تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل في هذا الدعاء اعتداء (ودمرأعداء الدين).]

ـ[السدوسي]ــــــــ[12 - 06 - 05, 10:55 ص]ـ

هذا الدعاء درج عليه الأئمة والخطباء، وليس هو من الوارد أو المأثور عن السلف حسب علمي

وعند تأملي فيه ظهر لي أن فيه اعتداء، وذلك لأن أعداء الدين هم الكفار من كل مذهب ونحلة، والتدمير يراد به الاستئصال وذهاب الأثر، قال في اللسان:

دمر الدمار استئصال الهلاك دمر القوم يدمرون دمارا هلكوا و دمرهم مقتهم و دمرهم الله ودمرهم تدميرا وفي التنزيل العزيز فدمرناهم تدميرا يعني به فرعون وقومه الذين مسخوا قردة وخنازير و دمر عليهم كذلك وفي حديث ابن عمر قد جاء السيل بالبطحاء حتى دمر المكان الذي كان يصلي فيه أي أهلكه يقال دمره تدميرا و دمر عليه بمعنى ويروى دفن المكان والمراد منهما دروس المواضع وذهاب أثره.

لسان العرب ج4:ص291

ومن المعلوم أن الله قد قضى وقدر بقاء الكفار إلى أن تقوم الساعة، فالذي يدعو باستئصالهم يخالف ماعلم بالخبر الصحيح من بقائهم إلى أن تقوم الساعة، ولهذاجاء في دعاء عمر رضي الله عنه في القنوت

(اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك)

فلم يدع بالتدمير والاستئصال والاهلاك لهم جميعا.

قد يشكل على هذا دعاء خبيب رضي الله عنه على الذين قاموا بصلبه وقتله حيث قال: اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا.

والجواب عن ذلك ظاهر حيث أن دعاء خبيب كان على طائفة معينة من الكفار وهذا لاإشكال فيه.

ـ[عبدالله البحاث]ــــــــ[12 - 06 - 05, 05:04 م]ـ

قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم عليك بقريش) -رواه الشيخان-.

والنبي من قريش.

ولكنه عموم أريد به خصوص.

وكذلك "أعداء الدين" لا يلزم منه جميع من له نوع عداوة.

وكذلك التدمير؛ لا يلزم الااستئصال التام، بل يطلق على جنس الهلاك .. قال تعالى: (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ) وقال تعالى: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ).

والله أعلم

ـ[صالح المسلم]ــــــــ[12 - 06 - 05, 07:53 م]ـ

أخي السدوسي حفظه الله: على سبيل المباحثة معك أقول:

(أعداء الدين) هل يلزم من ذلك شمول هذه العبارة لجميع الكفار

إذا كان الجواب نعم

فكيف نجيب عن قوله تعالى (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم

وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)

هؤلاء المذكورين في الآية أليسوا كفارالكن غير أعداء؟

ـ[عبدالله البحاث]ــــــــ[12 - 06 - 05, 09:19 م]ـ

الكفار أعداء للدين: (فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ)، وقال عن إبراهيم: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}

، وكونهم أعداء للدين شيء، وكوننا يجوز لنا البر والإقساط مع المسالمين شيء آخر.

ـ[السدوسي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 05:04 م]ـ

أخي الفاضل عبدالله البحاث:

فارق كبير بين عليك بقريش وبين دمر أعداء الدين

فالأول دعاء على طائفة محدودة ومن المعلوم أن المراد الكفار منهم وليس فيه الاستئصال أيضا

والثاني دعاء على الكفار جميعا باستئصالهم والله قدر بقاءهم.

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[14 - 06 - 05, 05:48 م]ـ

الأخ السدوسي نحن أمة اتباع؟ فهل عندك قول للعلماء السابقين في النهي عن الدعاء على الكفار كلهم بالهلاك؟ أليس الله تعالى يقول عن نوح عليه السلام ({وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}

ويقول تعالى {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}

هل عندك دليل ينهى عن الاقتداء بنوح عليه السلام

يقول تعالى عن موسى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ}

ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 - 06 - 05, 08:57 م]ـ

أذكر أن شيخنا الفاضل عبدالكريم الخضير وفقه الله وسدده قال: إننا مأمورون في الدعاء أن نتبع المشيئة الشرعية ولو خالفت المشيئة الكونية وضرب لهذا مثلا وهو أننا ندعو في صلاتنا بأن يغفر الله للمؤمنين والمؤمنات مع أن من المؤمنين عصاة والعصاة أمرهم إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم وقد أمر الله نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات مع أن الله سيعذب بعضهم بذنوبهم ولن تتحقق المغفرة لهم جميعهم

ـ[صالح المسلم]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:20 م]ـ

العلماء السابقون ألم يتطرقوا لهذه المسألة؟

ـ[السدوسي]ــــــــ[15 - 06 - 05, 01:25 ص]ـ

أخي الفاضل: صالح المسلم

لاأعلم أن أحدا تطرق لهذه المسألة حسب بحثي.

وقد ظننت أن الشيخ بكر أبو زيد سيذكرها في المناهي.

الأخ الفاضل: عبدالله بن خميس

لو أن الله جل جلاله أخبر نوحا عليه الصلاة والسلام بأنه سيبقي بعض الكفار ولن يهلكهم أكان نوح سيدعو بهلاكهم جميعا؟.

ثم هل يجوز - أخي الفاضل - أن ندعو بأن يهلك الله الدجال في جزيرته التي هو فيها الآن ولايخرجه؟.

ولاشك أن الجواب عندك بالنفي قطعا والسبب هو أن الله قضي وقدر خروج هذا الكافر المفسد.

وأما دعاء موسى عليه الصلاة والسلام فهو دعاء على طائفة مخصوصة وليس على الكفار جميعا وبحثنا في الدعاء على الكفار جميعا الذين قضى ربنا وقدر بقاءهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير