تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و قال رحمه الله (والكلام فى هذا المقام مبنى على (اصل (وهو ان الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وفى تبليغ رسالاته باتفاق الأمة ولهذا وجب الايمان بكل ما اوتوه كما قال تعالى (قولوا امنا بالله وماانزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتى موسي وعيسى وما اوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم فى شقاق فسيكفيكهم الله وهوالسميع العليم (وقال (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين (وقال (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير (

بخلاف غير الأنبياء فانهم ليسوا معصومين كما عصم الأنبياء ولو كانوا اولياء الله ولهذا من سب نبيا من الأنبياء قتل باتفاق الفقهاء ومن سب غيرهم لم يقتل

وهذه العصمة الثابته للأنبياء هى التى يحصل بها مقصود النبوة والرسالة فان (النبى (هو المنبأ عن الله و (الرسول (هو الذى ارسله الله تعالى وكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر فى ذلك خطأ باتفاق المسلمين ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته هذا فيه قولان والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة فى سورة النجم بقوله (تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى) وقالوا ان هذا لم يثبت ومن علم انه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول ولكن السؤال وارد على هذا التقدير ايضا وقالوا فى قوله (الا اذا تمنى القى الشيطان فى امنيته) هو حديث النفس

واما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الا اذا تمنى القى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهادى الذين امنوا الى صراط مستقيم) فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفة ثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن يوافق ذلك فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان واحكامه آياته انما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها وجعل ما القى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم انما يكون اذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس والفتنة التى تحصل بهذا النوع من النسخ من جنس الفتنة التى تحصل بالنوع الاخر من النسخ

وهذا النوع ادل على صدق الرسول وبعده عن الهوى من ذلك النوع فانه اذا كان يأمر بامر ثم يأمر بخلافه وكلاهما من عند الله وهو مصدق في ذلك فاذا قال عن نفسه ان الثانى هو الذى من عند الله وهو الناسخ وان ذلك المرفوع الذي نسخه الله ليس كذلك كان ادل على اعتماده للصدق وقوله الحق وهذا كما قالت عائشة رضي الله عنها لو كان محمد كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الاية (وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه) الا ترى ان الذي يعظم نفسه بالباطل يريد ان ينصر كل ما قاله ولو كان خطأ فبيان الرسول ان الله احكم آياته ونسخ ما القاه الشيطان هو ادل على تحريه للصدق وبراءته من الكذب وهذا هو المقصود بيالرسالة فإنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم تسليما ولهذا كان تكذيبه كفرا محضا بلا ريب ... ).

و قال رحمه الله (واما العصمة فى غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة فيه نزاع هل هو ثابت بالعقل او السمع ومتنازعون فى العصمة من الكبائر والصغائر او من بعضها ام هل العصمة انما هي فى الاقرار عليها لا فى فعلها ام لا يجب القول بالعصمة الا فى التبليغ فقط وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث ام لا والكلام على هذا مبسوط فى غير هذا الموضع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير