والجملة الأولى: (يا من لا تراه العيون) إن أراد في الآخرة أو مطلقاً فخطأ مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح من أن الله تعالى يرى في الآخرة، وإن أراد في الدنيا فإن الله تعالى يُثنى عليه بالصفات الدالة على الكمال والإثبات لا بالصفات السلبية. والتفصيل في الصفات السلبية بغير ما ورد من ديدن أهل التعطيل. فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد. "ا. هـ.
**وقال العلامة الفوزان عن هذا الدعاء:أما ما ذُكر في السؤال؛ فلم يرد في كلام الله وكلام رسوله فيما أعلم؛ فلا ينبغي الدُّعاء به. وأيضًا في كلمة: (لا يصفه الواصفون)! نظرٌ ظاهرٌ؛ لأن الله سبحانه يوصف بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وربما يكون هذا اللفظ منقولاً عن نفاة الصِّفات. (المنتقى1/ 49).ا. هـ.
4ـ قول بعضهم (يا من أمره بين الكاف والنون).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص76: وبهذه المناسبة أود أن أنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يامن أمره بعد الكاف والنون) لأن مابين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا اذا جاءت الكاف والنون؛ لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً. ا.هـ.
5ـ قول بعضهم (يا فرد يا صمد).
وقد جاء في حديث ((أشهد أنك فرد أحد صمد)) قال عنه البيهقي: اسناد الحديث ليس بالقوي (انظر الأسماء والصفات للبيهقي:116، 117).
وقد سئل العلامة الفوزان: هل يوصف الله تعالى بالقِدَم؛ كأن يقول القائل: يا قديم! ارحمني! أو ما أشبه ذلك؟ وهل الفرد من أسماء الله تعالى؟ أفتوني مأجورين.
الجواب: ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد؛ فلا يجوز أن يقال: يا قديم! أو: يا فرد! ارحمني! وإنما يقال: يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن! يا واحد أحد فرد صمد! ارحمني واهدني. . . إلى غير ذلك؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لا يجوز لأحد أن يثبت شيئًا منها إلا بدليل. والله أعلم. (المنتقى1/ 27).
6ـ قول بعضهم (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم).
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط ص420:
المهاودة: الموادعة والمصالحة والممايلة، والهوادة:اللين ومايرجى به الصلاح والرخصة.ا, هـ.
قلت: وهذه من عظيم الرزايا أن يدعو بعضهم بمثل هذا الدعاء ولا يعلم معناه لا من جهة اللغة ولا حكمه ومايترتب عليه من جهة الشرع وهذه مصيبة البعض ان يردد أدعية لا يفقه معناها اذ قد يترتب عليها لوازم خطيرة لولا اننا حكمنا بجهله لكان للشرع فيه حكم آخر.
وقد سئل العلامة الفوزان: ما حكم قول بعض خطباء المساجد في نهاية الخطبة: (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم). ألا يدخل في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأنه قد هاود اليهود ووادعهم، فهل هذا اعتداء في الدعاء؟
ج: نعم، (هاودهم) هذه الكلمة معناها المصالحة، هاود معناه المصالحة،
واليهود يجوز الصلح معهم، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، يجوز الصلح معهم كما صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكما صالح قريشاً في الحديبية، الصلح إذا كان من مصلحة المسلمين فإن الكفار يُصالَحون لأجل مصلحة المسلمين، هذا هو الحق، أما كلمة (هادوهم) معناه أن الرسول يدخل في هذا، وسبق أني نبهت واحد على هذه اللفظة، لكنه لم يتجنّبها هداه الله. (شريط (4) وجه (ب) من شرح الحموية 4/ 11/1424هـ).
قلت: بل ويشمل هذا الدعاء كل حكام المسلمين الذين صالحوا اليهود قديما وحديثا، فتأمل أيها اللبيب.
7ـ ومن صور الاعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال).
ويدل لهذا:اولا: ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت انه دعا على عموم الكفار وانما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
بل انه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم).
¥