تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الدكتور / خالد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى فيقول: إن نصوص هذا الفكر تحمل في طياتها فكر المدرسة العقلانية، الذي يعد امتداداً لمذهب القدرية القائلين بأن الإنسان يستطيع أن يخلق فعله، وأن كل أمر يمكن أن يكتسب بالجد والاجتهاد، بعيداً عن مشيئة الله، أو ما يسمى بحتمية تحقيق النجاح، متى ما عرف الإنسان وصفة النجاح. إن NLP تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو: الإيمان بالقدر خيره وشره، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح، أو حتمية النجاح، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور، وكل الإخفاقات، وكل أنواع الفشل .. .. إن هذه الفلسفة تكمن خطورتها في أنها تسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله، وهذا باب خطير من أبواب الشرك ينبغي الحذر منه.

ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو: انتوني روبنز، في كتابه قدرات غير محدودة: (كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.

وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا؟ لقد حددت هدفاً لنفسي، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول: إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها.

إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة: إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو، نسأل الله السلامة والعافية .. .. أما د. جوزيف ميرفي، فيذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن: تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد، و قد كتب فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة، ومن ذلك قوله: (عندما تذهب للنوم ليلاً: كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن) ص 117 .. .. لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية، صنماً يعبد من دون الله، فهو الرزاق، وهو الشافي، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه.

أما الباحثة فوز بنت عبد اللطيف كردي أستاذ العقيدة و الأديان و المذاهب المعاصرة بكلية التربية – جدة، فتقول: ثمة أمر خطير وهو أن رواد هذا العلم الغربيين إن صح تسميته علما هم دعاة الوثنية الجديدة (الهونا – الشامانية) التي تدعو أولا إلى تفعيل القوى الكامنة عن طريق الإيحاء والتنويم لتمام القدرة على التغيير من خلال التعامل مع اللاوعي وتنتهي بالاستعانة بأرواح السلف ـ بزعمهم ـ والسحر وتأثيرات الأفلاك ا .. .. فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية "الإلهية" المزعومة، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد إلا أنهم فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتاه إلا الله، وصدق ابن عباس رضي الله عنهما "من أخذ رأيا ليس في كتاب الله ولن تمض به سنة رسول الله لم يدر على هو منته إذا لقي الله"، وحيثما تغيب المنهجية العلمية ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل.

بقى لنا أن نعرف ما قاله العلامة الدكتور القرضاوى: هناك في عصرنا من يريد الدخول علي المسلمين بطرق شتي: من هؤلاء أناس من الغربيين يدخلون علي بعض المثقفين المسلمين عن طريق ما يسمي البرمجة اللغوية العصبية، وهذا يعني انهم يريدون ان يدخلوا علي المسلم ليغسلوا دماغه، ويلقونه أفكارا في عقله اللاواعي، ثم في عقله الواعي بعد ذلك مفادها ان هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك رب ومربوب وخالق ومخلوق هناك وحدة في الوجود .. .. الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم علي الايحاء، التكرار، وغرس الأشياء في النفوس، هم يقولون: لا علاقة لنا بالدين، بل برامج نعلم بها الناس ولكن وراءهم أهداف خبيثة ومقاصد بعيدة، كل هذه ألوان من الغزو يقصدون بها غزو العقل المسلم، ولذلك أول ما ينبغي ان نحرص عليه وأن نؤكده، أن تعرف طريقك أيها المسلم، تعرف غايتك: وحدد: الغاية هي رضوان الله، مثوبته وان إلي ربك المنتهي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير