تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال ((إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة)).

ثانياً: أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار الى يوم القيامة، بل ان الساعة لا تقوم الا على شرار الخلق، وأيضا سيترتب على هذا تعيطل باب الولاء والبراء، وباب الجهاد.

ثالثاً: أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أمره الله بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).

بل كيف يستقيم أن يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها، وامتن عليهما بقوله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة)؟ أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك ان كانوا كافرين، والله جل وعلا يقول عنهما (وصاحبهما في الدنيا معروفاً).فإن الدعاء على عموم الكفار يشملهما، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف؟

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند: باب قوله تعالى (أيشركون مالايخلق شيئا وهم يخلقون).: أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك، بل قال:"اللهم! عليك بهم، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"،وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أن الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه.

وقال ابن تيمية: 8/ 336: ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لايؤمن من قومك إلا من قد آمن.

وقال الشيخ الفوزان:: المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت يدعو على الكفار خص المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار. (مجلة الدعوة العدد1869ـ 16 رمضان.)

وقد أفتت اللجنة الدائمة 24/ 275: مانصه:

وقول الكاتب: (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود،اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود). والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.ا. هـ.

وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية:

"هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي, على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله، كما في دعاء عمر في القنوت: اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك،. (رواه البيهقي في السنن2/ 210)

أما الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً با لاستئصال، فإنه لا يجوز شرعاً. وهو من الاعتداء في الدعاء؛ وذلك لأن الله جل وعلا أخبرنا أن اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال فإذا دعا أحد بأن يستأصلهم الله جل وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال فهو إعتراضٌ على ما أجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان؛ ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولا من أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود والنصارى وإنما يدعو بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك"ا. هـ

فانظر أيها الأخ الكريم الى أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام كيف كانت جامعة لخير الدنيا

والآخرة وانظر قبل ذلك الى أدعية القرآن العظيمة ثم انظر الى ماأحدثه كثير من الأئمة ـ هداهم الله

ـ من الأدعية الطويلة والوقوف الطويل يتغنى بالدعاء، ويتكلف السجع، ويرفع الصوت، وقد سئم

الناس طول الانتظار فقد أعياهم التعب وطول القيام حتى إن بعضهم يهِمُّ بالانصراف أكثر من مرة،

ألا يخشى هؤلاء ان يدخلوا تحت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (ياأيها الناس ان منكم

منفرين) متفق عليه.

وانك لتعجب عندما ترى بعد هذا كله التسجيلات الاسلامية والمؤسسات الاعلامية والشركات الانتاجية كيف تتسابق وتتهافت على تسجيل هذه الأدعية وتتفنن في اخراجها لذلك القاريء وتخرجها في اصدارات خاصة (دعاء الختمة لفلان .. أو جزء تبارك و عم مع الدعاء .... ) وهكذا، فإلى الله المشتكى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير