تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أين الدليل من السنّة على أن المساجد تُضاف لغير الله؟

قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"مسجدي هذا"، "من أتى مسجد قباء"، وفي الصحيح:"أنه أجرى الخيل من ثنيّة الوداع إلى مسجد بني زُريق".

? وقد ذكروا أن هارون الرشيد الخليفة العبّاسي المعروف غضب يوماً على أحد حرسِه أو خدمِه، غضِب على رجل، فأقسم بالله أنّ امرأته طالق إن بات هذا الرجل في ملكه، وخلافة هارون الرشيد كانت خلافة عامرة، أين يذهب هذا الرجل؟ كلّ البلادِ بلادٌ إسلامية تَبَعٌ لهارون الرشيد، فسأَلَ أحدَ العلماء: أين يبيت هذا وأنا قد حلفتُ أنه ما يبيت الليلة في مُلكِي، وأنا أملِك من المشرق إلى المغرب؟ فأشار العالم أن يبيت في المسجد؛ لأن الله يقول: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً?}

? قال تعالى: {وأنّه تعالى جَدُّ ربِّنا ما اتخذ صاحبة ولا ولداً?} الجدّ هنا بمعنى الجلال والعَظَمَة، وهو أحد معانيها، ومِن معاني الجدّ كذلك: الحظّ والغِنى، ومنه قوله ?:"ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ " أي لا ينفع ذا الحظّ العظيم منك الحظّ.

? موعظة:

إنه لا نعمة أعظم من الهداية، ولا موقف أَخْوَف من الوقوف بين يدي الربّ تبارك وتعالى، ولا مُنصرَف أعظم من الانصراف بين يدي الله، فريق في الجنّة وفريق

في السعير، ولا زحام أمتع من الزحام على أبواب الجنّة، ولا نعِيم تقرّ به العين أعظم من نعيم الجنّة، ولا عطاء أعظم من رؤية وجه الله تبارك وتعالى، وهذه كلّها

تتحقَّق إذا رحمكَ الله جلّ وعلا، ويسَّر لك الأمر، وتحقيق هذه الرحمة:?إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين?وأعظم درجات الإحسان أن تعظّم الله جلّ وعلا في قلبك تعظيماً جليلاً، ولا تجعل مع الله نداً كائناً مَن كان، ومعلومٌ أنّ مثلك لن يدعُوَ غير الله فيما نحسب، لكن قد يتعلّق قلبه بأحد تعلّقاً يُوازي تعلّقه بالله.

والعلماء يقولون: (إن قلب المؤمن ينبغي أن يكون كالكعبة، فالكعبة لا تُعَلَّق فيها صُوَرٌ ولا أزلام، وكذلك قلب المؤمن ينبغي ألاّ يكون فيه إلاّ الله، أو ما كان داخلاً في محبّة الربّ تبارك وتعالى).

وإن حفظَ البصر من النظر إلى المحرّمات من أعظم ما يمكن أن تُصْرَف به القلوب إلى طاعة الله؛ لأن البصر إذا أدْمَنَ النظر-عياذاً بالله-تعلّق بالصوَر، وقد يُفتَن بها إن كانت وجوه رجال أو وجوه نساء.

ومن التعلّق: حبّ الإنسان للشهرة والظهور.

ومن التعلّق: حبّ الإنسان للمال.

ومن التعلّق: حبّ الإنسان للانتقام.

ومن التعلّق حبّ الإنسان للشهَوات والسّهر وما أشبه ذلك.

وهذه كلّها صوارف تصرف القلب عن الربّ تبارك وتعالى، ومما يثبُت به قلبك على طريق الله: ألاّ يكون في قلبك غلٌّ ولا حقد على مؤمن كائناً مَن كان

{?والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم} ومَن أخطأ من علماء الأمّة-غفر الله لنا ولهم-فالتَمِس لهم العذر، ولسْتَ ملزماً بأخذ قوله، يُرَدُّ عليه القول ويبقى له إيمانه بربّه تبارك وتعالى.

وأنت في طلب العلم لا تشتغِل بالناس، ولا تشتغِل بقول فلان، ولا جماعة فلان، ولا حزب فلان ?هو سمّاكم المسلمين من قبل?فنحن مسلمون فقط، ولا نريد اسماً زائداً على هذا الاسم بعد أن سمّانا الله- جلّ وعلا- مسلمين، وكفى به فخراً، وقد أنكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على المهاجرين والأنصار لمّا قال أحدهم: يا للمهاجرين، وقال الآخر: يا للأنصار، قال-عليه الصلاة والسلام:"أَبِدَعوةِ الجاهلية وأنا بين أظهركم" مع أن المهاجرين والأنصار اسمان قرآنيّان، قال الله:?والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار?.

كما أن من سلامة الصدر، قال-عليه الصلاة والسلام-:"ثلاث لا يَغُلّ عليهنّ قلب مسلم-وذكر منهنّ-لزوم جماعة المسلمين والنصح لهم" ونحن في بلاد-ولله الحمد-آمنة مستقرّة مطمئنة مباركة ...... وليكن في قلبك الحبّ للحكّام والعلماء والدعاة والأمراء والجيران والأهل والوالدين، كما كان نبيّنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حياته مع أصحابه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ... فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك? والكمال عزيز.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير