[قصة توبة (الغزالي) من كره بعض الصحابة]
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 01:51 ص]ـ
يقول الغزالي استدعاني فضيلة الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري إلى بيته , وقال لي: أريد أن ألقاك في أمر مهم , فذهبت إليه , وعندما جلست على المقعد القريب مني , فإذا بالشيخ الباقوري يجلسني في مقعد آخر , واعتذرت له أولاً عن غيابي عنه لأنه كان مريضاً , وكان الشلل ينال منه , فبادرني بالسؤال الآتي:
ما بينك وبين عمرو بن العاص؟
فاستغربت السؤال , وقلت: بيني وبين عمرو بن العاص؟! لا شيء , أنا خطيب في مسجده.
قال الشيخ الباقوري: لا , هناك شيء.
فشعرت بالدهشة , وقلت: أي شيء؟
قال: أنا أحكي لك ما رأيت وأنت تفسر.
قلت له: ماذا رأيت؟
قال: بينما أنا نائم شعرت بطارق يقرع الباب ويقول الوالي قادم , قلت: من القادم؟ من الوالي قادم؟
قال: عمرو بن العاص.
قال الشيخ الباقوري: فتهيأت للقاء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وشعرت بخفة في بدني رغم الشلل الذي كان يعاني منه – ودخل عمرو بن العاص وجلس في مكانك هذا , رجل قصير القامة , لكن في عينيه عمقاً فكأنهما محيطان. فقال لي – أي عمرو بن العاص -: أبلغ الشيخ الغزالي أنني غفرت له تطاوله عليّ , لأنه أحيا مسجدي , وهذا المسجد هو رابع مسجد في الإسلام , لأنه المسجد الذي اجتمع فيه الفاتحون الذين هزموا الرومان في مصر وأدخلوا الإسلام.
قال الشيخ الباقوري: وشعرت بشيء من الرهبة , وإذا عمرو بن العاص ينصرف , وأنا استيقظ على صوت المؤن للفجر , وصليت الفجر وعدت إلى النوم , وتكررت الرؤيا , فأنا استدعيتك لأعرف كيف تطاولت على عمرو , ولِمَ غفر لك؟!.
قال الشيخ الغزالي معلقاً على الرؤيا: الحقيقة عندما سمعت الرؤيا أخذتني رعدة , وشعرت بالميل للبكاء , وقلت: أنا ذهبت إلى مسجد عمرو كارهاً , وبدرت مني كلمات ضد عمرو بن العاص , لأني كنت أكره الذين حاربوا علي بن أبي طالب , ولكن الآن وبعد أن سمعت هذه الرؤيا , أنا أتوب إلى الله من ذكر أحد الصحابة بما لا يليق .. وعمرو له مكانته , ولولاه والمؤمنون معه ما دخل الإسلام مصر , وما اعتنقت أنا الإسلام (1).
قال الشيخ الباقوري: على كل حال الرجل تجاوز عنك , ونوّه بأنك أحييت المسجد , بعد أن كان المسجد ميتاً.
قال الغزالي: فقلت له: يغفر الله لي ما كان , وأنا على العهد , لا أبسط لساني إلا بالخير لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً.
من كتاب الصحبة والصحابة ص 92 - 95
ـــــــــــــــــــــــــــ
1) الفضل لله ثم لمن ذكروا.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي العوضي, لقد شعرت بأن أسلوب الحوار عصري. أين عزا صاحب كتاب الصحبة والصحابة هذه القصة؟
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 06:11 م]ـ
نعم أخي الكريم هذه القضة لمحمد الغزالي , والمرحع هو كتاب الداعية الشهيد الشيخ محمد الغزالي نشأته وسيرته الذاتية , وطرف من أمجاده في مسيرة حياته لعبدالله المصري ص 50
ـ[أبو غازي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 07:06 م]ـ
ظننته أبا حامد الغزالي:)
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[04 - 11 - 09, 08:20 ص]ـ
من هو محمد الغزالى وما هى عقيدته