تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شروط التكليف بالتوحيد]

ـ[الشيخ رضوان]ــــــــ[20 - 06 - 05, 01:10 ص]ـ

[شروط التكليف بالتوحيد]

يشترط للتكليف بالتوحيد أربعة وهي:

الأول: العقل0وهوالوصف الذي يفارق به الإنسان سائر البهائم، ويتمكن بسببه من تحصيل العلوم النظرية0

وسمي العقل عقلالكونه يعقل صاحبه عن القبيح الذي يميل اليه بطبعه0فالدابة عقالها الحبل

والإنسان عقاله العقل0 {الإحياء1

90 - القاموس المحيط4

19 - الزواجر2

150 - لسان العرب3

486

الذريعة الى مكارم الشريعةمن80 - 108 - المفردات324 - ذم الهوى5 - 11 - روضة العقلاء16 - 26

والعقل منحة من الله، لادخل فيه للكسب والاختيار وهوالمسمى بالعقل المطبوع ولاتكليف بدونه

وإذا أخذ الله ما وهب أسقط ما أوجب0

ويطلق العقل على العلم الذي يحصله الانسان، وهو بهذا الاعتبارمن الأمورالمكتسبات، ويحصل بالجهد والمشقه والعقل المطبوع أساس للعقل المسموع، قال علي-رضي الله عنه:

رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع

ولاينفع مسموع اذا لم يك مطبوع

كما لاتنفع الشمس وضوء العين ممنوع

ويقابل العقل المطبوع الجنون، وعنده يرتفع التكليف عن العباد

ويقابل العقل المسموع الجهل والفساد، والكفر والفسوق والعناد، وبه يحصل التباب، ويصلى أليم العذاب0

وبهذا التفصيل أيها المسترشد-علمني الله وإياك-أن كل موطن ورد فيه مدح الانسان والثناءعليه لاتصافه بالعقل

أو جاء فيه ذمه، والحط عليه لعدم اتصافه بالعقل فالمراد منه العقل المسموع وإليك أدلةذلك من الكتاب والسنه

قال الله-جل وعلا-وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون-العنكبوت 43 - وقال تعالى:"إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهارلآيات لأولي الألباب"آل عمران:190 - وقال جل جلاله:"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب: ص29 - وقال سبحانه:"إنما يتذكر أولو الألباب: الرعد19 - وقال سبحانه:"إن في ذلك لآيات لأولي النهى: طه:45 - وقال سبحانه:"هل في ذلك قسم لذي حجر: الفجر:5 - وقال:"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد: ق37 - ففي جميع هذه الآيات الكريمات وقع الثناء على الانسان بسبب اتصافه بالعقل المسموع

وأما ماوردمن ذم الانسان لتفريطه بالعقل المسموع فقول الله -جل وعلا-:"ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لايسمع إلا دعاء ونداءصم بكم فهم لا يعقلون: البقرة171 - وقوله تعالى:"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون: الأعراف179 - وقوله تعالى أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا: الفرقان43 - 44 - وقوله:"أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب لايعقلون بهاأوآذان لايسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور: الحج 46 - وقوله -جل وعلا فيما حكاه عن أهل النار:"وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير: الملك10

وقد ورد في سنة نبينا-صلى الله عليه وسلم- مايشير إلى اختلال العقل المسموع آخر الزمان ففي المسند وسنن ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" إن بين يدي الساعة لهرجا" قال، قلت يارسول الله وما الهرج؟ قال:"القتل" فقال بعض المسلمين: يارسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا، فقال رسول الله- صلى الل عليه وسلم-:" ليس بقتل المشركين0ولكن يقتل بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته"فقال بعض القوم: يارسول الله، ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟ فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم:"لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس لاعقول لهم"

وفي المسند ومعجم الطبراني في الأوسط عن النعمان بن بشير-رضى الله عنهما- قال: صحبنارسول الله- صلي الله عليه وسلم-وسمعناه يقول:"إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ثم يمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا يبيع أقوام خلاقهم بعرض من الدنيا يسير"قال الحسن- رحمه الله تعالى-: والله لقد رأيناهم صورا ولا عقول، أجساما ولا أحلام، فراش نار وذبان طمع يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن العنز

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير