ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 06 - 05, 02:09 م]ـ
السؤال
هل يجوز الدعاء على مطلق النصارى أم نحدد النصارى الظالمين، أو المحاربين، أو الحاقدين، أو غير ذلك؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين، وبعد:
يجوز الدعاء على مطلق النصارى؛ لقوله –تعالى-:"لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ... " [المائدة:78].
قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) بعد هذه الآية (6/ 187):"فيه مسألة واحدة: وهي جواز لعن الكافرين ... ".
وقد جاء في الكتاب العزيز: لعن الكافرين والمشركين والدعاء عليهم ...
والذي يستحب هو الدعاء على الكافرين المعتدين والظالمين والمحاربين في القنوت عند النوازل،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في (مجموع الفتاوى 8/ 335):"والدعاء على جنس الظالمين الكفار مشروع مأمور به، وشرع القنوت والدعاء للمؤمنين، والدعاء على الكافرين".
وقال في موضع آخر (21/ 154):"وأما الدعاء على أهل الكتاب ... فهذا منقول عن عمر بن الخطاب أنه كان يدعو به في المكتوبة، وهو موافق لسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ... ".
وقال في موضع آخر (22/ 271):"وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة، وإذا سمى من يدعو لهم من المؤمنين، ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسناً".
وقال في موضع آخر (22/ 373):"وكذلك المأثور عن الصحابة مثل: عمر، وعلي، وغيرهما –رضي الله عنهم- هو: القنوت العارض قنوت النوازل، ودعاء عمر فيه، وهو قوله:"اللهم عذب كفرة أهل الكتاب ... إلخ، يقتضي أنه دعا به عند قتاله للنصارى".
وكل هذه النصوص التي أوردناها تبين أن المستحب هو الدعاء على النصارى المحاربين والظالمين والحاقدين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر، ويعتدون على المؤمنين في أعراضهم وأموالهم ودمائهم وحرماتهم، أو يناصرون غيرهم من الكافرين في ظلم المؤمنين والاعتداء عليهم.
وأما النصارى الذين لم يظلموا المسلمين أو يحاربوهم أو يناصروا عليهم عدوهم إذا ترك المسلم الدعاء عليهم كان ذلك حسناً، خصوصاً إذا كان ذلك في مقام الدعوة تأليفاً لقلوبهم، وطمعاً في إسلامهم، وعلى هذا يحمل الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه (رقم 2599، كتاب: البر والصلة) عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين طلب منه الدعاء على المشركين:"إني لم أبعث لعاناً ولكني بعثت رحمة".
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.
د. علي بن بخيت الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=9184
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[15 - 06 - 05, 02:10 م]ـ
الله أكبر ((دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها)) الدمار للكافرين كلهم إلى يوم القيامة: اللهم دمر الكافرين يارب @@ هل بعد كلام ربنا كلام
وكلام على بخيت ما شفت فيه شي جديد لكن اش دليله أن دعاء عمر رضي الله عنه كان عند قتاله للنصارى من أين جاء بهذا؟؟؟
بصراحة دعاء عمر رضي الله عنه واضح أنه على كفار أهل الكتاب كلهم بدون استثناء
يعني ما فيه فرق بين ما توقل اللهم اهد جميع الكفار وبين ما تقول اللهم دمر كل الكفار كلهن جائزات
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - 06 - 05, 03:34 م]ـ
بغضِّ النظر عن بعض الاستدلالات المذكورة.
سألتُ الشيخ سفر الحوالي -شفاه الله- عن هذه المسألة فأجابَ بنحو جواب الشيخ عبدالكريم الخضير، المنقول في المشاركة رقم (7).
ـ[السدوسي]ــــــــ[15 - 06 - 05, 06:31 م]ـ
الأخ عبدالله بن خميس:
هل يجوز أن ندعو الله أن يهدي الدجال وقد علمنا بكفره وموته على ذلك؟.
لو تأملت في تعليل الجواب لوجدت أنه هو علة المنع بالدعاء على الكفار جميعا بالهلاك.
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 06 - 05, 10:07 م]ـ
العدو للدين هو الذي عرف الدين وأهله ثم صار عدوهم، إذ كيف يكون عدوّك من لم يتخذك عدوّا؟ وبهذا يخرج الكفار الذين لم تبلغهم الدعوة ولم تقم عليهم الحجة. والله أكرم وأحلم من أن يستجيب الدعاء الذي به هلاك من لم تقم عليه الحجة ولم تبلغه الرسالة ولم يعادِ الدين وأهله. أما الدعاء على المعتدين وعلى الكفار الأعداء فهو ما تؤيده النصوص، إذ كيف يكون عدواً للدين من لم يعرف الدين وأهله وكان كفره كفر جهل، لا كفر استكبار وجحود؟
واعلموا أن الدين للناس جميعا وليس لنا فحسب، ومسؤولية تبليغ الدين أعظم وأحسن ثمرة من مسؤولية الدعاء على مطلق الكفار. أما الدعاء على الكافر العدو - إذ لا يكون عدوك إلا من أراد أن يكون عدوك - فلا يبعد ان يكون قربة إلى الله تعالى. ولذلك فحتى لو كنا (مأمورون في الدعاء أن نتبع المشيئة الشرعية ولو خالفت المشيئة الكونية) كما نقل أحد الإخوة أعلاه عن الشيخ عبدالكريم - أقول حتى لو كان كذلك، فإنه لن يستجيب الله ما يخالف حكمته، ولن يستجيب ما يضاد كمال عدله، ولن يستجيب ما لا يليق بكمال رحمته. ومع ذلك قد يثيب الدّاعي على دعاءه، جزاء غيرته و حرصه.
¥