
وقال أبُو مُوسَى عنِ النبيِّ وتَرَى الرَّجُلَ الوَاحِدَ يَتْبَعُهُ أرْبَعُونَ امْرَأةً يَلُذْنَ بِهِ مِنْ قِلّةِ الرِّجالِ وكَثْرَةِ النِّساءِ
أبو موسى عبد الله قيس الأشعري وهذا التعليق مضى موصولاً في كتاب الزكاة في باب الصدقة قبل الرد قوله أربعون امرأة هكذا رواية الكشميهني وفي رواية غيره أربعون نسوة وهو خلاف القياس قوله يلذن من لاذ يلوذ لوذا بالذال المعجمة إذا التجأ به وانضم واستغاث وذلك إما لكونهن نساءه وسرايره وقيل من البنات والأخوات وشبههن من القرابات وتكون قلة الرجال من اشتداد الفتن وترادف المحن فيقل الرجال

1325 ـ حدّثنا (حَفْصُ بنْ عُمَرَ الحَوْضِي) ُّ حدثنا (هِشام) ٌ عنْ (قَتادَة) َ عن (أنَس) ٍ (ري الله) عنه قال ل (أُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثا سَمِعْتُهُ مِن) ْ رسولِ الله لا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أحَدٌ غيْرِي مِعْتُ رسولُ الله يَقُولُ إنَّ مِنْ أشْرَاطِ السَّاعَةِ أنْ يُرفَعَ العِلْمُ ويَكْثُرَ الجَهْلُ ويَكْثُرَ الزِّنا ويَكْثُرَ شُرْبُ الخَمْرِ ويَقِلَّ الرِّجالُ ويَكْثُرَ النِّساءُ حتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأةً الْقَيِّمُ الوَاحِدُ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير