"فإن كثيرًا ممن يَدَّعُون أنهم أهل السنة والجماعة وأنهم على الهدى يَشْمَئِزُّون من الانتساب إلى السلفية؛ وحتى تطمئنَّ قلوبهم إلى هذه النسبة ـ أعني الانتساب إلى السلفية ـ وتقوَى عزيمتُهم؛ لأن ما وقر في قلوبهم من الاشمئزاز منها فهي وسوسة شيطانية، وقوَّاها في قلوبهم ضعفُ العزيمة وقلَّة الفقه في الدين؛ فلو كانت عزائمهم قوية، وتحصيلهم من الفقه في الدين قويًّا ما اشمئزُّوا من ذلك، ولم يجدوا في أنفسهم غضاضة منه. فنقول لهم:
أولا: جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك: من ذلكم: قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: ((فنعم السلف أنا لك)).
الأمر الثاني: أن هذه النسبة لم تكن محدَثة، بل هي من عهد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيقال لهم: السلف. وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة هذه الملة أهل السنة والجماعة؛ ويزيد هذا وضوحًا: الإجماع على صحة الانتساب إلى السلفية، وأنه لا غضاضة في ذلك؛ واسمعوا حكاية الإجماع: قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ: ((لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …)) إلخ العبارة. وراجعوها ـ إن شئتم ـ في الصفحة التاسعة والأربعين بعد المائة، من المجلد الرابع من ((مجموع الفتاوى)) لابن قاسم؛ فهذا عَلَمٌ من أعلام منهجنا المشهود لهم بجلالة القدْر والسابقة في الفضْل ينقل الإجماع؛ ومَن هو ابن تيميه إذا نقل الإجماع؟، إنه حجة في نقل الإجماع، ضمن قِلة من أهل العلم يُحتج بهم في نقل الإجماع.
فيا شباب الإسلام خاصة ويا أيها المسلمون عامة لا يكوننَّ في صدوركم حرجٌ من الانتساب إلى السلفية، بل ارفعوا بها رؤوسكم، واصدعوا بها، ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم.
وأزيدُكم شيئا آخر: ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في المصدر السابق وبالتحديد في الصفحة ـ على ما أظنّ ـ الخامسة والخمسين بعد المائة أن ((من علامات البدع: ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلفية؛ لأن السلفية ليست مجرَّد نسبة، بل السلفية: تجريد إخلاص لله وتجريد متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فالناسُ يا بَنِيَّ حزبان: حزب الرحمن، وحزب الشيطان؛ فحزب الشيطان: الكفار والمنافقون نفاقا اعتقاديًّا، وحزب الرحمن هم المسلمون اللذين لم يَرْكَبوا ما يُخرجهم من مسمى الإيمان إخراجا كاملا. وخالصوا حزب الرحمن: اللذين لم يَضلوا ولن يَضلوا ولم يتنكبوا جادة الهدى والحق في كل زمان ومكان، ولم يجتمعوا على ضلالة هم السلفيون، أهل السنة والجماعة، الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية". (أصول وقواعد في المنهج السلفي ص 7/ 8 من مكتبتة سحاب الإلكترونية).
المصدر
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=130628
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[17 - 06 - 05, 01:05 ص]ـ
بارك الله في المشائخ الكرام على الإفادة
وافضل من كتب في هذه المسألة تأصيلا وتفسيلا ودليلا حسب اطلاعي وهو قاصر "موقف أهل السنة من أهل الأهواء والبدع" للدكتور الرحيلي حفظه الله
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 04:12 م]ـ
يا جماعة الخير، جزاكم الله خيراً، ولكني سألت عن لقب ’سني‘، لا ’سلفي‘ أو ’أثري‘!!!
أنا لست مع تذييل الاسم بأحد هذه الألقاب على أوراق رسمية أو كتابات أو أسماء في الانترنت مثلاً، وسؤالي يدور حول استعمال ’سني‘ بدال الاقتناع فقط بـ’مسلم‘! أي نعم اسمنا ’مسلمون‘ ولكن أليس هذا وحده لم يعد كافياً، حيث أن طوائف الزيغ والضلال كلها تدعي الإسلام أيضاً؟؟ مخالفيّ يستشهدون بآيات قرآنية حول التسمي فقط بـ’مسلم‘، فأخبرهم بأن التفرق ظهر بعدما تم الدين، وهلم جراً.
أنا شخصياً لا أحب أبداً اللقب ’أثري‘، ولا يعجبني أبداً كثرة استعمال ’تيار‘ معين للقب ’سلفي‘ بكثرة مضحكة، حقيقة!!! لعلكم تعرفون أني أقصد تيار الجامدخلية.
ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 04:45 م]ـ
يا جماعة الخير، جزاكم الله خيراً، ولكني سألت عن لقب ’سني‘، لا ’سلفي‘ أو ’أثري‘!!!
.
أولم تقرأ ذلك في كلام الشيخ الفوزان؟؟
¥