لن أطيل المقدمات .. و سأتكلم مباشرة عن خطر جديد وغزو جديد بدون أسلحة و لا دبابات، لكنه ربما يكون أشد فتكاً .. .. وهو ما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية و تختصر بالإنجليزية هكذا NLP، و التى ينادى بها الآن أناس لا أشكك فى نواياهم الحسنة، لأنى لا أملك ذلك لأن الله وحده هو الأعلم بالنوايا.
فهم يحرصون كل الحرص على (أسلمة) هذا العلم (إن كان علماً حقاً)، و إعطائه صبغة دينية عن طريق الإستدلال عليه بالنصوص الشرعية، و يستخدمونه كأحدث أساليب التربية و التعليم بل و فى الدعوة إلى الله .. نعم فى الدعوة!!
بماذا يعرفون البرمجة اللغوية العصبية
هى طريقة منظمة لمعرفة تركيب النفس الإنسانية و التفاعل معها بحيث يمكنك التأثير السريع الحاسم فى عملية الإدراك و التصور و الإنكسار و الشعور، و بالتالى التأثير فى السلوك و التصرف و جميع المهارات للأداء الإنسانى و الجسدى و النفسى و العقلى.
أى أنك بواسطتها تستطيع التحكم فى نفسك و بيئتك الداخلية و تسخير طاقاتها و توجيهها إلى ما تريد ... هكذا يعرفونها.
و سأشرح لكم باختصار ما المقصود بكل هذا:
المقصود هو برمجة ما يسمى بالعقل الباطن أو اللاواعى عن طريق تغيير المفاهيم و المعتقدات و المدركات التى تنشأ فى العقل الواعى و الذى بدوره ينقلها للعقل اللاواعى الذى يعبر عن نفسه بغير وعى و يترجم كل هذا إلى تصرفات و أفعال بل و يهيىء لك البيئة الصالحة لذلك .. أى أن الشخص الذى يتم (برمجته) يتم تغيير فيه برامجه العقلية باستحثاث العقل الباطن الذى لديه قدرات غير محدودة .. و سوف يحقق له كل ما يريد!! فالعقل الباطن هو من أهم ركائز هذه الفلسفة.
هل تصدقون ما تقرأ ون؟ فإذا كان بامكان الشخص العادى برمجة عقله لتغيير حياته، أو برمجة عقل غيره لتغييره، فلم لم يبرمج الأنبياء و الرسل الموصولون بالوحى و المؤيدون بالمعجزات و المعلمون من قبل خالق كل شىء .. لم يبرمجوا عقولهم أو عقول غيرهم ليتجنبوا كل ما لاقوه من أذى؟!!
و هل الإنسان الذى كرمه الله سبحانه و تعالى على جميع خلقه بأن منحه عقل يستطيع به أن يهتدى لخالقه، و أن يعمر الأرض ليكون فيها خليفة .. هل بإمكان بشر مثله أن يتحكم فيه؟
فكل منا لا يملك من أمر نفسه و لا غيره شيئاً (قل إنى لا أملك لكم ضراً و لا رشداً) الجن: 21.
نحن ندعو الله تعالى و نقول ( .. ناصيتى بيدك) .. ناصيتى و ناصية كل الناس بيد الله وحده، و الناصية هى مقدمة الرأس و التى بها مركز اتخاذ القرار فى المخ .. نعم .. ناصيتى بيد خالقى فكيف تكون بيد مخلوق مثلى؟!
إنهم يقولون: إننا نتوكل على الله .. و نسمى الله .. و ندعو إلى الله!
قولة حق .. يراد بها باطل، و هل تقديس العقل و اعطائه قدرات غير محدودة يعد توكلاً على الله؟
سأعرض لكم بعضا مما يقولونه فى دوراتهم التدريبية وأمسياتهم:
- إن العقل الباطن هو الذى يحقق الأهداف،
- إن الإنسان نسيج خياله، فأنت و ما تظن ... ظنك هو الذى يحدد لك مستقبلك، و هذا مأخوذ من الحديث القدسى " أنا عند ظن عبدى بى فليظن عبدى بى ما يشاء " .. أنظروا كيف يفترون على الله و يأولون النصوص الشرعية حسب أهوائهم.
و يفسرون ذلك بأن الفكرة هى عبارة عن طاقة، و الفكرة يمكنها التأثير فى حركة الجزيئات و الذرات بل و فى أنظمة الكون .. ياللعجب!!
- أين أنت الآن و ماذا تريد أن تكون، لذا يجب عليك أن تحدد هدفك أولاً، ثم تخيل تحقيقه و تخيل شكل حياتك بعد ذلك .. ألست الآن فى حال أفضل ... .. أوهام و إيحاءات و تخيلات المراد منها تعطيل العقل ليعيش فى غيبوبة بعيداً عن واقعه المؤلم.
ثم إنى أتساءل: ما معنى عقل لاواعى .. كيف يكون عقلاً ثم يكون لا واعياً، العقل اللاواعى ليس عقلاً أليس كذلك؟
و حتى لا يتهمنى البعض بأننى متحاملة عليهم، فسوف أقدم لكم ما قاله كبار المتخصصين عن هذا:
¥