تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أنه ينبغي عليك أن تسعى أيّها الأخ المبارك: في تزكية نفسك .. اجعل لنفسك حظّاً من الليل تقوم فيه بين يدَي ربّك جلّ وعلا، تتلو القرآن وتسمعه وتقرأه، وتسجد لله، وتتوسّل إلى الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى، ليكُنْ بينك وبين الله أعمال في السرائر لا يعلم عنها أحد كائناً مَن كان، تجعلها ذُخْراً لك بين يدَي ربّ العالمين جلّ جلاله، ويتأكّد هذا الأمر على الشباب أكثر من غيرِهم، ولا تنشغل عن العلم بأي شيء آخر، اسهرْ ليلَك في تدوين المسائل، وقراءة القرآن، وحفظ المتون، ولا تشغلها بزيد أفضل وزيد أقلّ، وفلان أحبّه وفلان أبغضه، اشغل نفسك بطاعة الله، أَكْثِر مِن الاستغفار، قال الله تعالى:?لولا تستغفرون الله لعلّكم تُرحَمون?فأعظم ما يجلبُ الرحمة: كثرة استغفار الله، ومن الرحمة أن تُوَفَّق لطلب العلم، والبلوغ فيه، ونفع الناس بعد ذلك، كذلك كُن حريصاً على بِرّ والدَيْك، فلا يُنَالُ خيراً من عند الله بأعظم بعد الصلاة والشهادتين بأعظم من برّ الوالدين، ولن يُدرك عاقّ من الله جلّ وعلا خير؛ لأنه فِطرَة .. مَن وصّاك الله به، فجعلته وراء ظهرك لن يمكن أن يعطيك الله خيراً أمامك، والله جلّ وعلا يقول:?وبالوالدين إحساناً?وقال:?إمّا يبلُغنّ عندك الكِبرَ أحدهما أو كلاهما فلا تقلّ لهما أُفٍ ولا تنهرهما .... ?وإنّ برّك بأمّك أو برّك بأبيك خير لك من ألف محاضرة تحضرها؛ لأن ذلك أمر أَوْجَبَه الله، المهمّ أن تحتَسِبَ الصنيع عند الله جلّ وعلا.

وممّ يقرّبك من الله تبارك وتعالى زلفاً: كثرة ذكره جلّ وعلا"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان.

ومن أعظم ما يحبّه الربّ تبارك وتعالى هذا وجملة أيها الأخ المبارك، ويعينك على السير إلى طريق الله:

لا تَشْمَت بأحد كائناً مَن كان، فإن القلوب بين يدي الله يقلّبها كيف يشاء، اسألِ الله الثبات على الهداية:"يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"وانظر رحمة الله عليك، كم في هذه الساعة مَن الآن في هذا الصيف واقف على الشواطئ من العُراة وغيرهم ينظر ميمنة وميسرة يُمْلأ قلبه بسخط الله جلّ وعلا وغضبِه؟! كم في هذه اللحظة من هو عاكف في زاوية يتناول مخدِّراً، أو يشمّ مسكراً، أو يشرب ما حرّم الله جلّ وعلا؟! كم في هذه اللحظة مَن هو في بارات الشرق وحانات الغرب يزني؟! وكم في هذه اللحظة مَن هو واقف أمام الشاشات أو مع ساحات الإنترنِت يفعل المعاصي ما الله به عليم؟! هل تعتقد أن الله الحَكَمُ العَدل يساوي بينهم وبين مَن ترك كلّ شيء وقَدِمَ إلى بيتٍ من بيوته يلتمسُ علماً وأجراً من الله وفضلاً من الرحمة؟! المهمّ هو: الصبر .. الصبر .. الصبر حتى تبلغ الجنّة، وطريق الجنّة عالي صعب، يحتاج إلى جُهد .. يحتاج إلى تواصي بالحق .. يحتاج إلى صدق .. يحتاج إلى سلامة الصدر، فلا تتكلّم في أحد، وأحسِن الظنّ بالمسلمين، وانشغِل بذنوبك عن ذنوب الناس حتى تلقى الله-جلّ وعلا-وقد غفر ذنبك، وقبِلَ توبتك، وردّ عليك أمرك وأعانك وأدخلَكَ جنّتَك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسِه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير - جنّات عدن يدخلونها يُحَلَّوْن فيها من أساورَ من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسُهُم فيها حريرٌ - وقالوا الحمد لله الذي أذهَبَ عنّا الحَزَنَ إنّ ربنا لغفورٌ شَكُورٌ - الّذي أحلّنا دارَ المُقامةِ من فضلِه لا يمسُّنا فيها نَصَبٌ ولا يمَسُّنا فيها لُغُوبٌ} ?.

اللهم إنّا نسألك رضوانك والجنّة .. ونعوذ بك ربّنا من سخَطِكَ والنّار .. اللهم اختم لنا بخير واجعل مآلنا إلى خير

وعافنا اللهمّ من شرور أنفسنا .. وسيئات أعمالنا .. سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون

وسلام على المرسَلِين .. والحمد لله ربّ العالمين .....

وفي الختام

أسأل الله أن يجعَلَنا ممّن يتدبّر آياته .. ويعمل بأحكامه .. وأسأل الله

أن يرزقنا علماً نافعاً .. ورزقاً طيّباً .. وعملاً متقبّلا

انتهى هذا العمل في يوم الأحد

22/ربيع (3) الأوّل/1426هـ

بعد صلاة العشاء

9:41 م

والحمد لله على انتهائي كما حمدتُ الله في ابتدائي

ثمّ الصلاة والسلام أبداً تغشى الرسول المصطفى محمّداً

كتبه الفقير إلى عفو ربّه

بدر بن علي بن محمّد الأسمري

أبو معاذ

القصيم-عنيزة

اللهم اجعله خالصاً لوجهك الكريم

ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:04 ص]ـ

هل من الممكن أخي أبو عباد أن تجمع كل الحلقات في ملف وورد واحد؟؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير